وقعت أمس الجمعة اشتباكات بين جبهة النصرة وجبهة ثوار سوريا، إحدى أكبر القوى المقاتلة في المعارضة، في منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب (شمال غرب)، في وقتٍ تبادل الطرفان الاتهامات على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت. ويأتي ذلك بعد مرور أيام على جولة من المعارك الدامية بين الطرفين في المنطقة ذاتها تمكنت خلالها جبهة النصرة من انتزاع السيطرة على 7 قرى وبلدات في جبل الزاوية (شرق إدلب) كانت تحت سيطرة مقاتلي جبهة ثوار سوريا. وفي بريدٍ إلكتروني، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «الاشتباكات العنيفة تجددت بين مقاتلي جبهة النصرة ومقاتلي جبهة ثوار سوريا في محيط بلدة دير سنبل، المعقل الرئيس لجبهة ثوار سوريا في محافظة إدلب»، مشيراً إلى وقوع «خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وكانت معارك بين الطرفين وقعت في 26 أكتوبر واستمرت يومين. ورغم إعلان التوصل مساء الخميس إلى اتفاق على نشر «قوة صلح» مؤلفة من 15 فصيلاً مقاتلا في جبل الزاوية، إلا أن تجدد الاشتباكات سبق انتشار القوة. ويُعرَف مقاتلو «جبهة ثوار سوريا» بتأييدهم لسوريا ديموقراطية وانتقادهم للكتائب المتشددة. في المقابل، أفاد المرصد السوري بمشاركة مقاتلين من كتيبة «جند الأقصى» الإسلامية إلى جانب «جبهة النصرة» ضد «جبهة ثوار سوريا». في السياق نفسه، نشر ناشطون على موقع «يوتيوب» أمس مقطعاً قالوا إنه لقائد «جبهة ثوار سوريا»، جمال معروف، وهو يسير بين مقاتلين آخرين في جبل الزاوية ويهاجم جبهة النصرة وزعيمها أبو محمد الجولاني. ومما قاله معروف في الشريط «من هنا من قلب جبل الزاوية، أقول يا جولاني، أتحداك أن تظهر على حقيقتك، أتحداك يا خارجي»، نسبة إلى الخوارج. وأضاف «يا من شوهتم الإسلام وشوهتم الدين، لماذا تقاتلوننا؟ اذهبوا وقاتلوا النظام»، مشيراً إلى أن جبل الزاوية «تحرر» في 2011 حتى قبل نشأة جبهة النصرة. وردت جبهة النصرة على حسابها الرسمي في موقع «تويتر» باتهام جمال معروف ب «الفساد والانحراف عن طريق الثورة»، وقالت إنه كان لها دور بارز في تحرير جبل الزاوية.