صعب جدا أن تسير في الطريق بدون هدف.. والأصعب أن تحدد ذلك الهدف.. وتفشل مرات متعددة في الوصول إليه.. والأصعب أكثر وأكثر أنك قد حققت هذا الهدف لمرات حتى مللت منه.. لكنه مع قطار الزمن.. أصبح أشبه بالحلم العصي..!! هكذا شعرت عندما هممت بالكتابة عن علاقة الهلال بألقاب آسيا .. فالعشق بينهما .. كان أقوى من هيام قيس لليلى .. وعنترة لعبلى ..وجميل لبثينة .. وروميو لجوليت .. لكن فراقهما منذ مطلع الألفية الثالثة .. حير النقاد والكتاب والمحبين والخصوم للأزرق ..!! حقيقة شعرت بغصة ألم بالغة.. وأنا أتابع المسير في هذه المقالة.. توقفت لبرهة بدون وعي.. قبل أن أطلق العنان لقلمي.. بقيت أترنح ما بين التصديق والتكذيب.. تائها لا يعرف الطريق.. وكأنني لأول مرة أقتفي حروف حديقتي على الورق الأبيض.. وشعرت بضعف لياقتي على الكتابة.. وفقر مفرداتي للوصول إلى الجوهر لا المظهر في تحقيق الهدف من هذه المقالة..! أعتقد أن تلك السطور تنطبق تماما على مسيرة الهلال مع البطولة الآسيوية.. فقد شبع منها بلغة الماضي.. وأصبح جائعا على سفرتها بلغة الحاضر.. لقد ضيع هدفها لسنوات.. وما زال يضل طريقها إلى وقتنا الراهن..وربما تكون مواجهة الأربعاء مع أولسان بداية لعودة الهيام بين آسيا والهلال .. ولما لا .. وهما العاشقان اللذان ضرب بهما المثل في أصقاع المعمورة ..!! نعم .. لقد ضاع الحب الذي ربط الزعيم الأزرق بمعشوقته «آسيا».. وأصبح شمعة من بقايا حلم قديم.. لم تعد «آسيا» تسبح في البحر الأزرق.. ولم تعد تسامر القمر.. ولم يعد الزعيم حامي ألقابها.. ولا حارس بطولاتها..كما كان زمان .. لكنه قادر بإذن الله أن يستعيد هيبته من جديد ..!! عمل الأزرق المستحيل في السنوات الماضية لإرضاء معشوقته .. لكنها غدت الآن مطلقة.. لم يستطع رغم المحاولات والنداءات وحتى التعاقدات وصرف الملايين.. إقناعها مرة أخرى لتعود لمنزلها العامر في مطلع التسعينات من القرن الماضي..مازال يتغزل فيها .. ويدفع المهر تلو الآخر لاستعادتها .. ولربما يأتي الاستثنائي ياسر هذه المرة ويعيد العربة للسكة من جديد ..!! لما لا .. و «آسيا» كانت لا تنام إلا في حضن الهلال.. ولا تفرح إلا إذا سكنت منزله.. وكانت قريبة من بحره.. لكنها تمردت ونالت من حبها السابق.. وأصبحت تنهش في جسده.. «وتخربش» في وجهه.. فأنبتت التجاعيد التي لم نرها يوما في وجه الزعيم يوما ما .. إلا أن الكبار لا يستسلمون قط لمواجع الحياة ونكباتها .. وبإمكان رجال الهلال أن يستعيدوا حبيبهم التائه في شرق القارة منذ عدة سنوات ..!! نعم .. لقد ضاع الحب الذي ربط الزعيم الأزرق بمعشوقته «آسيا».. وأصبح شمعة من بقايا حلم قديم.. لم تعد «آسيا» تسبح في البحر الأزرق.. ولم تعد تسامر القمر.. ولم يعد الزعيم حامي ألقابها.. ولا حارس بطولاتها..كما كان زمان .. لكنه قادر بإذن الله أن يستعيد هيبته من جديد ..!! من يواسي من.. في فك الارتباط؟! ومن خذل الآخر في تحويل دفء اللقاء.. لجحيم الفراق.. وهل يساهم هذا التباعد في عناق كبير نرى ملامحه في الرياض ؟! سألت «آسيا» من أخرجك من القصر الأزرق؟ لم أكمل السؤال.. حتى جاء جوابها كالصاعقة في أذني.. في الماضي كان الهلال يملك عازفين داخل القاعة الخضراء.. يجيدون عزف الألحان حتى بدون كلمات.. وفي الحاضر يملكون شاعرا يجيد تراقص الحرف في مفردته.. لكنهم لا يملكون عازفين لترجمة جمال الكلمة.. ومتى عاد العازفون سأعود لمنزل التسعينات من القرن الماضي..!! من يشعل قناديل العناق بينهما من جديد.. حنين آسيا لزعيمها.. أم نهوض النائم في سبات عميق «آسيويا» الهلال..؟! الأولى.. ليس بمقدورها.. لأن الواقفين على بابها كثر.. من شرق القارة وغربها.. والثانية ممكن.. ولكن البداية من الرياض في أمسية الأربعاء. .!! تويتر @essaaljokm