واصلت القوات الكردية مدعومة بالطيران الحربي الأمريكي أمس تقدمها باتجاه سد الموصل العملاق الذي يسيطر عليه عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، حسبما أفاد مسؤول في قوات البشمركة. وقال ضابط كردي رفيع إن «قوات البشمركة تواصل تقدمها باتجاه سد الموصل الذي سيطر عليه داعش منذ أسبوع، لكن التقدم يجري ببطء إثر زرع الطرق المؤدية إليه بالعبوات الناسفة». ويقع السد على نهر دجلة في مدينة الموصل ثاني كبرى مدن العراق، ويمد البلاد بالكهرباء ومياه الري لأراضٍ زراعية شاسعة. وقال كاوة ختاري، وهو مسؤول في الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي: «تمكنا من السيطرة على نصف المنطقة الشرقية التي تقع في محيط السد». وأضاف أن «قواتنا تتوجه إلى منطقة تلكيف، لكن الطريق الرئيس مزروع بالعبوات الناسفة، مما يعطل تقدم القوات». بدروه، قال مسؤول كردي آخر يدعى هريم كمال أغا إن «العبوات الناسفة زرعت من قبل عناصر داعش المنسحبة وأدت إلى إبطاء تقدم قوات البشمركة». وكان الجيش الأمريكي أعلن أن طائراته نفَّذت السبت تسع غارات قرب إربيل وسد الموصل في محاولة لمساعدة القوات الكردية في استعادة هذا السد، الأكبر في العراق، من أيدي مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» المتطرف. وقالت القيادة الأمريكية الوسطى «سنتكوم» التي تغطي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في بيان، إن مقاتلات حربية وطائرات دون طيار دمَّرت أو أعطبت أربع ناقلات مصفحة وسبع آليات مزودة بأسلحة وعربتي هامفي وسيارة مصفحة. وفي محافظة الأنبار، يتواصل لليوم الثالث على التوالي انضمام العشائر السنية إلى القوات الأمنية للقتال ضد جهاديِّي الدولة الإسلامية. وتمكنت هذه العشائر التي زاد عددها على 25 عشيرة من استعادة عدد من المناطق التي كانت خارج سلطة الدولة، بحسب مسؤول رفيع في الشرطة. وقال قائد شرطة الأنبار اللواء الركن أحمد صداك الدليمي «تتواصل لليوم الثالث على التوالي عملية مساندة العشائر للقوات الأمنية في القرية العصرية وزنكورة إلى الغرب من الرمادي». وأضاف «احتشد مئات من مقاتلي العشائر إلى جانب قوات الجيش والشرطة، وانقسموا إلى مجموعات وتوزعوا لمسك الأرض في مناطق محددة». وأكد اللواء الدليمي أن «قوات الأمن والعشائر استطاعت طرد المسلحين من منطقة البو عساف وبعض مناطق زنكورة والقرية العصرية بالكامل». وتمكن مقاتلو العشائر الذين تساندهم قوات الأمن من قتل ثمانية مسلحين في قرية البوكنعان «الواقعة في زنكورة» والاستيلاء على عربات رباعية الدفع مع أسلحة ثقيلة، وفقاً للدليمي. كما استطاع مقاتلو العشائر بمساندة قوات الأمن من استعادة السيطرة وفرض الأمن في مناطق متفرقة في الأنبار مثل ناحية بروانة التابعة لحديثة وعلى امتداد الطريق السريع المؤدي إلى النخيب، وفقاً للمصدر.