قالت مصادر أمنية وسكان: إن مسلحين من الحوثيين شقوا طريقهم إلى داخل العاصمة اليمنية صنعاء بعد أن اشتبكوا مع الجيش على مشارف المدينة في الشمال الغربي امس الخميس، فيما يمثل تصعيدا للاشتباكات والاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع. فيما وصف المبعوث الدولي لليمن محادثاته في محافظة صعدة مع زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي بأنها كانت "بناءة وإيجابية". وقال سكان في حي شملان الشمالي الغربي لرويترز: إن المسلحين الحوثيين يتقدمون صوب شارع الثلاثين، وهو طريق رئيسي يؤدي إلى الطرف الغربي من المدينة. مواجهات وفي التفاصيل، فقد بدأت المواجهات لدى اعتراض مسلحي الحوثي حملة عسكرية كانت في طريقها الى منطقة وادي ظهر لوقف الاشتباكات بين الحوثيين وانصار حزب الاصلاح في المنطقة، وعثر على جثث الجنود على الشارع العام في شملان. وتسود صنعاء مخاوف من انفجار الوضع العسكري، ما خلق حالة قلق وسط السكان وموجة نزوح لعشرات الأسر من العاصمة صنعاء خاصة ضواحي العاصمة صنعاء القريبة من مخميات الحوثيين. واندلعت في ساعات مبكرة من صباح امس الخميس مواجهات بالقذائف والاسلحة الثقيلة بين وحدات من الجيش المرابط في مقر الفرقة الاولى مدرع سابقاً، والتي كان يقودها اللوء علي محسن الاحمر مع تجمعات لمسلحي الحوثي في جبال قريبة من موقع الفرقة سابقاً - حديقة 21 مارس حالياً-. وبحسب شهود عيان، فإن شارعي الثلاثين والستين تم قطعهما بنقاط لجنود من قوات الفرقة الاولى مدرع المنحلة متواجدين في مقر الفرقة، بعد ساعات فقط من سقوط عشرات القتلى في صفوف الجيش في منطقتي شملان وحزيز إثر مواجهات مع مسلحي الحوثي. وتحاول جماعة الحوثي جر قوات الاحتياط الى حرب مفتوحة في منطقة حزيز جنوبصنعاء التي يتواجد فيها مخيم لمسلحي الحوثي، بعد يوم واحد من اطلاق قذائف على مقر قوات الاحتياط من قبل مسلحي الحوثي أعقبتها اشتباكات بين الطرفين اسفرت عن سقوط ضحايا في صفوف الجيش. الأفق السياسي مسدود سياسياً، لا تزال المفاوضات التي يقودها المبعوث الاممي لليمن جمال بن عمر مع زعيم حركة الحوثيين عبد الملك الحوثي في صعدة تأخذ لها جدلا مستمرا ويكتنفها الكثير من التكتم والسرية، بينما يلف المشهد السياسي اليمني الكثير من الترقب الحذر لما ستؤول اليه المفاوضات والايام القادمة. ووصف ابن عمر محادثاته في محافظة صعدة مع زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي بأنها كانت "بناءة وإيجابية". وقال ابن عمر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ": إن المحادثات التي استمرت ثلاث ساعات "تركزت حول حلول الأزمة التي يمكن أن تحظى بتوافق جميع الأطراف، وأن تكون مبنية على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل". دعم أمريكي من جهته، أكد سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبصنعاء ماثيو تولر أن بلاده ستواصل تقديم كافة سبل الدعم والعون لليمن ليخرج من الأزمة الراهنة بلداً قوياً أمناً ومستقراً.. مجددا في ذات الوقت دعم بلاده والمجتمع الدولي للجهود التي يبذلها الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية لتجاوز هذه الأزمة سلمياً. وأهاب السفير تولر بجميع الأطراف في اليمن بانتهاج الحوار والحكمة لحل كل المشاكل وأن يدركوا جميعا أن الحل بيدهم ولن يأتي من الخارج، وأن البديل للحوار هو ما نراه في سوريا وليبيا وبعض الدول، مطالبا وسائل الإعلام بالقيام بدور إيجابي في هذا الجانب والتوعية بضرورة انتهاج الحوار لمعالجة القضايا العالقة ومخاطر الانزلاق نحو دوامة العنف والصراع. وقال: "على جميع الأطراف الدخول في المفاوضات الجارية بحسن نية للتوصل إلى حل دائم للأزمة، وبما ينسجم مع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل". داعياً عبدالملك الحوثي وأنصاره إلى الممارسات السياسية السليمة التي تتناسب مع مشاركتهم في الحوار لتحقيق طموحاتهم. وأضاف: "إن ما يجب التأكيد عليه أن دور سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية يقتصر على ضمان تنفيذ العملية السياسية المرتكزة على المبادرة، وأن هذه العملية تعود ملكيتها للشعب اليمني وحده، والحوار الوطني الشامل وما خرج به من نتائج أجمعت عليها كافة مكونات الحوار يعبر عن أصوات جميع اليمنيين، وأي شخص يشكك في نتائج الحوار يجعلنا نشكك في نواياه".. مبينا أن دعم المجتمع الدولي للرئيس عبد ربه منصور هادي إنما يأتي إدراكاً أن هذا الدعم يصب في مصلحة اليمن باعتبار الرئيس هادي يمثل صوت اليمنيين جميعاً. وفي حين أوضح أن السفارة الأمريكيةبصنعاء ليس لديها أي تواصل مباشر في الوقت الراهن مع جماعة الحوثي، أكد في ذات الوقت أن السفارة ليس لديها أي اعتراض على التواصل المباشر معهم؛ كونهم جزءا مهما من مكونات الشعب اليمني. وتابع قائلا: "ما نأمله هو استمرار الحوثيين في العملية السياسية لأنهم من خلالها سيكسبون الكثير وسيتم التعاطي مع أي مظالم لهم سواء في الفترة الماضية أو حالياً، إلا أن لجوؤهم للعنف سيجعل المجتمع الدولي والكثير من الدول تدين ذلك".. مشيرا في هذا الصدد إلى أن أمريكا كجزء من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ومن العشر دول الراعية للمبادرة الخليجية عبرت عن القلق البالغ من الأنشطة التي تقوم بها جماعة أنصار الله، مما أدى إلى تدهور الوضع الأمني في اليمن. وفيما يتعلق بقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن أكد سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية أن المجتمع الدولي يرغب في أن يعبر اليمن المرحلة الانتقالية، وان هذه القرارات وسيلة فعالة وقوية جداً تتيح للمجتمع الدولي اتخاذ إجراءات قوية وفعالة ورادعة في حق كل من يعرقل مسيرة التسوية السلمية في اليمن.. لافتاً إلى أن الممارسات المعيقة للتسوية والمهددة لأمن اليمن واستقراره سيتم تحويلها إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ ما يراه مناسباً لمساندة اليمن لتجاوز تحدياته وأزماته، وأن أي طرف يحاول أن يعرقل سيكون عرضة لإجراءات رادعة. وبشأن التدخل الإيراني في شئون اليمن الداخلية.. قال السفير الأمريكي: "لقد أعلنا موقفنا في بيان الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية والذي تضمن التعبير عن قلقنا فيما يتعلق بالتدخل الإيراني في اليمن، وأكدنا أن أي بلد يهمه امن واستقرار اليمن عليه ان يدعم تنفيذ المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار".