أعلنت منظمة "أوبك" أن سوق النفط العالمية تتلقى إمدادات جيدة، رغم الانخفاض الحاد في الإنتاج الليبي، وتوقعت مزيداً من التراجع في حصتها من سوق النفط عام 2014، بسبب ارتفاع المعروض من الولاياتالمتحدة ودول أخرى غير أعضاء في المنظمة. وأدى التوقف الفعلي لإنتاج النفط في ليبيا للمرة الثانية خلال عامين، إضافة إلى توقعات بهجوم عسكري أميركي على سورية، إلى ارتفاع سعر خام برنت إلى أعلى مستوياته في 6 أشهر، متجاوزاً 117 دولاراً للبرميل في أواخر آب/أغسطس. وذكرت "أوبك" في تقرير شهري، أن "بعض الانقطاعات في الإمدادات دفعت الأسعار للارتفاع، لكن مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، لا تزال تغطي احتياجاتها لنحو شهرين". وأوضح التقرير أن "مخزونات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عند مستوى مريح، يغطي احتياجاتها لمدة 58.5 يوم، هذا الرقم أعلى من المستويات التاريخية المعتادة، ويؤكد أن السوق في الوقت الحاضر لا تزال تتلقى إمدادات جيدة". وتوقعت "أوبك"، التي تضخ ثلث النفط العالمي، مزيداً من التراجع في حصتها من السوق العالمية عام 2014، بسبب زيادة الإمدادات من خارج المنظمة. وتوقع التقرير أن "يبلغ متوسط الطلب على نفط أوبك 29.61 مليون برميل يومياً عام 2014، بانخفاض 320 ألف برميل يومياً عن 2013". وأشار تقرير الشهر الماضي، إلى انخفاض قدره 260 ألف برميل يومياً. وأبقت "أوبك" على توقعها لمقدار نمو الطلب العالمي في العام المقبل عند 1.04 مليون برميل يومياً، بينما زادت توقعاتها لنمو الإمدادات من خارج المنظمة إلى 1.22 مليون برميل يومياً. ومن المتوقع أن تصبح الولاياتالمتحدة، التي تشهد طفرة في استغلال الاحتياطيات الصخرية، مساهماً رئيسياً في نمو الإمدادات العام المقبل. وأفاد التقرير، نقلاً عن مصادر ثانوية، أن "إنتاج أوبك لا يزال يفوق الطلب على نفطها، رغم توقف الإمدادات الليبية". وتراجع إنتاج أوبك في آب/أغسطس 124 ألف برميل يومياً إلى 30.23 مليون برميل يومياً، وساهمت زيادة الإمدادات من السعودية في تخفيف التراجع. وتشير التوقعات إلى عام صعب أمام أوبك. فزيادة الإنتاج من خارج المنظمة، ستجعل من الصعب عليها الحفاظ على معدلات إنتاج مرتفعة من دون المخاطرة بهبوط الأسعار دون 100 دولار للبرميل، وهو المستوى المفضل لدى "أوبك".