أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، بأنه تمكن من توثيق مقتل ما لا يقل عن 100 من عناصر تنظيم داعش في مدينة عين العرب (كوباني) ومحيطها. وقال المرصد في بيان، أمس: إنه جرى خلال الأيام الثلاثة الماضية توثيق مقتل ما لا يقل عن 100 من عناصر داعش وعناصر الحسبة "الشرطة الدينية" الذين قدموا من محافظتي حلب والرقة، للمشاركة في القتال ضد وحدات حماية الشعب الكردي، في مدينة عين العرب ومحيطها. وأشار المرصد إلى أن طائرات التحالف العربي - الدولي نفذت عدة ضربات استهدفت داعش، في جنوبالمدينة والقسم الشرقي منها. على صعيد آخر، نقل المرصد عن مصادر قولها: إن قوات البيشمركة الكردية، التي دخلت على متن أكثر من 20 عربة الجمعة، إلى منطقة تل شعير بالريف الغربي لمدينة عين العرب، تمركزت أمس، في جبهات المدينة، إلا أنها لم تشارك حتى اللحظة في الاشتباكات الدائرة مع داعش. وذكرت وكالة الأنباء الموالية للأكراد فرات، أن القافلة عبرت الحدود التي تبعد عشرة كيلومترات جنوب النقطة التي انطلقوا منها في سوروتش. وقال مدير المرصد: "إن المقاتلين لم يعبروا عبر نقطة مرشد بينار الحدودية بل عملت جرافات على فتح طريق لهم عبر تل الشعير الذي تسيطر عليه وحدات حماية الشعب". ووقف مقاتلو البشمركة في شاحناتهم، وهم يلوحون للمحتشدين، ويرفعون رشاشاتهم في الهواء. واصطف رجال الشرطة التركية المزودون بمعدات مكافحة الشغب، على جانبي الطريق في سوروتش. ووصل هؤلاء المقاتلون الذين يبلغ عددهم أكثر من 150 قبل 48 ساعة إلى تركيا آتين من كردستان العراق، بهدف مساندة ثالث المدن الكردية السورية ضد تنظيم داعش. واستمرت الاشتباكات العنيفة منذ ليل أول أمس، وحتى صباح أمس، بين مقاتلي وحدات حماية الشعب وتنظيم داعش في محاور مسجد الحاج رشاد والمربع الحكومي الأمني والبلدية، وصولاً إلى محور طريق حلب في جنوب غرب مدينة عين العرب، حيث كانت أعنف الاشتباكات عند مسجد الحج رشاد في شمال غرب المربع الحكومي الأمني، في محاولة من داعش للتقدم في المنطقة، إلا أن الهجوم باء بالفشل. وتشهد المدينة هدوء حذراً يخرقه أصوات قذائف الهاون التي يطلقها داعش وأصوات إطلاق نار متقطعة بين الطرفين. «النصرة» تسيطر من جهة أخرى، سيطر تنظيم جبهة النصرة المتطرف السبت، على معقل تنظيم جبهة ثوار سوريا، إحدى أكبر القوى المقاتلة في المعارضة السورية، في منطقة جبل الزاوية في محافظة ادلب، بعد نحو أسبوع من اندلاع معارك بين الطرفين في هذه المنطقة. وجاء في بريد الكتروني للمرصد السوري لحقوق الإنسان: "سيطرت جبهة النصرة، صباح السبت، على بلدة دير سنبل المعقل الرئيسي لجبهة ثوار سوريا، لتصبح بذلك غالبية قرى وبلدات جبل الزاوية تحت سيطرة جبهة النصرة"، الفرع السوري لتنظيم القاعدة. وأضاف المرصد: إن "العشرات من عناصر جبهة ثوار سوريا انشقوا عنها وانضموا إلى جبهة النصرة، كما أن عدداً من مقاتلي تنظيم داعش وصلوا بشكل فردي لمؤازرة جبهة النصرة". وقال من جهته مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: إن "الاشتباكات توقفت، صباح السبت، مع سيطرة جبهة النصرة على بلدة دير سنبل"، مشيراً إلى أن جبهة النصرة "استولت على أسلحة جبهة ثوار سوريا وعلى دبابات لها". وتمكنت جبهة النصرة من طرد جبهة ثوار سوريا من معقلها بعد نحو ستة أيام من المعارك الدامية بين الطرفين في المنطقة، نجح خلالها التنظيم المتطرف بداية من انتزاع السيطرة على سبع قرى وبلدات في جبل الزاوية شرق ادلب. ولم يعرف السبب الرئيسي لهذه المواجهات التي بدأت في 26 أكتوبر، واستمرت يومين، قبل أن يتم التوصل، ليل الخميس الجمعة، إلى اتفاق على نشر "قوة صلح" مؤلفة من 15 فصيلاً مقاتلاً، بينها فصائل إسلامية في جبل الزاوية. إلا أن تجدد الاشتباكات سبق انتشار القوة. ويعرف مقاتلو "جبهة ثوار سوريا" بتأييدهم لسوريا علمانية وديموقراطية وانتقادهم للكتائب الإسلامية. وكان ناشطون نشروا على موقع "يوتيوب" الجمعة، شريط فيديو، قالوا: إنه لقائد "جبهة ثوار سوريا" جمال معروف في جبل الزاوية، وهو يسير بين مقاتلين آخرين ويهاجم جبهة النصرة. وأشار معروف إلى أن جبل الزاوية "تحرر" في 2011 حتى قبل نشأة جبهة النصرة. ومما قاله معروف أيضاً في الشريط: "جبل الزاوية حرر كل القرى من عصابات بشار الأسد، ومن عصابات (زعيم تنظيم داعش أبو بكر) البغدادي، وإن شاء الله، سنحرره من عصابات جبهة الكسرة، جبهة النكسة"، متهماً الجبهة بمساندة نظام بشار الاًسد. وكانت كل هذه الفصائل تقاتل جنباً إلى جنب في بداية النزاع العسكري ضد النظام. وكان ريف ادلب المنطقة الأولى التي تمكن مقاتلو المعارضة من إخراج قوات النظام منها في الأشهر الأولى للحرب. وحصلت جولة أولى من المعارك بين جبهة النصرة ومقاتلي عدد من الكتائب في يوليو، لكنها ما لبثت أن هدأت.