أكدت «وكالة الطاقة الدولية» أمس، أن الزيادات الكبيرة في إنتاج النفط في أميركا الشمالية تحافظ على إمداد أسواق الخام بكميات وفيرة، ما يشير إلى استبعاد ارتفاع الأسعار كثيراً في وقت قريب على رغم الصراعات الدائرة قرب مناطق إنتاج رئيسية. غير أن الوكالة أشارت إلى أن الإمدادات وفيرة على رغم أن الوضع في بعض الدول الرئيسة المنتجة للنفط «ينطوي على أخطار أشد من أي وقت مضى» وتشير التقارير إلى أن حوض الأطلسي يواجه تخمة في المعروض. وارتفع إنتاج «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) 300 ألف برميل يومياً ليصل إلى أعلى مستوياته في خمسة أشهر في تموز (يوليو) عند 30.44 مليون برميل يومياً، إذ طغت الزيادة في إنتاج السعودية وليبيا على انخفاض إنتاج العراق وإيران ونيجيريا. وزاد إنتاج النفط الخام في الولاياتالمتحدة أكثر من ثلاثة ملايين برميل يومياً منذ العام 2010 ولا يوجد ما يشير إلى توقف الزيادة في كميات النفط الصخري المنتجة. وأشارت الوكالة إلى أن نمو إمدادات النفط من أميركا الشمالية «مستمر بلا توقف». وجاء في تقريرها الشهري «على رغم الصراعات المسلحة في ليبيا والعراق وأوكرانيا يبدو أن سوق النفط تتلقى اليوم إمدادات أكثر من التوقعات، وتفيد التقارير بوجود تخمة في المعروض النفطي في حوض الأطلسي (...) وعقوبات الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على قطاع النفط الروسي لا تقدم دعماً كبيراً إلى أسواق النفط، فمتوسط التوقعات في القطاع يشير إلى أن العقوبات لن يكون لها تأثير ملموس على الإمدادات قريباً، وحتى على المدى المتوسط سيكون تأثيرها موضع شك على ما يبدو». وأورد التقرير: «بينما مازال الوضع في هذه الدول المنتجة الرئيسية ينطوي على أخطار أشد من أي وقت مضى، تبدو السوق واثقة من قدرة أوبك على زيادة الإنتاج بالمعدل المطلوب لتلبية تزايد الطلب المتوقع في النصف الثاني من السنة». واعتبرت أن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي يحد من الطلب على النفط. وعلى رغم الزيادة في استهلاك الخام قرب نهاية العام الحالي قلصت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على الخام في 2015 بنحو 90 ألف برميل يومياً إلى 1.32 مليون برميل يومياً. من ناحية أخرى أعلن مسؤول في «كوغاس» الكورية الجنوبية، أن الشركة تنوي تأجيل بيع حصة 49 في المئة في حقل «عكاس» للغاز العراقي إلى ما بعد 2017 بدلاً من 2015 في ضوء تعطل تطويره بسبب الأزمة هناك. وقال نائب الرئيس التنفيذي للشركة، بايك سونغ روغ، إن «العمليات في حقلي نفط الزبير وبدرة لم تتأثر نسبياً، لأنهما في منطقتين تحت سيطرة الحكومة المركزية العراقية». وتُظهر وثيقة أن «الزبير» أنتج 315 ألف برميل يومياً في المتوسط على مدى الربع الثاني من العام الحالي. ويُتوقع وفق الوثيقة أن يبدأ الإنتاج التجاري للغاز من حقل «عكاس» في 2016. وعن حقل بدرة قال بايك: «الإنتاج التجاري للنفط الخام سيبدأ في أيلول (سبتمبر) أي قبل الموعد الأصلي بثلاثة أشهر (...) ويبلغ هدف إنتاج النفط من الحقل 170 ألف برميل يومياً». في السياق، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «أو أم في» النمساوية للنفط والغاز، غيرهارد رويس، إن «الشركة استأنفت إنتاج الخام في ليبيا وستشحن أولى إمداداتها من هناك». وأضاف «ننتج بالفعل نحو ثمانية آلاف برميل (...) انتهينا من الشحنة الأولى التي في طريقها إلى ميناء ترييستي لتغذية مصفاتنا في بورغهاوزن ونحمّل شحنة ثانية». وقال مدير التنقيب والإنتاج في الشركة، ياب هويسكيس، إن الإنتاج في ازدياد «وهو شديد التذبذب لكن منذ الربع الثالث أنتجنا في المتوسط نحو 12 ألف برميل يومياً في ليبيا». وهبطت أرباح التشغيل الأساس للمجموعة إلى النصف في الربع الثاني من هذه السنة إلى ما دون توقعات السوق مع تراجع هامش أرباح نشاطات التكرير بسبب ضعف الطلب الأوروبي. وبلغت أرباح التشغيل قبل احتساب الفائدة والضرائب وبعد استبعاد البنود الاستثنائية ومكاسب المخزون أو خسائره 369 مليون يورو (493 مليون دولار). ووفق «أو إم في» «يُتوقع أن تظل هوامش أرباح نشاطات التكرير تحت الضغط هذه السنة». وبلغ صافي الربح بعد استبعاد البنود الخاصة 202 مليوني يورو. الى ذلك، هبطت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام أكثر من دولار خلال التعاملات، دافعة خام «برنت» إلى أدنى مستوياته في تسعة أشهر في ضوء تقرير «وكالة الطاقة». وتراجعت عقود خام القياس الدولي مزيج «برنت» تسليم أيلول (سبتمبر) 1.21 دولار إلى 103.49 دولار للبرميل بعد أن سجلت في وقت سابق من الجلسة مستوى أكثر انخفاضاً بلغ 103.35 دولار. وتراجعت عقود الخام الأميركي الخفيف 1.02 دولار إلى 97.06 دولار.