يسأل.. متى يعود العناق؟! ونسأل.. متى يرحل العناد؟! للهلال وآسيا عشق كان مباحا، وأصبح ممنوعا، وما بينهما رحلة عذاب، فكلاهما يبحث عن الآخر، فالأول لا يروي عطشه نياشين (المحلية) ولا تتزين خزائنه إلا بجمال أكبر قارات العالم، أما الثاني فهو يبحث عن اسم فخم يفتخر به عندما يذكره التاريخ. لا أعرف سر الخصومة بينهما، بعد أن كان الجميع يتغنى بعشقهما، لكنني متأكد أن الأزرق تنازل عن عشقه بمحض إرادته، فلم يعد ذلك العاشق الذي ينثر سحر كلماته على المستطيل الأخضر ليستميل قلب محبوبته، كما كان في بدايات عشقه ومراهقته للفاتنة (الصفراء). لم تعد السنارة الزرقاء مغرية لاصطياد اللؤلؤ والمرجان غوصا ومهارة وطموحا، وسمحت لغيرها بقصد أو دون قصد يغري قلب (آسيا). ليطل السؤال مرة أخرى بحدة الألم.. متى يعود الهيام بين أشهر حب في أكبر قارات العالم؟ متى يرتسم الفرح لعرس طال انتظاره؟ الخطوة الأولى لأكبر مصالحة رياضية في قارة (آسيا) أن يعرف لاعبو الهلال فن العوم في (عين) الإمارات. أما الخطوة التي تساهم في حلحلة الأمور المعقدة طيلة العقد الماضي بين (العاشقين) فهي اهتزاز مدرجات الدرة بهدير جماهيري لياقته تمتد لتسعين دقيقة، وليس أجساداً حاضرة، ألسنتها صامتة، وحركتها مترنحة. والزفة ما بين الرياض والعين، لا تحتاج سوى عذرية الشباك الزرقاء، وتكحيل العين (برمشين) لا أكثر، وإن زاد فهو أكثر جمالا وإبهارا (إيابا)؛ ليسهل الحوار في التوصل لحل نهائي، وبعدها لكل حادث حديث. الهلال البطل الذي سكن شارع البطولات في حي الألقاب، في مدينة الذهب، في دولة (الإمبراطورية) ما زال يبحث عن عشقه الضائع منذ العام 2002م، وما زال يبحث عن حلمه الذي أضاعوه بالمشاركة في مونديال الأندية عقب إلغاء البطولة الثانية بعد أن تأهل لها عبر الملعب، وليس المكتب. الهلال الاسم الذي تكرر أكثر من مرة في سجلات الآسيوي على اختلاف مسميات بطولاته وألقابه، يستميت مجددا لعودة مبهرة لقلب (آسيا)، التي بكته طويلا وكثيرا، فقد كان الفارس الذي أشبعها حبا وحنانا وعطفا في مراحل نضجها وعنفوانها وبداياتها. فهل يعود؟ دعونا نقرأ العنوان في كتاب العين، وهل هناك قراءة واضحة بدون هذه (العين)، شريطة أن لا تكون القراءة بنظارة، حتى لا تختلط الحروف والكلمات في نهاية المطاف.