قال العضو بمجلس النواب الليبي -البرلمان المنتخب المنعقد في طبرق- طارق الجروشي: إن الحكومة الليبية الجديدة برئاسة عبدالله الثني ستؤدي اليمين القانونية أمام البرلمان اليوم الأحد، في حين شهدت مدن ليبية مظاهرات للمطالبة بإسقاط أعضاء مجلس النواب وتنظيم انتخابات عاجلة ومبكرة. ونقلت وكالة الأناضول التركية عن الجروشي تصريحه الجمعة بأن «حكومة الثني التي منحت الثقة بأغلبية ساحقة مؤخرًا، ستؤدي اليمين أمام المجلس لاستلام مهامها بشكل رسمي يوم الأحد». وأشار إلى أن المجلس «سيبدأ إجازة عيد الأضحى بعد يوم واحد من أداء حكومة الثني لليمين». ومنح البرلمان الليبي الثقة لحكومة الأزمة التي تقدم بها رئيس الوزراء المكلف عبدالله الثني، وذلك بأغلبية ساحقة خلال جلسته المسائية الاثنين الماضي، بعد أن صوت 110 من النواب لصالح منح الثقة للثني، من إجمالي 112 عضوًا حضروا الجلسة. وفي الأول من أيلول الجاري كلف مجلس النواب رئيس حكومة تسيير الأعمال المستقيلة عبدالله الثني بتشكيل حكومة جديدة تدير شؤون البلاد لحين اختيار حكومة موسعة، وذلك بعد فتح باب الترشح لها خلال الجلسة نفسها. وتشهد ليبيا معارك دامية منذ منتصف تموز الماضي بين الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يشن هجومًا عسكريًا أطلق عليه عملية الكرامة من جهة، وقوات «فجر ليبيا» من جهة أخرى التي سيطرت على مطار طرابلس ومواقع عسكرية مهمة تابعة لقوات الأول في بنغازي. وأدى ذلك إلى حدوث انقسام سياسي بوجود مجلسين تشريعيين وحكومتين، إحداهما كلفها المؤتمر الوطني العام (الذي يواصل مهامه في طرابلس)، والثانية يقودها عبدالله الثني ووافق عليها النواب المجتمعون في طبرق. حرب أهلية وفي سياق متصل قال رئيس مجلس النواب الليبي المنتخب عقيلة صالح قويدر: إن الرسالة التي نود إيصالها إلى أشقائنا وأصدقائنا هي أن الأوضاع الأمنية تتدهور يومًا بعد يوم، واحتمال الحرب الأهلية يلوح في الأفق. وأضاف قويدر خلال اجتماع رفيع المستوى عقد في طبرق إن للتطورات في بلاده تداعيات سلبية ليس على ليبيا فقط، بل وعلى دول الجوار وجنوب البحر الأبيض المتوسط وشماله. وأكد ضرورة الانخراط الحقيقي والفاعل في الشأن الليبي من أجل تحقيق تقدم ملموس في الانتقال الديمقراطي وبناء دولة المؤسسات والقانون، مشيرًا إلى أن هذا الانخراط يجب أن يركز على تحقيق أهداف منها تمكين الحكومة المؤقتة من احتكار الاستخدام الشرعي للقوة لتتمكن من بسط سيطرتها على التراب الليبي كافة، ونزع سلاح الجماعات المسلحة. وأبرز أنه يجب التحرك السريع لمساعدة الحكومة الليبية على بسط سيطرتها على العاصمة طرابلس، ودعوة المجموعات المسلحة إلى الانسحاب من مؤسسات الدولة، حيث تتاح الفرصة لتقديم الخدمات للمواطنين وعودة البعثات الدبلوماسية إلى العاصمة. دول الجوار دوليًا ترأس وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس الجمعة بمقر البعثة المصرية لدي الأممالمتحدة اجتماعًا لوزراء خارجية دول الجوار الجغرافي لليبيا. وشارك في الاجتماع وزراء خارجية كل من مصر والجزائر والسودان وتونس والنيجر، بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية ومفوض الأمن والسلم التابع للاتحاد الأفريقي. وذكر بيان للخارجية المصرية تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه السبت أن الاجتماع ركز علي التشاور بين الوزراء على مجمل الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا، وسبل الخروج من المأزق الراهن وأهمية تفعيل المبادرة التي تم اعتمادها من جانب وزراء خارجية دول الجوار خلال اجتماعهم بالقاهرة يوم 25 أغسطس. اغتيال ميدانيًا ذكر تقرير إخباري أن مدينة بنغازي شرق ليبيا شهدت الجمعة اغتيال ستة من العسكريين والمدنيين ونجا مدني من محاولة اغتيال. وقالت «بوابة الوسط» الليبية امس: إن هناك ثلاثة من القتلى العسكريين ومثلهم من المدنيين. وأضافت إن ممثلًا ومخرجًا تليفزيونيًا معروفًا يدعى حمد الغرباوي نجا من محاولة اغتيال. يذكر أن مدينة بنغازي تشهد عمليات للتصفية الجسدية والاغتيالات بطريقة منظمة تستهدف في الغالب العسكريين من ضباط وأفراد ونشطاء مدنيين وسياسيين.