سيطر تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي المتطرف أمس على معقل تنظيم "جبهة ثوار سورية" إحدى أكبر القوى المقاتلة في المعارضة السورية، في منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب (شمال غرب) بعد نحو أسبوع من اندلاع معارك بين الطرفين في هذه المنطقة. وجاء في بريد الكتروني للمرصد السوري لحقوق الانسان "سيطرت جبهة النصرة صباح اليوم (أمس السبت) على بلدة دير سنبل المعقل الرئيسي لجبهة ثوار سورية، لتصبح بذلك غالبية قرى وبلدات جبل الزاوية تحت سيطرة جبهة النصرة"، الفرع السوري لتنظيم القاعدة الإرهابي. واضاف المرصد ان "العشرات من عناصر جبهة ثوار سورية انشقوا عنها وانضموا الى جبهة النصرة (...) كما أن عدداً من مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية (المتطرف) وصلوا بشكل فردي (...) لمؤازرة جبهة النصرة". وقال من جهته مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس ان "الاشتباكات توقفت صباح السبت مع سيطرة جبهة النصرة على بلدة دير سنبل"، مشيرا الى ان جبهة النصرة "استولت على اسلحة جبهة ثوار سورية وعلى دبابات لها". وتمكنت جبهة النصرة من طرد جبهة ثوار سورية من معقلها بعد نحو ستة ايام من المعارك الدامية بين الطرفين في المنطقة نجح خلالها التنظيم المتطرف بداية من انتزاع السيطرة على سبع قرى وبلدات في جبل الزاوية شرق ادلب. ولم يعرف السبب الرئيسي لهذه المواجهات التي بدأت في 26 تشرين الاول/اكتوبر واستمرت يومين، قبل ان يتم التوصل ليل الخميس/ الجمعة الى اتفاق على نشر "قوة صلح" مؤلفة من 15 فصيلاً مقاتلا بينها فصائل (اسلامية) في جبل الزاوية. الا ان تجدد الاشتباكات سبق انتشار القوة. ويعرف مقاتلو "جبهة ثوار سورية" بتأييدهم لسورية علمانية وديموقراطية وانتقادهم للكتائب (الاسلامية). وكان ناشطون نشروا على موقع "يوتيوب" الجمعة شريط فيديو قالوا انه لقائد "جبهة ثوار سورية" جمال معروف في جبل الزاوية، وهو يسير بين مقاتلين آخرين ويهاجم جبهة النصرة. واشار معروف الى أن جبل الزاوية "تحرر" في 2011 حتى قبل نشأة جبهة النصرة. ومما قاله معروف ايضا في الشريط "جبل الزاوية حرر كل القرى من عصابات بشار الاسد ومن عصابات (زعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابو بكر) البغدادي، وان شاء الله سنحرره من عصابات جبهة الكسرة، جبهة النكسة"، متهما الجبهة بمساندة نظام الرئيس بشار الاسد. وكانت كل هذه الفصائل تقاتل جنبا الى جنب في بداية النزاع العسكري ضد النظام. وكان ريف ادلب المنطقة الاولى التي تمكن مقاتلو المعارضة من اخراج قوات النظام منها في الاشهر الاولى للحرب. وحصلت جولة أولى من المعارك بين جبهة النصرة ومقاتلي عدد من الكتائب في تموز/يوليو، لكنها ما لبثت ان هدأت.