ألسنة اللهب تتصاعد عند البعض، والنار المستعرة تحولت لبرد وسلام عند البعض الآخر, رغم أن المواقف لم تتبدل ولم تتغير، وكل ما في الأمر (لعبة) يميل البعض معها يمينا ويسارا، حسب ما تتطلبه الظروف، ووفقا للمناخ المتاح، فلا (رسالة) ولا هم يحزنون، وكل يغني على ليلاه، وكل يدعي وصلا بليلى!! لعبة الدفاع والهجوم على اللجان في منافساتنا المحلية، أشبه بلعبة الكراسي الموسيقية، من يمدحها اليوم يشتمها غدا، والعكس صحيح. وهذه اللعبة قديمة جديدة، يجيدها أولئك الذين يرسمون الخرائط على البحر، فينسون ما رسموا وما كتبوا فالموج يغرقها والقاع (باب ستر وغطا) ولكن الذاكرة لا تشيخ، خصوصا عندما يستعرض البعض صور التناقض ما بين المدح والقدح. ما حدث بالأمس، يتكرر اليوم، وسيتكرر في المستقبل، وقواعد اللعبة لم تتغير، فكل شيء يعتمد على الربح والخسارة، أما الضمير والمبدأ والرسالة فهي في خبر كان. والسؤال الذي يطل برأسه في صورة أفعى: كيف تستمر هذه اللعبة؟! الإجابة ببساطة، لأن البسطاء من الجماهير ممن أعماهم التعصب، وسكنوا طوب الميول، ومشوا على أرصفة التبرير، أوجدوا لممثلي تلك اللعبة مسرحا للتلاعب بهم، فغياب الوعي أنساهم كيف تتحول مواقف الإطراء بقدرة قادر لمواقف تجريح؟!. اللعبة مستمرة لأنها وجدت من يدعمها من داخل اللجان بقصد وبدون قصد، ومن خارجها بسذاجة تارة وتعصب تارة أخرى، ولكن اللاعبين يفهمون جيدا قواعدها، وهؤلاء من يجب معاقبتهم وإبعادهم، ولكن المشكلة أن بعضهم لديه حصانة يترك له الخروج عن النص على خشبة المسرح دون حسيب أو رقيب. لا يمكن القصاص من الكمبارس، وترك الحبل على الغارب للأبطال الذين يديرون اللعبة من الداخل والخارج، ويقفون على خشبة المسرح بدموع التماسيح، والأدهى أن هناك من يصفق لهم بحكم الميول والتعصب وهم يعرفون أن المتحدثين لهم (يكذبون). ستبقى اللعبة وتستمر خيوطها، بل ستكون هناك خيوط لخيوطها، كيف لا والصراع أصبح مكشوفا ولم يعد هناك صوت قوي يلغي سيناريو مسرحية (المشاغبين)، وكلنا يتذكر اسم المسرحية العربية الشهيرة (مدرسة المشاغبين)، فهي التي أسست للكثير من المشاغبات في المدارس العربية، والجميل فيها أننا كنا نضحك معها بل ونميزها عن غيرها، رغم أننا نعرف أن الكثير من سردها وتصرفاتها خارج عن النص. استعدوا لموسم فيه مشاهد كثيرة من مدرسة المشاغبين، بفعل لعبة الدفاع والهجوم على اللجان، ومن كان بالأمس صديقا سيكون هذا الموسم عدوا، والله أعلم.