تذكرون عندما كتبت قبل أسابع مقالا عنوانه : ( الجابر أهم من الهلال ) وقصدت منه أن الهجوم على المدرب سامي الجابر هذا الموسم سيكون أكثر من الهجوم على الأزرق. لم أحد عن هذه الحقيقة عندما تابعت عبر مواقع التواصل الاجتماعي ردود الفعل لمباراة الهلال مع العروبة، فالسواد الأعظم ممن يريدون تعثر الهلال تركوا المستوى والنتيجة والتحكيم والأهداف وحتى نقل المباراة والإخراج والمحللين .. وتفرغوا فقط لمظهر ولباس الجابر .. حتى جزمته - أعزكم الله - لم يتركوها، بل تداول البعض لونها وموديلها أكثر من مناقشتهم المباراة وتوابعها ..!! بصراحة أكثر .. أصبح سامي قضية لا يتحملها ملف .. لا من الأحباب ولا من الخصوم .. فكل حركة تصدر منه أصبحت قصة لها فصول ومشاهد وحنكة وسيناريو ولم يبق سوى تمثيلها على خشبة المسرح. فالممثلون عاشقون لهذا الدور .. والبعض منهم يرضى حتى بدور الكمبارس .. بمعنى ( المهايط مع القوم في الهجوم حتى وإن لم يشاهد المباراة أو الجابر ) ..!! لم أخطىء أبدا عندما قلت: إنهم يواصلون الركض في التأويل والتفسير والتدليس والتحميص لكل قرار يتخذه الجابر .. ولكل حركة يقوم بها .. حتى همسه هناك من هو مستعد لتأليف قصة ألف ليلة وليلة له .. ويبدو أن الهلال الكيان - ولأول مرة في تاريخه - سيكون بعيدا عن سياط النقد والضرب من تحت الحزام بمناسبة وبدون مناسبة، وسيحل مكانه مدرب الفريق سامي الجابر .. فالفرائص لدى البعض ترتعد من الجابر أكثر من الزعيم، وتتلذذ بالهجوم عليه أكثر من مهاجمة ناديه ..!! هي حقيقة .. وليست تطبيلا للنجم صاحب التاريخ العريق . ومع ذلك كله مطلوب من الجابر ومحبيه ألا ينجرفوا وراء حملة التشكيك، لأنهم أرفع من الدفاع ضد رياح لا تهش ولا تنش. نعم .. هناك من له ثأر قديم يحاول أن يناله من الجابر مدربا .. بعد فشله في تطييب خاطره عندما كان لاعبا في ناديه أو نجما وقائدا للمنتخب أو إداريا ناجحا، حيث باءت كل المحاولات السابقة بالفشل، لكن هذه الفئة لا تمل ولا تكل من تكرار المحاولة. فقد عاشت ظمأ النجاح في كسر شوكة الذيب الذي هرول كثيرا في أقلامهم وقلوبهم، وسقاهم العلقم لسنوات طويلة، وهذه حقيقة بدأت من أول مباراة يقودها مع فريقه .. والبرهان ( جزمته) ..!! قلت لكم سابقا: إنهم نسجوا خيوط مسلسل ليالي الحلمية في العنوان الأبرز ( ياسر - سامي ) .. لكن لغة الصمت التي مارسها الثاني، وعدم تفاعل الأول بعد المفاوضات مع شمراني الشباب .. حول القضية لجهة ( القيل والقال ) .. وترفع النجمان عن الردود لتخمد ( الحبكة ) في مهدها ..!! هي حقيقة .. وليست تطبيلا للنجم صاحب التاريخ العريق .. ومع ذلك كله مطلوب من الجابر ومحبيه ألا ينجرفوا وراء حملة التشكيك، لأنهم أرفع من الدفاع ضد رياح لا تهش ولا تنش .. والترفع عن الرد هو خير رد .. فالثقة هي اللغة التي يجب أن تصون المدرب الجديد ..!! بصراحة أكثر .. ورغم اختلاف المواقع .. أرى أن ردة فعل من يعشقون هلالهم تجاه المدرب الوطني القدير ولاعب نادي النصر سابقا علي كميخ كانت أكثر من ايجابية عندما تسلم مهام التدريب لنادي الفيصلي الأردني، بل كانت تغريدات الجماهير الزرقاء، وأيضا آراء الكتاب المحسوبين على الهلال مساندة ومشجعة ومتفائلة بنجاح كميخ في مهمته .. وكانت الكلمات حافزا له في تشريف الكادر التدريبي السعودي خارجيا .. وعندما تقارن هذه الوقفة المشرفة مع الحملة الشرسة ضد الجابر في الضفة الأخرى .. تخرج بنتيجة مفادة ( هناك فرق ) ..!! امنحوا الجابر الفرصة الكاملة .. وتقبلوا القرارات والأنظمة .. حتى لا تخسروا نجما مثل العابد لا يعرف العوم في بركة النظام والانتظام .. فالطريق الوحيد لرسم الانضباطية هو تطبيق الأنظمة واللوائح على النجم واللاعب العادي سواء بسواء دون تمييز .. حينها يكون الانضباط طريقا للبطولات ..!!