تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود اتصالاً هاتفياً أمس من الرئيس الامريكي باراك أوباما. وجرى خلال الاتصال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وسبل تعزيزها، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى استعراض تطورات الأحداث على الساحتين الاقليمية والدولية. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصل بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، قبيل إلقاء كلمته مساء أمس الأربعاء التي شرح فيها استراتيجيته الرامية لإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، ويسيطر على أجزاء من العراقوسوريا. وفي بغداد، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للصحفيين في تصريح سابق أمس: إن كلمة أوباما عن استراتيجية التصدي تتطرق لخطة قتال واضحة. وأضاف : "عندما يستمع العالم لكلمة الرئيس أوباما، يستمع لكلمة تعرض بتحديد بالغ كل مكون من مكونات استراتيجية واسعة حول كيفية التعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية". وقال كيري الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط لحشد الدول في تحالف دولي لمواجهة التنظيم الدموي المتطرف : إنه في مهمة "لجمع أوسع تحالف ممكن لهذا القتال". ورحب كيري بتشكيل حكومة عراقية جديدة موسعة برئاسة حيدر العبادي، وقالت واشنطن: إن تشكيلها ضروري قبل قيام الولاياتالمتحدة بمزيد من التحرك للتصدي للإرهاب. وقد قدم كيري الى بغداد قادما من الأردن المحطة الأولى في جولته التي ستشمل المملكة العربية السعودية، كما تشمل محادثات كيري مصر وتركيا. وقد أعلن الأسبوع الماضي عن اشتراك تسع دول معظمها أوروبية في التحالف لتدمير تنظيم "داعش" الذي أعدم وذبح المئات وربما الآلاف من المدنيين والصحفيين في المناطق التي يحتلها. وبعد يومين من تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وصل كيري الى بغداد للتحرك "للمرحلة التالية" كما قال مسؤول امريكي رفيع وبحث سبل القضاء على جماعة داعش. وتأمل واشنطن في أن يدعمها تحالف من الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي ودول خليجية وعربية التزمت بحملة قد تمتد الى ما بعد فترة أوباما في الرئاسة التي ستنتهي عام 2016. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية : "نحن الآن في مرحلة بدء تشكيل تحالف ذي قاعدة عريضة. هناك بالقطع الدعم العسكري، وهذا يعني كل شيء من المسائل اللوجستية الى المخابرات الى النقل الجوي وكل ما يلزم للقيام بحملة عسكرية فعالة". ورغم ان المسؤول الامريكي امتدح أسابيع من الغارات الجوية الامريكية ضد داعش ووصفها بأنها "عالية الدقة" و"فعالة على المستوى الاستراتيجي" فقد أقر بأن هناك حاجة للكثير من العمل. وأضاف : "سيكون الطريق صعبا وطويلا للوصول الى منتهاه"، وقال كيري: إن أي حملة لالحاق الهزيمة بداعش يمكن أن تستغرق من عام إلى ثلاثة أعوام. وقبل يوم من كلمته، اجتمع الرئيس الأمريكي مع زعماء الكونجرس في المكتب البيضاوي، وضم الاجتماع زعيمي الديمقراطيين بمجلسي الشيوخ والنواب هاري ريد ونانسي بيلوسي ونظيريهما الجمهوريين ميتش مكونيل وجون بينر، وأبلغهم بأن لديه السلطة اللازمة لتنفيذ استراتيجيته لمحاربة داعش. وأمر أوباما بالفعل بشن غارات جوية تستهدف مقاتلي داعش في شمال العراق ومن الأسئلة المهمة التي ينتظر الإجابة عنها ما إذا كان الرئيس الأمريكي سيمد غاراته الجوية لتشمل الأراضي السورية. وقال البيت الأبيض في بيان الثلاثاء : "قال الرئيس للزعماء : إن لديه السلطة اللازمة لاتخاذ إجراءات ضد داعش وفقا للمهمة التي سيوضحها في كلمته "بشأن التهديد الذي يشكله متشددو الدولة الإسلامية واستراتيجية الولاياتالمتحدة "لتقويض (الجماعة) وتدميرها في نهاية الأمر". وقال أحد معاوني بينر رئيس مجلس النواب : إنه أبدى خلال اجتماع البيت الابيض دعمه للخيارات التي طرحها أوباما ومن بينها "زيادة فعالية قوات الامن العراقية" وتسليح بعض جماعات المعارضة السورية. وتابع : "أوضح رئيس مجلس النواب ان داعش تتأهب لمحاربتنا واننا تعلمنا من درس انه كلما انتظرنا لفترة أطول كلما زادت صعوبة اختيارتنا". ويتطلب قرار سلطات الحرب لعام 1973 ان يستشير الرئيس الكونجرس قبل الدفع بالقوات المسلحة الامريكية في أعمال قتالية، لكنه يسمح ببقاء هذه القوات شهرين قبل ان يحصل على موافقة الكونجرس على التحرك. وخاض الرئيس الأمريكي سباق البيت الابيض عام 2008 ببرنامج يدعو لسحب القوات الامريكية من العراق وحرص على قصر العمليات العسكرية الجديدة في العراق على حماية الاقلية اليزيدية ومهاجمة مواقع داعش قرب العاصمة الكردية اربيل وفي محيطي سدي الموصل وحديثة. وأمام أوباما خيار اصدار أوامر بشن غارات جوية على عدد كبير من الأهداف داخل العراق، كما يدرس شن غارات في سوريا شريطة ان تكون المعارضة المعتدلة في وضع يسمح لها بالسيطرة على الاراضي التي يتخلى عنها مقاتلو الدول الاسلامية نتيجة الهجمات الامريكية. وقال أوباما في مقابلة مع شبكة ان.بي.سي يوم الأحد : إن الولاياتالمتحدة ستضرب قادة المتشددين في أي مكان تستطيع الوصول إليه. وأظهر استطلاع للرأي أجرته واشنطن بوست وايه.بي.سي نيوز - الثلاثاء - أن 71 بالمئة من الامريكيين يؤيدون شن ضربات جوية في العراق وان 65 بالمائة يؤيدون اللجوء اليها في سوريا أيضا، كما كشف عن تدني شعبية أوباما لأقل مستوى وقالت نسبة 43 بالمائة فقط انه زعيم قوي. وسيتعهد أوباما بعدم نشر عدد كبير من القوات البرية، ويوجد أكثر من 800 عسكري امريكي في العراق لحماية العاملين في السفارة الأمريكية وكمراقبين لاختيار أهداف الغارات الجوية الامريكية. الرئيس العراقي فؤاد معصوم يستقبل وزير الخارجية الأمريكي في بغداد أمس