علمت «الحياة» من مصادر سياسية عراقية رفيعة المستوى أن الولاياتالمتحدة عرضت على مسؤولين أكراد وسنة خطة لمواجهة تنظيم «الدولة الاسلامية»، يكتفي الجيش الاتحادي، خلال تنفيذها، بالثبات في مواقعه، وتقديم إسناد محدود. وأكد ضابط كردي أمس أن قوات «البيشمركة» استعادت سد الموصل، وعدداً من القرى في سهل نينوى. (للمزيد) وأكدت مصادر في الموصل أن التنظيم «بدأ، منذ أيام، ملاحقة عناصر الجيش والشرطة التائبين الذين حصلوا على عفو من الخليفة ابو بكر البغدادي، وقتلوا عدداً منهم واحتجزوا آخرين». من جهة أخرى، أعربت مصادر إيرانية ل «الحياة» عن استعداد طهران للتعاون مع بقية الدول لمحاربة «الدولة الإسلامية»، لكنها لم تتلق طلباً من أي دولة، خصوصاً من بريطانيا التي لم يستبعد رئيس وزرائها ديفيد كاميرون إشراكها في «الجهود الدولية للقضاء على التنظيم». وأوضحت المصادر العراقية أمس أن «مسؤولين أميركيين عرضوا، خلال لقاءات شبه يومية مع مسؤولين أكراد وسنة في اقليم كردستان، خطة لمواجهة داعش في المناطق التي يسيطر عليها، شمال وغرب البلاد». وأضافت أن الأميركيين اقترحوا أن تضطلع قوات «البيشمركة، بمساعدة مسلحين من الأقليات بتطهير نينوى وبقية المناطق، حتى الشريط الحدودي مع سورية، والأجزاء الشمالية الغربية من محافظة ديالى، فيما يعهد إلى العشائر والفصائل المسلحة السنية، بالتعاون مع افواج الطوارئ، تطهير الأنبار، تمهيداً لتشكيل قوات نظامية من سكان المحافظة تابعة لوزارة الدفاع». وكان محافظ نينوى اثيل النجيفي دعا في بيان أمس «العشائر العربية في مناطق تلكيف، من الحديدين وطي والجحيش وبني ربيعة والنعيم والآخرين، الى الوقوف مع قوات البيشمركة في الحرب على داعش». وزادت المصادر أن المسؤولين الأكراد «يدرسون الأمر، ويطالبون بالإسراع في تزويد قواتهم أسلحة ثقيلة لمواجهة التنظيم، ولكنهم يخشون من أن يتورطوا في نزاع دام معه إذا توغلوا في مناطق خارج حدود إقليم كردستان والمناطق المتنازع عليها». وتابعت أن «البيشمركة هي الأقرب إلى معاقل داعش الرئيسية في الموصل، حيث لا تبعد المسافة اكثر من 80 كلم، بينما تبعد قوات الجيش الموجودة في سامراء وجنوب تكريت نحو 220 كلم، وقوات عمليات دجلة في ديالى حوالى 390 كلم». وأشارت الى أن المسؤولين السنة «وافقوا على الخطة، خصوصاً انها تتضمن عدم اعطاء دور كبير للجيش لدواعٍ طائفية، بسبب تعاونه مع ميليشيات تثير حفيظة السكان والعشائر، وبسبب عدم قدرته على القتال». ميدانياً، قالت مصادر كردية إن قوات «البيشمركة استعادت سد الموصل، وتحقق تقدماً على الأرض بعد دخولها أمس قرى وبلدات تابعة لقضاء تلكيف، ومنها تلسقف والباطنية لكنها وجدتها خالية من عناصر داعش». وقال ضابط كردي (أ ف ب) إن «البيشمركة تواصل تقدمها في نينوى لكن ببطء بسبب زرع الطرق عبوات ناسفة». وأكد كاوة ختاري، المسؤول في الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي «تمكنا من السيطرة على نصف المنطقة الشرقية التي تقع في محيط السد». واضاف ان «قواتنا تتوجه الى منطقة تلكيف لكن الطريق الرئيسي مزروع عبوات ناسفة، ما يعطل تقدمنا». في غضون ذلك، التزم المسؤولون الإيرانيون الصمت حيال تصريحات كامرون الذي أعلن مشاركة بلاده بكل «خبرتها العسكرية والديبلوماسية، في محاربة «داعش» ولم يستبعد مشاركة طهران للقضاء علي التنظيم. إلا ان مصدراً مسؤولاً في وزارة الخارجية الإيرانية استبعد، في تصريح إلى « الحياة» ان تستجيب طهران دعوة كامرون « في الأجواء المحيطة بالعلاقات الإيرانية الغربية». وقال ان طهران كانت وما زالت، تطالب ببذل جهود دولية وإقليمية مشتركة للقضاء علي ظاهرة الإرهاب التي اصبحت تهدد كل المجتمعات في المنطقة. لكنها «لاترغب في أن تكون أداة تستخدم في إطار ما يسمي حروباً بالنيابة. المطلوب ان تكون هناك رغبة صادقة في القضاء علي كل الحركات الارهابية. وأن يتم تجفيف الحواضن المالية والعسكرية لهذه الحركات». وتابع إن «طهران لم تتلق من الجانب الغربي، حتى الآن، اي طلب في هذا الخصوص وهي مستعدة لدراسة مثل هذا الطلب، في ضوء الأجواء المحيطة به لتعطي رأيها».