من شروط الرحلة العائلية: الأب زعلان بأول الرحلة! والأم في آخرها والضحية الأبناء.. احتسبوا الأجر! يفتخر بعض الآباء بأنه حريص على أن يكون قرب أولاده على الدوام ويقدم لهم برنامجاً تربوياً متنوعاً، بينما الواقع يقول: ان أحد أسباب مشاكلنا التربوية أننا ابتلينا بآباء قد تركوا الجمل بما حمل للزوجة تعاني وتواجه بينما هو مشغول مع الأصدقاء ما بين الاستراحة والمطار، بالمقابل هناك آباء يحرصون على أن يقدموا شيئاً، ولكنهم إن قدموه بعد معاناة وطول انتظار قدموه بسوء خلق مما يجعله بلا أثر ويتمنى معه أنهم قد تُركوا وشأنهم، لا لهم ولا عليهم، بل قد يتمنون أن يكونوا كحال أولئك الأبناء الذين لا يهتم بهم والداهم! وبالتالي فملاذ الابن المفضل سيكون الأصدقاء والزملاء، وتبدأ خطوات الضياع والانفصال عن العائلة، وكذلك الأمر بالنسبة للبنت وقد يكون أشد، فما الفائدة من الجلوس والرحلة مع عائلة متوترة تصنع المشاكل من لا شيء، حتى وصلت بها الحال إلى الاعتقاد أنه لا برنامج عائلي- واستقبال الضيوف قصة لوحدها- بلا رفع صوت وعبوس وجه؟! حتى نوفر هذه الجهود المبذولة، ونترجم هذه النوايا الصادقة من الوالدين، يجب أن ندرك أن أعظم استثمار هو استثمارنا في أبنائنا، وأننا يوم أن نلقى الله لن نُسأل عن فلان وعلان بل سيكون السؤال عن هؤلاء الذين حملنا الله مسؤوليتهم، حيث يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (كلكم راع وكلم مسؤول عن رعيته) ولذلك يجب أن تكون برامجنا التربوية المقدمة لأبنائنا معدة مسبقاً ومخططا لها تخطيطاً جيداً ومقدمة بأفضل صورة! فالتقديم الجيد أساس من أساسيات النجاح وقد جمعها الحق جل جلاله بآية واحدة (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر، فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين). يا ليت كل أب يطبق هذه الآية في تعامله مع أبنائه، فيرحم ويحسن القول ويعفو ويدعو لهم ويشاورهم فيما يقدمه لهم، ثم بعد ذلك يعمل ويقدم متوكلاً على من بيده الهداية والصلاح!. كيف ستكون حال أبنائنا إذن؟! إشارة يا ليت كل أب يطبق هذه الآية في تعامله مع أبنائه، فيرحم ويحسن القول ويعفو ويدعو لهم * متخصص بالشأن الاجتماع