كان ولايزال النجم السعودي المخضرم وقائد فريق النصر حسين عبد الغني ابن ال 38 عاما، يمثل ظاهرة كروية جديرة بالتقدير والاحترام، فهو يقطع مشوار الالف ميل بخطوة الثقة بالنفس والاعتماد على القدرات الفنية، والموهبة الكروية التي حباه الله بها، وبرغم ان الكابتن حسين عبدالغني قد وصل الى مرحلة خريف العمر الرياضي، الا أنه يمارس الركض بكل حيوية ونشاط وكأنه ابن العشرين عاماً، ولعل كل من يشاهد مباريات النصر في دوري "عبداللطيف جميل"وبقية المسابقات الاخرى، يشاهد وبأم عينيه الجهود التي يبذلها القائد عبدالغني وهو على اعتاب العقد الرابع من عمره، كيف يصول ويجول داخل المستطيل الاخضر وينثر فيه الابداع، ويقدم المتعة اللانهائية، وإذا نظرنا إلى جهود زملائه الشباب من اللاعبين وهم في العقد الثاني من عمرهم، نصل الى قناعة تامة بان الكرة لا تخضع لسن معين، وان العطاء والجهد والبذل مرتبطة بمدى احترام اللاعب لنفسه، وبعده عن كل الموبقات التي من شأنها ان تضر بصحته وتساهم في بعثرة جهوده علي المستطيل، مثل السهر وموبقاته، وهو من اشد الآفات التي تلقي بظلالها على أداء اللاعب داخل المستطيل الاخضر، واستطيع ان اجزم ان النجم المثالي حسين عبدالغني يعتبر واحداً من ابرز اللاعبين الذين يعرفون كيف يحافظون على لياقتهم البدنية وعدم المساهمة في اهدار الجرعات اللياقية المكتسبة في التدريب بمتابعة اصدقاء السوء والشللية الضارة والتي تكتب نهاية اللاعب قبل ان يأخذ نصيبه من النجومية المطلوبة، وعبدالغني الذي تقلد شارة القيادة في المنتخب وحقق معه افضل الانجازات التي سطرها التاريخ بأحرف من ذهب في سجلاته، وعبدالغني الذي صال وجال بشعار الاهلي وحفر اسمه بين جدرانه كأحد لاعبيه النجوم، لم ييأس عند مغادرته "القلعة" بل اعاد "العالمي" الى منصات التتويج ومعانقة البطولات بعد رحلة الجفاء القسرية الطويلة. هذا النجم الاستثنائي يعتبر ظاهرة كروية جديرة بالدراسة والتمحيص لاستخلاص الدروس والعبر من بين اضابيرها لتصبح مادة تدرس، ليستفيد لاعبونا الناشئون من دروسها حتي تكون نبراسا، يضئ مشاوير النجومية المنتظرة لهؤلاء الواعدين الحالمين بالمجد والنجومية والاضواء، وبلاشك فإن طريق النجومية طويل ومحفوف بالمطبات والعراقيل ويحتاج الى الصبر والمثابرة ونكران الذات واحترام اللعبة والاخلاص لها، وهذا كان ديدن عبدالغني الذي اصبح مثل عود الصندل الذي لا يزيده الاحراق الا طيبا وهكذا عبدالغني يؤكد وفي كل موسم أن نجوميته لا تنطفئ بل يكون اكثر تألقا. وقبل الختام لا بد من الإشارة إلى ان ما كان يخدش هذه النجومية العصبية من عبدالغني والخروج عن النص، ماجعله يتعرض للعقوبة والطرد من مباريات عدة، غير انه في الموسمين الاخيرين تخلص من هذه الظاهرة وبدأ أكثر اتزانا، ماجعله محبوبا لجماهير "العالمي" التي تطالبه بالبقاء وعدم الرحيل، والسؤال هل سيواصل عبدالغني هذا الموسم نجاحاته ويحافظ على ابداعاته مع النصر ومدربه كانيدا أم ان بطولات الموسم الماضي ستكون هي نقطة النهاية.