لم يستوعب الهلال درس مباراة الذهاب، وتكرر المشهد في لقاء الإياب الحاسم في الرياض، وكرر الزعيم نفس الأخطاء، وأنا اعترف وأقر بأن مباراة الرد النهائية وبحسابات المنطق والمنظور الفني كانت هلالية هجومية بحتة، مقابل استماتة دفاعية منظمة من وسترن سيدني، الذي برع في البناء النفسي الهادئ الذي شكل أهم ركائز هذه المباراة الحساسة والمصيرية، فيما غلب على أداء الهلال التوتر والتسرع والرعونة والعصبية؛ مما أفقدهم التركيز. وأبصم بالعشرة أن لاعبي الزعيم تفوقوا في الروح والجهد المتأجج، والحماس المتدفق، والكفاح والإرادة والعزيمة، وأيضاً في بناء الهجمات والاستحواذ والسيطرة وعدد الهجمات وخطورتها؛ لكنهم فشلوا وبشكل ذريع في كسر التكتل الدفاعي الصلب لفريق سيدني، وهذا العجز يتحمله مدرب الهلال الروماني ريجيكامف الذي عاد وسقط في نفس الحفرة وكرر تكتيك وسيناريو لقاء الذهاب؛ بسبب عدم توفير البدائل لكسر المتاريس الدفاعية، وعدم وجود حلول لتفادي اهدار الاهداف المحققة، اضافة لخطأ فادح تكرّر أكثر من عشرين مرة وخاصة في الركلات الركنية باعتماد لاعبي الهلال على توجيه الكرات الساقطة في عمق دفاع مرمى سيدني، علماً بأن المدافعين عمالقة في الطول، والحارس (سوبرمان) يستحيل أن تمر ذبابة إلى مرماهم. وأقول للهلال: أعرف أن الثقة بالنفس تتنامى وتزداد رسوخاً في الأزمات، وتكون مصدر قوة في المحن. ونأتي أخيراً إلى الزبدة لنقول: أسوأ ما في المباراة الحكم الياباني (إيشيمورا المهزلة)، الذي أذاق الزعيم وجماهيره المر، وغيّر نتيجة المباراة واعتقد ان لجنة الحكام الآسيوية أخطأت باختيار هذا الحكم لإرادة مباراة آسيوية نهائية ومصيرية، وهي تعرف أن الحكم المذكور طُرد من مونديال البرازيل الأخير؛ لفشله في قيادة المباراة الافتتاحية بين البرازيل وكرواتيا، واقترح على الحكم الياباني الفاشل بعد أن أعلن اعتزاله التحكيم بانتهاء مباراة الهلال وسيدني أن ينضم إلى (داعش)؛ كي يغطي وجهه القبيح.! الكومبارس يبعثرون ركائز الصدارة حدث كما توقعت في مقال الأسبوع الماضي عندما قلت: إن هناك أطرافاً كثيرة من ركاب الوسط والمؤخرة في قطار جميل مصرون على المجازفات والانتفاضات، وتفجير المفاجآت لحرف مقدمة القطار عن سكته، وإحراج القبطان والملاحين وركاب (الفرست جلاس) وهذا سيفرض معطيات ومطبات جديدة في قواعد اللعبة، وبالتالي ستتغير موازين القوى، مما يجعل قطار جميل برمته وركابه عرضة لكل أنواع المخاطر. وهذا ما حدث في مباريات الجولة التاسعة باختصار شديد، ففريق الاتحاد خسر على أرضه أمام هجر، وهوى الى المركز الرابع، ولا زال يتخبط بمستوى متقلب وبعيداً عن الانضباط التكتيكي. بالمقابل قدم هجر أقوى عروضه في الدوري، وفجر فريق الرائد (الأخير) أقوى المفاجآت وفرض التعادل على الشباب، وأسقطه عن الصدارة، بعد أن تلاعب بأعصاب لاعبيه وأخرجهم عن طورهم، وعاد الخليج وظلم نفسه للمرة الرابعة، فبعد تفوقه على الفتح لعباً ونتيجة حتى الدقيقة(86) انهار وفقد توازنه وخسر بالتعادل بعد أن فرط في فوز محقق، وواصل التعاون صحوته ولعب أجمل مبارياته أمام النصر وأحرجه وأعاد لنا متعة النظر وجمالية الأداء، ولم يقدم النصر العرض المأمول، وأنقذه حسن الراهب بهدف الفوز في وقت متأخر، واستحق الأهلي الفوز بسهولة على العروبة، كما التهم نجران الشعلة بثلاثية.