قالت وكالة الطاقة الدولية أمس إن إنتاج النفط السعودي ارتفع 230 ألف برميل يوميا في يوليو إلى 10.01 مليون برميل لأسباب منها زيادة الاستهلاك المحلي، مشيرة الى أن الزيادات الكبيرة في إنتاج النفط بأمريكا الشمالية تحافظ على إمداد أسواق الخام بكميات وفيرة ما يشير إلى استبعاد ارتفاع الأسعار كثيرا في وقت قريب رغم الصراعات الدائرة بالقرب من مناطق إنتاج رئيسية. وقالت الوكالة إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع أقل مما كان يتوقع سابقا وذلك خلال عام 2014، بسبب انخفاض توقعات نمو الاقتصاد العالمي، وتراجع نمو الطلب في الربع الثاني إلى أدنى مستوى له في أكثر من عامين. وقلصت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط التوقعات لنمو الطلب العالمي هذا العام إلى مليون برميل يوميا، بانخفاض 180 ألف برميل يوميا عن توقعاته للطلب في الربع الثاني. وتوقعت الوكالة تسارع الطلب بمقدار 1.3 مليون برميل يوميا في عام 2015، مع تحسن ظروف الاقتصاد العالمي، وذلك بأقل من التوقعات السابقة بمقدار 90 ألف برميل، بسبب ضعف النمو الاقتصادي في الصين وروسيا. وأظهر التقرير ارتفاع انتاج النفط الخام من منظمة البلدان المصدرة بمقدار 300 ألف برميل في يوليو إلى 30.44 مليون برميل يوميا، بقيادة السعودية وانتعاش مؤقت في ليبيا. وتوقعت انخفاض الطلب على النفط الخام من اثني عشر عضوا في منظمة أوبك إلى 29.9 مليون برميل يوميا انخفاضا من التوقعات السابقة البالغة 30 مليون برميل. وقالت الوكالة إن الإمدادات وفيرة رغم أن الوضع في بعض الدول الرئيسية المنتجة للنفط «ينطوي على مخاطر أشد من أي وقت مضى» بل وتشير التقارير إلى أن حوض الأطلسي يواجه تخمة في المعروض. وارتفع إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى أعلى مستوياته في خمسة أشهر في يوليو حيث طغت الزيادة في إنتاج السعودية وليبيا على انخفاض إنتاج العراق وإيران ونيجيريا. وقال وكالة الطاقة في تقريرها الشهري «رغم الصراعات المسلحة في ليبيا والعراق وأوكرانيا يبدو أن سوق النفط تتلقى اليوم إمدادات أكثر من المتوقع بل وتفيد التقارير بوجود تخمة في المعروض النفطي بحوض الأطلسي». وأضافت إن عقوبات الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على قطاع النفط الروسي لا تقدم دعما كبيرا لأسواق النفط. فمتوسط التوقعات في القطاع يشير على ما يبدو إلى أن العقوبات لن يكون لها تأثير ملموس على الإمدادات في الأجل القريب. وحتى على المدى المتوسط سيكون تأثيرها موضع شك على ما يبدو. وتراجعت سوق النفط الشهر الماضي، لكن بواعث القلق تظل قائمة من حدوث مزيد من الصدمات على صعيد المعروض. وبلغ سعر خام برنت أقل قليلا من 104 دولارات للبرميل أمس منخفضا من فوق 115 دولارا في يونيو. وقالت وكالة الطاقة التي تقدم المشورة لكبرى الدول المستهلكة «بينما مازال الوضع في هذه الدول المنتجة الرئيسية ينطوي على مخاطر أشد من أي وقت مضى تبدو السوق حتى الآن واثقة من قدرة أوبك على زيادة الإنتاج بالمعدل المطلوب لتلبية تزايد الطلب المتوقع في النصف الثاني من العام». وعلى اثر إصدار تقرير الوكالة تراجع النفط خلال تعاملاته أمس انخفضت العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم سبتمبر بنسبة 0.82% لتصل إلى 97.3 دولار للبرميل، فيما انخفضت عقود خام برنت تسليم سبتمبر بنسبة 0.77% لتصل إلى 103.9 دولار للبرميل.