من يقدر ثقة الجماهير وحبهم ويعي مقدار المسئولية المناطة به ويقدم في سبيل ذلك الجهد بإخلاص وجدية يملك بها قلوب جماهيره واحترام خصومه قبل محبيه وهو ما يتجسد في شخص كابتن المنتخب السعودي ونادي النصر حسين عبدالغني. تهافت المصورين والإعلاميين لرصد حدث عودة قائد المنتخب لمكانه الطبيعي لقيادة المنتخب في وقت ظن الجميع بأن الكاميرات والإعلام ستتسابق لتوثيق عودة النجم العالمي نجم منتخب الأرغواي وبرشلونة (سواريز) بعد إيقافه من قبل الفيفا. ومن تابع المشهد قبل بداية المباراة يجزم أن الحدث على دكة الاحتياط وليس على المستطيل الأخضر. حسين عبدالغني «الفتى الذهبي» لاعب من طراز العالمي يملك المهارة والإصرار والروح القتالية العالية التي تؤكد معدنه الأصيل كالذهب كل ما قدم يزداد لمعانًا وبريقًا فبرغم من وصوله لسابعة بعد الثلاثين من العمر إلا أنه يقدم أفضل مما يقدمه من يصغره بالعمر. مشاركة حسين عبدالغني «أبو عمر» -كما يطلق عليه محبوه- صاحبها تفاعل غير مسبوق من قبل الجماهير الغفيرة التي حضرت اللقاء بشكل يجسد مكانته في قلوب الجماهير السعودية كافة، ورغم أنه لم يشارك سوى عشر دقائق من اللقاء إلا أنه -كعادته- ترك بصمة واضحة على الفريق وقاده لتعديل الكفة وكاد المنتخب السعودي أن يخرج فازًا لو أدركه الوقت، لكن لوبيز تأخر في إصلاح أخطائه التي بدأ بها اللقاء. فور دخوله بدأ في ممارسة مهامه كقائد للفريق بتوجيه أفراد كتيبته الخضراء وبدأ في إعادة صف الصفوف لتقديم لوحة فنية رياضية سعودية أطربت الجميع وتغنى بها المحللين المحليين والعالميين فقد بث الحماس الكبير الذي يملكه والطاقة العالية التي يسخرها لخدمة فريقه في نفوس زملائه اللاعبين الذين توهجوا ونثروا الإبداع في أرجاء ملعب «الجوهرة»، وأعادوا صورة المنتخب البطل الذي كان يعد له ألف حساب وتفرد له ألف الصحف لوصف ما يقدمه من دروس يقتدى بها الآخرون. «أبو عمر» نموذج يُحتذى به من قبل الأجيال القادمة بالمحافظة على نفسه بالالتزام والمحافظة على صحته والبعد عن كل ما يضرها فهي المنتج الذي يتقاضى عنه المالي، والإخلاص في خدمة الشعار الذي يرتديه وبذل أقصى الجهد والطموح لتحقيق منجزات للفريق وعدم البحث عن تسجيل منجزات شخصية على حساب الفريق على العكس تمامًا. كم من موهبة أفل نجمها قبل أن تبرق بالانسياق خلف المغريات التي قضت على هذه الموهبة وكم نجم لم تمكنه تصرفاته وعدم التزامه من إكمال مسيرته المميزة التي بدأها ليتحصل على مبالغ مالية خرافية لم يكن يحلم بها، لكنها قادته لنهايته، وكم نجم حضر وذهب ولم يترك بصمة تخلد ذكراه؛ لأنه حسين عبدالغني فكانت عودته غير كما هي «جدة غير». حسين عبدالغني نموذج وطني نتفاخر به وبما يقدمه من مستويات رفع الجميع له «العقال» احترامًا وتقديرًا له. الأساطير تخلد أسماءهم لسنوات رغم رحيلهم عن الكرة، وحتى عن الدنيا، لكن أعمالهم وما قدموه يظل مسجلًا بماء من الذهب كذلك اسم حسين عبد الغني «الفتى الذهبي عيار 24».