سيطر التصعيد الميداني في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا على المشهد السياسي أمس، إذ اعلن الجيش الأوكراني مقتل 38 انفصالياً موالين لروسيا ومدنيين خلال استعادته مطار دونيتسك في معارك شهدت تغييراً تكتيكاً عبر استعانة القوات الحكومية بسلاح الجو. ودفع ذلك موسكو إلى استخدام لهجة التشدد مجدداً، بعد ساعات قليلة على إعلان استعدادها لفتح حوار مع الرئيس الأوكراني المنتخب بيترو بوروشينكو. وطالب الرئيس فلاديمير بوتين بوقف العملية العسكرية «العقابية» في الشرق فوراً، فيما رد وزير الخارجية سيرغي لافروف على إعلان بوروشينكو رغبته بلقاء بوتين مطلع حزيران (يونيو)، بأن زيارته «غير مطروحة». وندد بتأييد الرئيس الأوكراني حملة الشرق، ومطالبته بحسمها «خلال ساعات»، وقال: «إذا كان بوروشينكو يراهن على قمع المتطرفين الموالين لكييف والجيش احتجاجات شرق البلاد قبل مراسم التنصيب (المقررة في 3 حزيران)، فلن يوفر ذلك ظروف ملائمة لتنفيذ وعده بزيارة المنطقة». وزاد: «موسكو مستعدة لشراكة جدية مع بوروشينكو شرط أن يعمل لمصلحة شعب أوكرانيا كله، ويوقف إراقة الدماء». واللافت وصف الحلف الأطلسي (ناتو) انسحاب القوات الروسية من الحدود مع أوكرانيا بأنه «بطيء، وشمل بعض القوات والمعدات، في مقابل بقاء الجزء الأكبر قرب الحدود، بينما تتهم الحكومة الأوكرانية روسيا بإرسال «إرهابيين» عبر الحدود ضمن شاحنات عبرت منطقة أستاخوفو في لوغانسك التي تبعد نحو 150 كيلومتراً من دونيتسك. ومع تفاقم الوضع في شكل غير مسبوق خلال اليومين الأخيرين في دونيتسك التي أعلنت انفصالاً من جانب واحد عن أوكرانيا، أعلن رئيس وزراء «جمهورية دونيتسك الشعبية» ألكسندر بوروداي مقتل حوالى مئة عنصر من وحدات «الدفاع الشعبي» (الانفصاليون) في مواجهات ضارية قرب مطار دونيتسك وداخل أحياء سكنية. وطالب رئيس بلدية دونيتسك أولكسندر لوكيانتشنكو، السكان بالبقاء في منازلهم، في ظل استخدام القوات الأوكرانية سلاح الجو بكثافة في عملياتها. في المقابل، أكد الناطق باسم القوات المسلحة الأوكرانية أليكسي دميتراشكوفسكي، أن «العملية في دونيتسك ستستمر حتى القضاء على قوات جمهورية دونيتسك الشعبية أو استسلامها»، معلناً قتل مقتل 200 شخص على الأقل من أفراد هذه القوات في دونيتسك. ووجهت وزارة الخارجية الروسية «نداءً عاجلاً» إلى قيادة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية وبعثتها للمراقبة في أوكرانيا من أجل تقديم معلومات مفصلة عن أحداث دونيتسك، قبل أن تعلن المنظمة فقدان الاتصال بأربعة من اعضاء بعثتها في المنطقة.