أعلن وزير العدل الأميركي اريك هولدر فتح تحقيق فدرالي حول انتهاك الحقوق المدنية في قضية مقتل رجل أسود على أيدي شرطي أبيض في نيويورك، الصيف الماضي، إثر قرار هيئة محلفين عدم ملاحقة الشرطي, وتظاهر آلاف، الأربعاء، في العديد من أحياء نيويورك بينما أوقف قرابة ثلاثين شخصاً. وقال هولدر للصحافيين: إن "مدعينا العامين سيجرون تحقيقاً مستقلاً ومعمقاً ونزيهاً وسريعاً"، إثر قرار هيئة محلفين عدم ملاحقة الشرطي في قرار يأتي بعد عشرة أيام من قرار هيئة محلفين أخرى، بعدم ملاحقة شرطي أبيض قتل فتى أسود في فيرغسون "ميزوري" في أغسطس. وأضاف: "لقد شاهدنا جميعاً شريط الفيديو الذي يظهر اعتقال اريك غارنر. أن وفاته هي بالطبع مأساة". وتابع هولدر: "أعلم أن عدداً كبيراً من الأشخاص في نيويورك وسائر انحاء البلاد سيخيب أملهم من قرار هيئة محلفي الولاية"، مطالباً المتظاهرين ب"البقاء هادئين". وأضاف: "أما وقد انتهى التحقيق المحلي فأنا هنا لكي أعلن لكم أن وزارة العدل ستجري تحقيقاً فدرالياً حول الحقوق المدنية بعد موت اريك غارنر". وأكد الوزير، أن "هذه ليست قضية خاصة بنيويورك أو قضية خاصة بفيرغسون"، مؤكداً أن من تظاهر سلمياً في سائر أنحاء البلاد لم يخطئ. واعتقلت قوات الأمن العديد من الأشخاص، مساء الأربعاء، في نيويورك خلال تظاهرة احتجاجية على قرار هيئة المحلفين التي قررت عدم توجيه الاتهام للشرطي الأبيض المسؤول عن مقتل اريك غارنر، الصيف الماضي في نيويورك. وكان اريك غارنر (43 عاما) الذي اشتبهت الشرطة في بيعه سجائر بطريقة غير قانونية، حاول لفترة قصيرة مقاومة عناصر أمن طرحوه أرضا في ستاتن ايلند، إحدى دوائر نيويورك، في يوليو الماضي. وفي شريط فيدو لأحد الهواة يظهر أحد الشرطيين دانييل بانتاليو وهو يمسكه من رقبته لطرحه أرضاً في حين كان القتيل، وهو أب لستة أطفال يعاني من السمنة والربو، يكرر مراراً: "لا أستطيع التنفس" وذلك قبل أن يفقد الوعي. وأعلنت وفاته بعد نقله إلى المستشفى. وقال الطبيب الشرعي في نيويورك: إن هناك عملية قتل. ويأتي قرار هيئة المحلفين في نيويورك ذلك بعد عشرة أيام من قرار هيئة محلفين أخرى في ميزوري بعدم ملاحقة شرطي أبيض قتل فتى أسود في فرغسون في آب/أغسطس. مظاهرات احتشد آلاف المتظاهرين، مساء الأربعاء، في العديد من أحياء نيويورك بينما أوقف قرابة ثلاثين شخصاً إثر قرار هيئة محلفين عدم توجيه اتهام إلى شرطي أبيض في مقتل رجل أسود. ويأتي القرار بعد عشرة أيام فقط على صدور قرار مماثل في فرغسون (ولاية ميزوري) أدى إلى اضطرابات وأعمال شغب وحمل على نشر أعداد كبيرة من عناصر الشرطة في نيويورك لتفادي وقوع حوادث. وتوجه عدد كبير من المتظاهرين إلى برودواي وساحة تايمز سكوير، حيث كان عدد الحشد يقارب خمسة آلاف شخص بحلول المساء، بحسب صحيفة "واشنطن بوست". وأضافت الصحيفة: إن سائقي السيارات العالقين بسبب التظاهرات أطلقوا أبواقهم تعبيراً عن دعمهم للتحرك. وردد المتظاهرون: "لا عدالة لا سلام"، وهو شعار المتظاهرين في فرغسون، ورفعوا لافتات كتب عليها: "فرغسون موجودة في كل مكان" و"وحشية الشرطة وجرائم القتل يجب أن تتوقف" و"حياة السود لها حساب". وتجمع مئات المتظاهرين بالقرب من مركز روكفيلر وأوقف البعض عندما حاولوا الجلوس على الرصيف، حسبما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس. ونظمت تظاهرات محدودة أيضاً في أحياء أخرى مثل هارلم وستاتن ايلاند، حيث قتل غارنر (43 عاماً) في 17 تموز/يوليو. وأعلن قائد شرطة نيويورك بيل براتون، أن قوات الأمن أوقفت قرابة 30 شخصاً. وشهدت العاصمة واشنطن تظاهرات محدودة جرت في أجواء من الهدوء. وعلق الرئيس الأميركي باراك اوباما سريعاً على قرار هيئة المحلفين قائلاً: "غالباً ما لا يعتقد الناس أن البعض يعاملون بإنصاف. في بعض الحالات يكون هناك سوء فهم لكنه أحيانا الواقع". وأضاف أوباما: "لن نهدأ قبل أن يتم تعزيز الثقة والمسؤولية بين الناس والشرطة". وقالت غوين كار والدة غارنر في مؤتمر صحافي: "كيف يمكننا أن نثق بنظامنا القضائي عندما يخيبون آمالنا إلى هذا الحد؟". وصرح رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو: "إنه يوم مؤثر ومؤلم جداً للمدينة"، مضيفاً، أنه "لا بد من إيجاد سبيل للمضي قدماً". وتابع دي بلازيو، المتزوج من امراة سوداء: إنه نبه ابنه على مدى سنوات من "المخاطر التي يمكن أن يواجهها" في حال مواجهات مع الشرطة. إلا أنه دعا المتظاهرين إلى الاحتجاج "بشكل سلمي" وإلى "العمل من أجل إحداث تغيير".