قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف امس الخميس: إن موسكو مستعدة لاتخاذ "خطوات عملية" لنزع فتيل الأزمة في أوكرانيا، في اطار الاقتراحات التي تقدم بها الرئيس فلاديمير بوتين. فيما اعتبر الامين العام لحلف الاطلسي ان "ضلوع روسيا ميدانيا" في شرق اوكرانيا يلقي شكوكا على رغبة موسكو الفعلية في التوصل الى وقف اطلاق نار. ونقلت وكالة انترفاكس للانباء عن لافروف قوله: "نأمل ان تلقى دعوات (بوتين) آذانا صاغية خاصة من جانب كييف (وزعماء الانفصاليين في) دونيتسك ولوجانسك". وعرض لافروف التعاون مع منظمة الامن والتعاون في أوروبا قائلا: "نحن مستعدون - الى جانب منظمة الامن والتعاون في أوروبا - لاتخاذ خطوات عملية لعدم التصعيد". وحذر وزير الخارجية الروسي أوكرانيا من إنهاء وضعها كإحدى دول عدم الانحياز، وقال: إن من يشكك في حيادية أوكرانيا يهدد عملية البحث عن حل للصراع شرق أوكرانيا. وأضاف لافروف: "تريد روسيا أن ينتصر الشعب الأوكراني في هذه الأزمة، ولكن سلسلة من الدول الغربية تتمنى أن ينتصر الناتو". ورأى لافروف أن الولاياتالمتحدة تريد فرض إرادتها على دول أخرى. وفي السياق، اعتبر الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ان "ضلوع روسيا ميدانيا" في شرق اوكرانيا يلقي شكوكا على رغبة موسكو الفعلية في التوصل الى وقف اطلاق نار. وقال للصحافيين عند وصوله لحضور قمة الاطلسي التي تضم 60 رئيس دولة وحكومة: "بخصوص ما يعرف بخطة السلام (التي عرضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين)، اود ان اشيد بكل الجهود التي تبذل لإيجاد حل سلمي للازمة في اوكرانيا". واضاف: "لكن الامر المهم هو ما يحصل فعليا على الارض. ولا نزال للاسف نلاحظ ضلوعا روسيا في زعزعة استقرار الوضع في اوكرانيا". وتابع: "ندعو روسيا مجددا الى سحب قواتها ووقف التدفق المستمر للاسلحة التي ترسل الى اوكرانيا، ووقف دعم المتمردين المسلحين". مضيفا: "هذا ما سيكون فعليا جهدا لجعل الحل السلمي للنزاع ممكنا". والأربعاء اقترح الرئيس الروسي خطة تسوية للنزاع تقع في سبع نقاط، وخصوصا "وقف العمليات الهجومية في دونيتسك ولوغانسك" معقلي المتمردين في شرق اوكرانيا. وهذه الخطة التي رحبت بها كييف في بادئ الامر، عاد ووصفها رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك بأنها محاولة لخداع الغرب لتفادي العقوبات. من جهته، أعرب وزير الدفاع البولندي توماس سيمونياك امس الخميس عن رأيه بضرورة أن يتوقف حلف شمال الأطلسي عن التعامل مع روسيا على أنها شريك للغرب. وقال سيمونياك للقناة الإخبارية البولندية (تي في إن 24) قبيل توجهه لحضور قمة الناتو تعليقا على الاتفاق التأسيسي بين حلف الناتو وروسيا الذي يرجع لعام 1997: "بدأت روسيا في خرق الاتفاق، وينبغي على الحلف والغرب استنتاج العواقب". وأضاف سيمونياك: "لا يمكننا أن نظل نبحث في الأوراق عن مبررات لعدم فعل شيء؛ فقد حان الآن الوقت لاتخاذ إجراء"، مشيرا إلى أنه ينبغي حتى على أعضاء حلف الناتو، الذين لديهم تعاطف كبير مع روسيا، التفكير في أن روسيا فقدت مصداقيتها تحت رئاسة فلاديمير بوتين. وجدير بالذكر أن بولندا تندرج ضمن أكثر الدول الناقدة للإجراءات التي تتخذها روسيا في الأزمة الأوكرانية. وأوضح سيمونياك: "وصل الموقف في روسيا لمرحلة لا يمكن فيها لهذه الدول الدفاع عن نفسها، إذا لم يقدموا مساعدة حقيقية في مجالات متنوعة"، لافتا إلى أن هذه المساعدة لا تقتصر فقط على الدعم العسكري. ميدانيا، قال شهود امس الخميس: إن قذائف مورتر سقطت على المشارف الجنوبية لمدينة دونيتسك معقل الانفصاليين الليلة قبل الماضية، رغم جهود التوصل لوقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا. وتعرضت المناطق الشمالية للمدينة أيضا لإطلاق النار بعدما اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطة سلام مكونة من سبع نقاط عقب مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو. ولم ترد تقارير مؤكدة بسقوط قتلى في بيتروفكا الواقعة إلى الجنوب من دونيتسك. وقال مقاتل يستخدم اسما حركيا هو ماينر: "لا أظن أن الأوكرانيين يمكنهم الالتزام بأي اتفاق سلام. أجروا محادثات سلام أمس ثم قصفوا منطقة بيتروفكا في المدينة أثناء الليل. سقط مدنيون قتلى من جديد". أشد خطرا وقد أظهر استطلاع للرأي أن غالبية الألمان يرون أن النزاع في أوكرانيا أشد خطرا من أي أزمة أخرى في الوقت الحالي. وحسب الاستطلاع الذي أجراه معهد يو جوف المتخصص وأعلنت نتيجته امس الخميس، فإن 57 % ممن شملهم الاستطلاع يرون أن المعارك التي تدور بين القوات النظامية الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا شرق أوكرانيا تهدد ألمانيا أكثر من تنظيم "الدولة" ومن حرب غزة. وتبين من خلال الاستطلاع أن 34 % يرون أن تنظيم "الدولة" هو الأخطر، في حين رأى 9% أن حرب غزة هي الأخطر. ورأى 45 % من المستطلعة آراؤهم أن الأزمة الأوكرانية هي أكثر ما يهدد السلام العالمي، في حين رأى 41 % أن الآثار الكونية المترتبة على تصرفات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية هي الأخطر. كما أظهر الاستطلاع أن 14 % ممن شملهم الاستطلاع يرون أن حرب غزة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي الأخطر على السلام العالمي. ورأى 46 % من الألمان المستطلعة آراؤهم أنهم يشعرون بالتهديد على المستوى الشخصي جراء الأزمة الأوكرانية مقارنة ب 35% عبروا عن خشيتهم على حياتهم الشخصية من تنظيم الدولة الإسلامية، و19 % رأوا أنهم مهددون شخصيا بسبب حرب غزة.