يجتمع وزراء «منظمة الاقطار المصدرة للنفط» (اوبك) في فيينا اليوم. ولا يُتوقَّع ايُّ تغيير في مستوى الانتاج الحالي. وأعلن وزير النفط السعودي علي النعيمي عند وصوله الى فيينا، ان مستوى انتاج المملكة بلغ 10.047 مليون برميل يومياً. واشار مصدر وزاري في «اوبك» في حديث الى «الحياة» ان تكرار الاعلان السعودي عن مستوى الانتاج يعكس واقع ان السوق النفطية شهدت في تشرين الثاني (نوفمبر) ارتفاع الطلب على النفط مقارنة به في تشرين الاول (اكتوبر)، عندما كان انتاج المملكة 9.4 مليون برميل يومياً، ما يعكس تغيير طلب الزبائن على النفط السعودي من شهر الى آخر. ورأى ان الطلب على النفط في ارتفاع على رغم تراجع الاقتصاد العالمي. وأوضح ان المخزون العالمي في ادنى مستوى مقارنة بمعدّله خلال السنوات الخمس الماضية. وجدد التأكيد على ان السعودية والامارات والكويت لديها فائض في الطاقة الانتاجية ونفى ان تكون لدى ايران والجزائر قدرات مماثلة. وتوقع نمو الطلب على النفط بنحو مليون برميل إضافي في اليوم خلال عام 2012، معتبراً ان السعر الحالي يبرره مستوى الطلب، وإن تضمن عنصر مضاربة. واشار الى ان السعودية تزود السوق بما تطلبه ولا تنتج فائضاً، مؤكداً انها ستخفض الانتاج إذا تراجع الطلب خلال الشهر المقبل، وأنها لا تمانع في النزول الى مستوى ثمانية ملايين برميل في اليوم اذا تراجع الطلب. ورأى المصدر ان نمو الطلب يتركز حالياً في الصين والهند وعدد من الدول الافريقية، ورأى ان قرار وكالة الطاقة السحب من المخزون الاستراتيجي في الصيف الماضي كان سياسياً، لكنه ساهم في الانخفاض الحالي للمخزون الاستراتيجي. واستبعد العودة الى مستوى انتاج «أوبك» السابق عند 24.845 مليون برميل يومياً، عندما كان انتاج الدول ال 11 الاعضاء باستثناء العراق، مقارنة بمستوى الانتاج الحالي، عند 30.06 مليون برميل يومياً. وشدد المصدر الوزاري على اهمية ان تعيد «اوبك» الى العالم صورتها كمنظمة بعيدة عن التسييس. ورأى ان رئاسة المؤتمر لا تعني شيئاً وان الأهمّ هو ان يحافظ الوزراء على الجهد الكبير الذي بذل كي تعمل المنظمة على طريقة مجلس ادارة اعمال لمصلحة دولها. سوق متخمة؟ الى ذلك توقع وزير النفط الكويتي، محمد البصيري في تصريح الى «وكالة الانباء الكويتية» (كونا)، عدم تغيير سقف الانتاج الحالي ل «أوبك». وقال في فيينا: «السوق متوازنة ولا تشكو من نقص أو زيادة مفرطة في الامدادات ما أدى إلى استقرار الاسعار نسبياً وبقائها فوق مستوى مئة دولار للبرميل». وأعرب عن اعتقاده بأن هذا الوضع يشيع اجواء ايجابية داخل «أوبك» وربما يدفع باتجاه عدم احداث تغيير في سقف الانتاج الحالي للمنظمة. ونقلت وكالة «رويترز» عن وزير النفط الفنزويلي رفاييل راميريز اعتقاده أن سوق النفط متخمة بالمعروض. وأبلغ الصحافيين أن على دول المنظمة خفض إنتاجها مع عودة إمدادات ليبيا إلى مستويات ما قبل الحرب. ورأى وزير النفط الإيراني رستم قاسمي أن سوق النفط في وضع «معقول». وكالة الطاقة وأشارت وكالة الطاقة الدولية الى ان مستويات إنتاج قوية لدول المنظمة ستساعد على توازن أسواق النفط العام المقبل مع تباطؤ نمو الطلب. وأوردت في تقريرها الشهري عن سوق النفط ان «أوبك» زادت إنتاجها إلى أعلى المستويات في ما يزيد على ثلاث سنوات. وقال مدير قسم النفط وأسواقه في الوكالة، ديفيد فايف: «التصور الأساسي لنا هو أن تصبح السوق متوازنة نسبيا العام المقبل إذا واصلت أوبك الانتاج بالمستويات التي حققتها في آخر ثلاثة أشهر أو أربعة». وأضاف: «نعتقد أن السوق في 2011 و2012 تبدو الآن شحيحة إلى متوازنة وأن هناك احتمالاً لأن يخف ذلك بعض الشيء في ما بعد». وأشارت الوكالة الى ان متوسط توقعاتها لإنتاج «أوبك» في النصف الأول من عام 2012 يبلغ 29.35 مليون برميل يومياً في مقابل 30.68 مليون برميل يومياً أنتجتها المنظمة في تشرين الثاني (نوفمبر)، بزيادة 620 ألف برميل نظراً الى زيادة إنتاج السعودية وليبيا. وشرح محللون من «بي إم في» للسمسرة في مذكرة، ان مثل هذا المستوى للإنتاج من جانب «أوبك» يعني بناء مخزون عالمي يومي يبلغ نحو 700 ألف برميل يومياً. وتتوقع الوكالة نمو الطلب في 2012 بمعدل 1.26 مليون برميل يومياً وهو أقل ب 40 ألف برميل يومياً من توقعاتها السابقة ومقارنة ب 1.47 مليون برميل يوميا في تموز (يوليو). وبالنسبة لعام 2012 بأكمله، تتوقع الوكالة أن يصل الطلب العالمي على نفط «أوبك» إلى 30.2 مليون برميل يومياً وهو ما يقل بمقدار 300 ألف برميل يومياً عن مستوى الإنتاج الحالي للمنظمة عند 30.68 مليون برميل يومياً. وجاء في التقرير ان «توقعاتنا المبدئية تشير على الأمد المتوسط إلى آفاق أكثر ارتياحا في السوق مقارنة بتقديراتنا منذ ستة أشهر». ورأى أن آفاق امدادات النفط تبدو أقوى قليلاً. واعربت الوكالة عن اعتقادها بأن أسعار النفط يمكن أن ترتفع إذا طبقت عقوبات أشد على إيران، متسائلة عن جدوى حظر محتمل على النفط الإيراني من جانب الاتحاد الأوروبي فقط. الأسعار في التعاملات، ارتفع سعر خام القياس الاوروبي، مزيج «برنت»، متجاوزاً 108 دولارات للبرميل إذ وجد المستثمرون بعض فرص الشراء بعد موجة بيع في الجلسة الماضية وبعد توقعات وكالة الطاقة الدولية. وارتفع «برنت» 1.20 دولار إلى 108.46 دولار للبرميل معوّضاً خسائر اول من أمس التي بلغت 1.36 دولار. وزاد الخام الأميركي الخفيف 20 سنتا إلى 97.97 دولار للبرميل. وأعلنت «أوبك» ان سعر سلة خاماتها تراجع إلى 107.33 دولار للبرميل الاثنين من 107.45 دولار في اليوم السابق.