واصلت القوات الكردية مدعومة بالطيران الحربي الأمريكي تقدمها باتجاه سد الموصل العملاق الذي تسيطر عليه عناصر تنظيم دولة البغدادي حسبما أفاد مسؤول في قوات البشمركة. وقال ضابط كردي رفيع لوكالة فرانس برس: «إن قوات البشمركة تواصل تقدمها باتجاه سد الموصل الذي سيطرت عليه داعش منذ أسبوع، لكن التقدم يجري ببطء إثر زرع الطرق المؤدية إليه بالعبوات الناسفة». ويقع السد على نهر دجلة في مدينة الموصل ثاني كبرى مدن العراق، ويمد البلاد بالكهرباء ومياه الري لأراض زراعية شاسعة. وشاهد مراسل فرانس برس أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة المحيطة بالسد. وقال كاوة ختاري وهو مسؤول في الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي: «تمكنا من السيطرة على نصف المنطقة الشرقية التي تقع في محيط السد». وأضاف «قواتنا تتوجه إلى منطقة تلكيف، لكن الطريق الرئيس مزروع بالعبوات الناسفة، مما يعطل تقدم القوات». بدروه قال مسؤول كردي آخر يدعى حريم كمال أغا: «إن العبوات الناسفة زرعت من قبل عناصر داعش المنسحبة وأدت إلى إبطاء التقدم». وكان الجيش الأمريكي أعلن أن طائراته نفذت السبت تسع غارات قرب أربيل وسد الموصل في محاولة لمساعدة القوات الكردية في استعادة هذا السد الأكبر في العراق من أيدي مقاتلي تنظيم دولة البغدادي المتطرف. وقالت القيادة الأمريكية الوسطى (سنتكوم) التي تغطي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في بيان أن مقاتلات حربية وطائرات بلا طيار دمرت أو أعطبت أربع ناقلات جند مصفحة وسبع آليات مزودة بأسلحة وعربتي هامفي وسيارة مصفحة. التدخل البريطاني وفي سياق متصل قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الأحد: إن على بريطانيا استخدام قوتها العسكرية للتصدي لمقاتلي تنظيم دولة البغدادي في العراق مشددًا على ضرورة ردعهم قبل أن يقيموا «دولة إرهابية على شواطئ البحر المتوسط». وفي أشد تصريحات له ضد دولة البغدادي قال كاميرون: إن بريطانيا بحاجة لتبني موقف أكثر صرامة ضد التنظيم لمنعه من شن هجوم على أراض بريطانية يومًا ما، وكان كاميرون قد أطلق هذا التحذير للمرة الأولى في يونيو. وقصرت بريطانيا دورها في العراق حتى الآن على إنزال المساعدات وعمليات الاستطلاع والموافقة على نقل إمدادات عسكرية للقوات الكردية. كما قال مبعوث بريطانيا التجاري إلى العراق: إن القوات الجوية البريطانية الخاصة تجمع معلومات هناك. وكتب كاميرون في مقال نشرته صحيفة صنداي تلجراف البريطانية «إذا لم نتحرك للحد من هجوم هذه الحركة الإرهابية الخطيرة بشكل استثنائي فإنها ستزداد قوة حتى تستهدفنا في شوارع بريطانيا. نعلم بالفعل أن لديها هذه النية الإجرامية». وذكر أنه في إطار دورها الموسع فإنه يريد من بريطانيا أن تقود محادثات دبلوماسية تشمل قوى إقليمية ربما حتى إيران في مسعى للتصدي لخطر التنظيم. وقال كاميرون: إن على حكومته أن تبذل المزيد. وكتب قائلًا: «الأمن الحقيقي لن يتحقق إلا إذا استخدمنا كل مواردنا؛ المساعدات والدبلوماسية وقوتنا العسكرية». وتابع «نحتاج لرد أمني صارم سواء كان ذلك تحركًا عسكريًا لملاحقة الإرهابيين أو التعاون الدولي لجمع المعلومات ومكافحة الإرهاب أو التعامل مع الإرهابيين في الداخل بلا هوادة». الدعم بالسلاح وذكر أنه في أعقاب اتفاق مع شركاء في الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي فستزود بريطانيا القوات الكردية بالمعدات مباشرة، وأضاف إن هذه المعدات تشمل أي شيء من الدروع الواقية لمعدات خاصة مضادة للانفجارات. لكن كاميرون استبعد تدخلًا عسكريًا كاملًا في المنطقة قائلًا: إنه لا يعتقد أن «إرسال الجيوش للقتال أو الاحتلال» هو المسار الصائب. وقال: إنه يدرك أن مشاركة بريطانيا السابقة في حربي العراق وأفغانستان جعلت الناس يقلقون من التورط في القتال في الخارج بشكل كبير. وتعرض كاميرون لضغوط في الداخل من بعض المشرعين والقادة العسكريين السابقين ليسير على نهج الولاياتالمتحدة ويتخذ إجراء أكثر حزمًا ضد المتشددين. وأدلى أسقف ليدز نيكولاس بينز بدلوه في الجدل الأحد قائلًا: «إن الحكومة تفتقر لنهج متسق أو شامل للتعامل مع التطرف». وشكا مما وصفه بصمت الحكومة إزاء مصائر عشرات الآلاف من المسيحيين في الشرق الأوسط الذين أجبروا على الرحيل من منازلهم. وخسر كاميرون تصويتًا في البرلمان في آخر مرة حاول فيها أن يشرك بريطانيا في تحرك عسكري محتمل بالشرق الأوسط في سوريا خلال أغسطس 2013. وأعلن كاميرون أيضًا تحركات أشد ضد أي شخص يروج لأيديولوجية دولة البغدادي في بريطانيا. ورفع العلم الأسود للحركة لفترة قصيرة فوق منطقة سكنية بشرق لندن في الأسابيع الأخيرة، كما وزعت منشورات تدعو البريطانيين للانضمام للجماعة في لندن. وقال كاميرون: «إذا كان الناس يمشون حولنا بأعلام دولة البغدادي أو يحاولون تجنيد الناس لقضيتهم الإرهابية فسيتم اعتقالهم ومصادرة المواد التي بحوزتهم». وأضاف إن الشرطة صادرت 28 ألف مادة «لها صلة بالإرهاب» من الإنترنت بينها 46 مقطع فيديو مرتبط مباشرة بالدولة الإسلامية. وتوقع كاميرون أن الصراع ضد دولة البغدادي وفكرها سيستمر حتى آخر عمره السياسي. وقال: «لا يخفي (التنظيم) أهدافه في التوسع. وحتى اليوم فإنه يضع نصب عينيه مدينة حلب القديمة. كما يتفاخر بمخططاته للأردن ولبنان وحتى الحدود التركية. إذا نجح فسنجد أنفسنا أمام دولة إرهابية على شواطئ البحر المتوسط». قصف مدفعي ميدانيًا أيضًا أفادت مصادر في الجيش العراقي الأحد أن قوات الجيش قصفت بالمدفعية أوكار عناصر دولة البغدادي، وتمكنت من قتل 25 مسلحًا في إحدى المناطق التابعة لقضاء جرف الصخر شمالي الحلة جنوببغداد. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية: إن قوات من الجيش العراقي قصفت بالمدفعية أمس أوكارًا لعناصر دولة البغدادي في منطقة الفاضلية التابعة لقضاء جرف الصخر شمالي مدينة الحلة ما أدي إلى مقتل 25 من المسلحين. وحسب المصادر تمكن عناصر دولة البغدادي من تفجير جسر الفاضلية في حادث منفصل.