هم يلعبون في الزمن الضائع .. ضلوا الطريق وأصبحوا يجيدون المشي في التعرجات .. ويركضون في الرمال الرطبة .. هكذا هم منذ زمن بعيد .. يمارسون دور «الفهلوة» .. ويجيدون القفز على الحقائق وحتى المبادئ ..!! تبخرت أحلامهم في أكثر من محفل .. ينتظرون سقوط الآخر .. ليحولوا انكسارهم لانتصار واهم ..!! استطالة ((الحرافيش)) التي لا تصل أبعد من أنوفهم .. لم تعد كما كانت مجدية على مسرح عفَّى عليه الزمن .. ربما يهوي على الممثلين قبل الجمهور .. «فالدقة القديمة» .. لا تتمشى مع زمن الإنترنت ..!! نعم هناك خيط رفيع .. يكشف أدق التفاصيل .. فليس من المعقول أن يتساوى البطل على خشبة المسرح مع ممثل غلبان يؤدي دور الكمبارس .. جملة استعيدها في أكثر من مناسبة .. ففي التفاصيل بعض من أجزاء الحقيقة ..!! ما أصعب مواقفهم في نظر الآخرين .. عندما يعتقدون أنهم أبطال في فيلم «السراب» .. وهم يعرفون أنهم كمبارس في رواية «الواقع» ..!! نعم .. كانوا ينتظرون سقوط ((السنديانة)) وهي الشجرة العملاقة ليكثر الحطابون عليها .. لكنهم لم يجيدوا قرع الطبول فما في قلوبهم من ظمأ لا يرويه البحر ولا النهر ..أما لماذا؟ .. فالإجابة ببساطة أن ((النوايا الحسنة)) دائما ما تنتصر مهما احترق من أوراق في بدايات الطريق..!! معادلة النقاء في السرائر ومن مشارف الأهداب وعلى أطراف الأصابع .. هي الضفة الأخرى التي نحرت كل محاولة يائسة من يائس ومضطرب .. أن ينال مراده في الهامة التي لم تحن رأسها حتى للعواصف .. !! الشمس عادة ما تأتي إلا خلف هامات الجبال والتلال لتطلع بنقائها على البشر .. لترسم الأمل .. وتبعد الألم .. هي كذلك وستظل .. حتى لو حاول البعض حجب الحقيقة .. ولبس ثوب غير ثوبة .. والحديث بلسان غير لسانه ..!! الحقيقة ستتضح أكثر وأكثر والأيام كفيلة لكشف من يتباكى بدموع التماسيح .. وما أكثرهم لاستثمار مواقف البعض .. والتي ظاهرها ورد وباطنها شوك ..!! لقد أصبحت كلماتهم جثة تنتظر الجنازة .. وحروفهم تتساقط تنتظر النعش .. أما نقاطهم فهي تسبح قديما وحديثا في وحل النيات ..!! ما أصعب مواقفهم في نظر الآخرين .. عندما يعتقدون أنهم أبطال في فيلم «السراب» .. وهم يعرفون أنهم كمبارس في رواية «الواقع» ..!! مسرح الرياضة كبير .. لكن الغريب في الأمر .. أن الجميع يكتب النص وهو من يتولى السيناريو والإخراج والتمثيل .. حتى أضحى الممثلون أكثر من الجمهور ..وأصبحنا نرى مسرحيات بممثلين بدون متفرجين .. !! إحدى تلك المسرحيات أن أصحاب النفوذ .. يضربون في النجوم .. ويعلنون ذلك عبر الملأ .. وحتى لا يذهب فكركم بعيدا .. فهذا بلاتر يهاجم رونالدوا إعلاميا والأخير يرد عليه في المستطيل الأخضر ..!! من يرمي حجرا في مياه راكدة يحركها .. وهذا هو الطبيعي .. ولكن الذي غير طبيعي أن المياه الراكدة هي من تستجدي الحجر للسباحة في مياهها .. ترى هل يكفي حجرا واحدا فقط لإضحاك الجمهور في المسرحيات القادمة ..!!