تجمع متظاهرون غاضبون لليلة الثانية في ولاية كاليفورنيا الأميركية، للتنديد بمقتل مشتبه بهم سود أخيراً برصاص عناصر شرطة من البيض في الولاياتالمتحدة، وأقدم بعض المتظاهرين على أعمال تخريب ونهب وتواجهوا مع الشرطة. وتجمع مئات المتظاهرين في وقت متأخر ليل الأحد وساروا حتى فجر الإثنين في مدينتي بيركلي وأوكلاند في ولاية كاليفورنيا، وفق الشرطة. وحطم بعضهم واجهات متاجر ونهبوا المحال، فيما اندلع حريق في شارع سكني في بيركلي. وقطع المحتجون طريقاً سريعة رئيسة أثناء سيرهم الى مدينة اوكلاند المجاورة وسط انتشار كثيف للشرطة. وأفادت شرطة بيركلي أن المتظاهرين ألقوا الزجاجات وقلبوا مستوعبات النفايات وأحرقوها. وصرحت الناطقة باسم الشرطة جنيفر كوتس: "اوقفنا عدداً من الأشخاص، لا ادري عددهم بالضبط حالياً". وأكدت الشرطة أن شخصاً واحداً على الأقل تعرض للهجوم، فيما كان يحاول منع متظاهر عنيف من نهب متجر. واتخذت التظاهرات منحى عنيفا السبت في بيركلي، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع بعد صدامات مع عناصر من الحشد بادلوها برشق المقذوفات ونهب المحال وتخريب السيارات. وأعلن مسؤولون عن إصابة عدد من الشرطيين بجروح. وانطلقت تظاهرات في مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة منذ أسبوعين، بعد قرار لجنة محلفين كبرى عدم توجيه التهمة الى شرطي ابيض في فرغسون في ولاية ميزوري، بعد أن اطلق النار على شاب أسود أعزل وقتله في آب (أغسطس). وفي نيويورك سار المتظاهرون في محطة قطارات نيويورك المركزية وفي شوارع منهاتن، وبدأوا احتجاجاً داخل متجر "ميسيز" للملابس. واعتبر رئيس بلدية نيويورك الديموقراطي بيل دي بلاسيو أن ظاهرة التجاوزات الأخيرة للشرطة في الولاياتالمتحدة، تعود الى "قرون من العنصرية" في البلاد، وفق تصريح إلى شبكة "ايه.بي.سي". وأدت احداث مماثلة الى تأجيج التظاهرات، على غرار مقتل إريك غارنر، الأب لستة ابناء، خنقاً في تموز (يوليو) في نيويورك بيد شرطي أبيض، أثناء محاولة توقيفه بعنف للإشتباه في بيعه السجائر بلا ترخيص. وفي هذه القضية ايضاً، لم توجه لجنة محلفين عليا التهمة الى الشرطي الأبيض ما أثار موجة احتجاجات جديدة في عدد من المدن الأميركية. وفي قضية اخرى قتل اكاي غورلي (28 عاماً) برصاص شرطي فتح النار على سلالم ذي انارة ضعيفة في مبنى سكني في نيويورك، فيما كان يسير مع صديقته في وقت متاخر ليل 20 تشرين الثاني (نوفمبر). وستنظر لجنة محلفين عليا في القضية. وحولت جنازة الشاب الأسود إلى مناسبة للمطالبة باصلاح قضائي وفي أجهزة الشرطة. ورفع المتظاهرون في كاليفورنيا الأحد لافتات تقول "شرطيون قتلة" و"فرغسون في كل مكان" و"أوقفوا عنف الشرطة وقتلها"، فيما ساروا في الشوارع ونفذوا اعتصامات بالاستلقاء ارضاً. وانضم نجوم رياضيون في لعبتي كرة القدم وكرة السلة الأميركية الى حملة الإدانة وارتدوا قمصاناً كتب عليها "لا أستطيع التنفس"، أي الكلمات الأخيرة لغارنر، فيما كان الشرطي يثبته ارضاً ممسكا برقبته. وأحصت شبكة "سي إن ان" منذ الأسبوع الماضي، تظاهرات في 170 مدينة، غالبيتها سلمية مع تسجيل قطع بعض الطرق السريعة، ما ادى الى توقيف عدد من المتظاهرين بعضهم في نيويورك. وقرار عدم ملاحقة الشرطة شكل مفاجاة لقسم كبير من الطبقة السياسية، سواء لدى الديموقراطيين أو الجمهوريين. وقال الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش الأحد إنه قرار "يصعب تفهمه". وأضاف في تصريح إلى "سي.ان.ان": "حققنا تقدما كبيراً في القضايا العنصرية لكن هذه الحوادث تظهر أن علينا القيام بالمزيد".