اختتمت اوكرانيا امس الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية المبكرة المقررة غدا، والتي يتوقع ان يعزز خلالها الموالون للغرب الذين انبثقوا من حركة الاحتجاج في وسط كييف سلطتهم في أوج ازمة مع روسيا في الشرق الانفصالي، وتجري الانتخابات في فترة صعبة جدا لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة الطامحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، والتي خسرت القرم في مارس بعدما ضمتها روسيا، وتواجه حركة تمرد مسلحة موالية للروس في حوض دونباس، في نزاع اوقع اكثر من 3700 قتيل منذ منتصف ابريل. وأكد الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو الذي تعتبر حركته الأوفر حظا للفوز في الانتخابات التشريعية، مساء الخميس في اوديسا "لن يكون هناك نزاع معلق، لأن دونباس لا يمكن ان تستمر بلا اوكرانيا". ويتوجه الناخبون في اوكرانيا الى صناديق الاقتراع غدا؛ بهدف تجديد البرلمان الذي انتخب في 2012 في عهد الرئيس الموالي لروسيا فكتور يانوكوفيتش الذي أطيح به في فبراير الماضي، ويعتبر معسكر الرئيس بوروشنكو القريب من الغربيين الأوفر حظا للفور في الانتخابات في غياب الانفصاليين الموالين لروسيا، والذين أعلنوا اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في الثاني من نوفمبر في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وحذرت واشنطن الموالين لروسيا من إجراء انتخابات موازية في معقليهم دونيتسك ولوغانسك، مؤكدة ان "الانتخابات الشرعية الوحيدة" هي التي ستجري غدا، فيما قال حلف الناتو: إن روسيا لا تزال تحتفظ ببعض القوات في شرق أوكرانيا وتبقي على قوات ذات قدرات عسكرية كبيرة على الحدود بالرغم من انسحاب جزئي. وأوضحت اللجنة الانتخابية ان نحو مليوني شخص من اصل 5,2 مليون ناخب يمكنهم التصويت في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، ما يعني ان العملية لن تشمل 14 مقعداً من اصل 32. وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في الربيع الفائت، فإن الانتخابات لن تشمل 12 مقعداً. وقالت كييف: ان الانتخابات ستجري في هذه المنطقة حين تعود الى السيادة الاوكرانية. وانتخابات يوم غد هي أول انتخابات برلمانية تُجرى منذ مظاهرات "يوروميدان" الشتاء الماضي، والتي أجبرت يانوكوفيتش على الفرار إلى روسيا ودفعت بقيادة مؤيدة للغرب إلى السلطة. ومن المتوقع أن تحول نتيجة الانتخابات الكتلة السياسية الداعمة للرئيس بيترو بوروشينكو إلى قوة مسيطرة في البرلمان، حيث سيقلص النفوذ الروسي بدرجة كبيرة. ومن شأن ذلك أن يعطي لبوروشينكو تفويضا للمضي قدما في خطته لإنهاء الحرب مع الانفصاليين في أقاليم شرق أوكرانيا الناطقة بالروسية، وأن يقيم تفاهما مع موسكو فيما يواصل مسار الاندماج مع الاتحاد الأوروبي. تحذير لموسكو وحذر رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك من محاولات روسية محتملة لتعطيل الانتخابات البرلمانية المقرر أن تجرى في مطلع الأسبوع، وهي انتخابات تجرى في ظل دعم روسي للانفصاليين وخلاف على الغاز لم يتم حله. وقال في اجتماع لكبار رؤساء أجهزة الأمن ومراقبي الانتخابات: "من الواضح أن محاولات زعزعة الوضع ستستمر وبتحريض من الجانب الروسي. لم ينجحوا أثناء الانتخابات الرئاسية (في