يستهوي الصينيون القول إن بلادهم تحتوي على 10 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، بينما عليها إطعام خُمس سكان العالم. ولذلك ربما تظن أن الصين معنية بعدم وجود هدر في قطاعها الزراعي. ولكنك ستكون مخطئًا في ذلك. قال أحد المسؤولين الصينيين في أوائل هذا الأسبوع إن الصين تفقد في كل سنة ما لا يقل عن 35 مليون طن متري من الحبوب من خلال عدم الوفاء بمعايير التخزين، وعمليات النقل بالشاحنات والسكك الحديدية والسفن، ومن خلال الإفراط في معالجة المواد الغذائية. وقال شين يوزهونغ، وهو أحد المسؤولين العاملين في الإدارة الحكومية للحبوب لصحيفة تشاينا ديلي: «هذه الكمية المهدورة يمكن أن تطعم 200 مليون شخص على مدار السنة، إن هذا أمر مشين». وقال: يُفقد 27.5 مليون طن على وجه الخصوص من خلال التخزين والنقل غير الملائمين، بينما يتلف 7.5 مليون طن أثناء المعالجة. وحسب أقوال وانغ ليرونغ، مهندس الجودة في الإدارة الحكومية للغلال، تحدث المعالجة الزائدة التي تسبب الفاقد عندما تقوم الشركات بصقل الأرز وتقشيره مرتين أو ثلاث مرات. وأضاف وانغ: «يرغب الكثير من المستهلكين في هذه الأيام الحصول على أرز له مظهر أعلى من حيث اللون والشكل، مع أن الأرز الأكثر بياضًا لا يعني فائدة غذائية أكثر». وتقول مصادر في وزارة الزراعة الصينية إن من بين ال 210 ملايين عائلة التي تعمل في مجال الزراعة، فإن 3 في المائة منها فقط تقوم بتخزين الحبوب بطريقة تتسم بأقصى قدر من الكفاءة والفعالية. كما تفتقر مقاطعات إنتاج الحبوب الرئيسية في الصين، وهي هيباي وهينان وشاندونغ وجيلين وليايونغ وهيلونغجيانغ، إلى مخازن لحفظ حوالي 35 مليون طن من الحبوب. وقال رئيس الوزراء لي كيكيانغ في أوائل هذأ الأسبوع، إنه بالرغم من هذا الفاقد الهائل، إلا أن الصين تقوم بعمل جيد جدًا في إطعام سكانها، خاصة من خلال رفع مستوى الإنتاج الكلي بواسطة التحسينات التقنية ومنح مزارعيها الكثير من الحوافز لتشجيعهم على الانتاج. وقد أدل رئيس الوزراء «لي» بهذه الملاحظات في يوم 15 أكتوبر بمناسبة تعهّد الصين بتقديم منحة قدرها 50 مليون دولار لمنظمة الزراعة والأغذية الدولية التابعة للأمم (الفاو). وقال «لي»: «يعتبر الغذاء حقًا أساسيًا للجميع، وهو الذي تعتمد عليه كل الحقوق الأخرى للناس، والصين تحتفظ بذكريات مريرة عن الجوع وتريد أن ترى العالم خاليًا من الجوع والفقر». وأضاف: «نحن نرغب في المشاركة بتقنياتنا وخبراتنا بدون تحفظ». وقد انخفضت نسبة مَن يعانون من نقص التغذية في الصين من 22.9 في المائة في الأعوام 1990 و 1992 إلى 11.4 في المائة في عام 2011. وتقول منظمة الفاو إن عدد الأشخاص الذين يعانون من جوع دائم في نفس الفترة انخفضت في الصين من 272.1 مليون شخص إلى 158 مليون شخص.