من المسئول عن تدني جودة التعليم؟ من يسامر الشاب العاطل عن العمل؟ من الذي يرفع أسعار الأراضي؟ من شوه صورة الإسلام؟ من قهر الأيتام؟ لماذا لم يتأهل منتخبنا السعودي لبطولة كأس العالم؟ لماذا تستمتع الأسر السعودية بالتسوق في البحرين؟ لماذا يهرب الشباب للمخيمات والاستراحات؟ من دفعنا للإسراف في التنقيب عن الأمجاد وحجب رؤيتنا عن المستقبل؟ من المسئول عن هبوط جودة المسلسلات والأفلام والروايات؟ من يقطع الوصل بيننا؟ من يدمر بيئتنا؟ من يشغلنا بقضايا ويورطنا في أزمات؟ المسئول عن ذلك الجميع! ماذا لو حولنا تلك التساؤلات إلى فرص للصعود للمستقبل؟ للصعود للمستقبل، نحن بحاجة لإطلاق رؤية وطنية مستقبلية باسم "السعودية 2030م" تنضوي تحتها أعمدة المستقبل مثل التربية والتعليم والصحة والبنية التحتية والأمن الوطني ....الخ. ويقترح أن يشارك في الإعداد لها فريق متخصص على أن تعقد مؤتمرات وورش عمل في جميع مناطق المملكة. حيث ستساعد هذه اللقاءات على إيجاد رؤية مشتركة يتحمل تنفيذها الجميع. الوزارات الحكومية تستطيع تنفيذ رؤية "السعودية 2030م" بالشراكة مع مجتمعها. فعلى سبيل المثال، بإمكان الوزارات المسئولة عن التربية والتعليم والعمل أن تعقد جلسات حوارية مع قطاع الأعمال تركز على تأهيل المواطن السعودي والمرأة السعودية، تأهيلا متميزا. وبذلك سنتمكن من جعل المواطن السعودي مرحبا فيه، بدلا من أن يغص به قطاع الأعمال. كما تستطيع وزارة الإسكان أخذ رأي الجمهور في التوسع في إنشاء عمارات سكنية تصل إلى 100 طابق للسكنى، وتستطيع أن تطور تقنيات تقلل من تكاليف البناء بمشاركة المهندسين وقطاع المقاولات. من جهة أخرى، يستطيع رجل الأعمال أن يسهم في تنفيذ رؤية "السعودية 2030م" بإنشاء جوائز تشجع الباحثين وبإمكانه ايضا ابتعاث طلاب سعوديين من منطقته. وكذلك الحال بالنسبة للبنوك، فإنه مطلوب منها انطلاقا من المسؤولية الاجتماعية، أن ترعى مؤتمرات وكراسي أبحاث وأندية رياضية وبرامج مكافحة الأمراض والفقر، وأن تدعم إنشاء متاحف وحدائق .... الخ. للإسهام في رؤية "السعودية 2030م" فإننا بحاجة لاستخدام لغة العطف والتسامح عند الحديث عن الآخرين والذين يختلفون معنا عقائديا أو اثنيا. ليس هذا فحسب، بل نحن بحاجة لتنفيذ عقوبات بحق من يتهجمون على الغير. لو خلقت روح التسامح لانصرف الجميع للعمل الإيجابي المشترك وقويت بذلك روح الفريق. يحتاج مجتمعنا السعودي أيضا لنشر ثقافة الفرح والبهجة وزيادة جرعاتها. فعلى سبيل المثال، ممكن أن تقام فعاليات عظمى في جميع مناطق المملكة تليق بالعيدين واليوم الوطني وغيرها. هذه الفعاليات يجب ألا تكون مقصورة على العرضة والأعلام والبرامج الإعلامية الجافة. بل يجب أن تتضمن مهرجانات ومسابقات رياضية متنوعة واستعراضات شعبية، تسير داخل المدن زاهية بألوان الوطن (الأخضر والأبيض). بالإضافة إلى ذلك، فإن مجتمعنا بحاجة لجرعة تثقيفية متوازنة تقدم عن طريق المسرح ومعارض الكتب التي يجب أن تنشأ في مختلف المدن. وهذه ستسهم في الوصول إلى رؤية "السعودية 2030م". المبادرات والشراكة ستساعد على جعل وطننا مكانا نحن إليه ونحن في داخله!