مايو)... لكن خططهم استمرت". تحذير أمريكي من جهتها، حثت الولاياتالمتحدة، جميع الاوكرانيين، بمن فيهم سكان الشرق المتمرد وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، على التصويت غدا في اطار الانتخابات التشريعية، مؤكدة ان الاميركيين سيرفضون اي شكل من التدخل في هذه العملية الشرعية. وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي: "انها مرحلة جديدة مهمة بالنسبة الى أمة لا تزال تثبت التزامها ببناء ديمقراطية صلبة رغم التقلبات السياسية الاخيرة والتحدي الأمني الكبير في بعض مناطق البلاد". وحذرت بساكي المتمردين الموالين لروسيا من إجراء انتخابات موازية في معقليهم دونيتسك ولوغانسك، مؤكدة ان "الانتخابات الشرعية الوحيدة" هي التي ستجري غدا وفي السابع من كانون الاول (ديسمبر) لاختيار برلمان اوكراني جديد. وأكدت بساكي ان الاميركيين "سيرفضون ايضاً اي شكل من التدخل في هذه العملية الشرعية الديمقراطية وفي قدرة الشعب الاوكراني على اختيار قادته"، لافتة الى ان واشنطن "مستعدة للعمل مع البرلمان الاوكراني الجديد لمحاربة الفساد وتعزيز الاصلاحات ومواصلة الحل السلمي للنزاع في شرق البلاد". القوات الروسية عسكريا، قال أكبر قائد عسكري في حلف شمال الأطلسي امس: إن روسيا لا تزال تحتفظ ببعض القوات في شرق أوكرانيا، وتُبقي على قوات ذات قدرات عسكرية كبيرة على الحدود بالرغم من انسحاب جزئي. وذكر الجنرال الأمريكي فيليب بريدلاف للصحفيين في المقر العسكري للحلف في مونز ببلجيكا "شهدنا انسحابا معقولا للقوات الروسية من داخل أوكرانيا لكن بالتأكيد هناك قوات روسية داخل شرق أوكرانيا". وأضاف الجنرال بريدلاف: إن بعض القوات الروسية التي كانت تتمركز قرب الحدود الأوكرانية رحلت، ويبدو أن البعض الآخر يستعد للرحيل، "لكن القوة المتبقية والتي لا تظهر أي علامات على الاستعداد للرحيل قوة ذات قدرات عالية للغاية وتظل قدرة قهرية للدولة الأوكرانية". بوتين وميركل الى ذلك، قال الكرملين امس: إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين شددا على أهمية التوصل لاتفاق على إمدادات الغاز إلى أوكرانيا أثناء مكالمة هاتفية. وقال المكتب الإعلامي للكرملين في بيان: "جرى التعبير عن الأمل بأن تكون الجولة التالية من المشاورات الثلاثية بين مسؤولين من روسياوأوكرانيا والاتحاد الأوروبي يوم 29 أكتوبر الحالي في بروكسل مثمرة". القوى المتنافسة يرجح استطلاع للرأي أجرته مجموعة راتينغروب مطلع تشرين الاول/اكتوبر ان حزب الرئيس كتلة بترو بوروشنكو هو الأوفر حظا للفوز في هذه الانتخابات ب30,4 بالمئة من الأصوات. ويأتي بعده بفارق كبير الحزب الراديكالي الذي يقوده الشعبوي اوليغ لياشكو (12,9 بالمئة)، ثم الجبهة الشعبية التي يقودها رئيس الوزراء ارسين ياتسينيوك (10,8 بالمئة)، فوطن حزب رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو (7,5 بالمئة). وكل هذه الاحزاب مؤيدة لانفتاح السلطة على الغرب، لكن بعضها ينتقد اي انفتاح على الانفصاليين. وحزب المناطق الذي يقوده الرئيس السابق يانوكوفيتش مصمم على مقاطعة الاقتراع. اما حزب اوكرانيا القوية المنشق عنه، فيتوقع ان يحصل على 5% من الأصوات. وأخيرا لن يتمكن الحزب الشيوعي من الحصول على عدد المقاعد الذي يؤهله لدخول البرلمان، بحسب تقديرات.