قال متحدث باسم الجيش الأوكراني الإثنين: إن القوات الحكومية تستعد للمرحلة الأخيرة من عملية استعادة مدينة دونيتسك من أيدي الانفصاليين الموالين لروسيا بعد أن حققت مكاسب كبيرة شتتت قوات المتمردين. وذكر المتحدث أندري ليسينكو أن القوات الحكومية عزلت دونيتسك عن مدينة لوجانسك التي تبعد 150 كيلو مترًا وهي المدينة الرئيسية الأخرى للمتمردين والواقعة على الحدود مع روسيا. وقال ليسينكو لرويترز: «قوات عملية مكافحة الإرهاب تستعد للمرحلة الأخيرة من تحرير دونيتسك. عزلت قواتنا دونيتسك بالكامل عن لوجانسك. نعمل على تحرير البلدتين، لكن من الأفضل تحرير دونيتسك أولًا. إنها أكثر أهمية». وقال المتحدث: إن ما إجماليه 568 جنديًا قتلوا منذ بدء القتال ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد في مستهل مايو، ويزيد هذا الرقم عن تقديرات سابقة. وذكر ليسينكو أن 2120 جنديًا أصيبوا. وتقول الأممالمتحدة: إن أكثر من 1100 شخص قتلوا منذ تفجر الصراع في شرق أوكرانيا بينهم جنود ومتمردون ومدنيون. وفي مطلع الأسبوع هزت القذائف وزخات الطلقات النارية المدينة التي بلغ عدد سكانها قبل المعارك نحو 900 ألف شخص. والليلة قبل الماضية تعرضت دونيتسك لقصف بالأسلحة الثقيلة من على مشارفها. ولم ترد أي أنباء عن العدد النهائي للضحايا الذين سقطوا على الجانبين جراء الهجوم العسكري للقوات الحكومية خلال اليومين الماضيين. وقال مجلس مدينة دونيتسك: إن قذيفة مدفعية أصابت سجنًا يخضع لإجراءات أمنية مشددة مخصص للمجرمين الخطرين غربي المدينة في وقت متأخر من الليل ما أدى إلى مقتل سجين وجرح ثلاثة وهروب نحو مائة منهم. وأضافت السلطات المحلية إن القصف المدفعي الذي استمر الإثنين من ناحية المطار الدولي وبلدة ياسينوفاتا باتجاه الشمال أصاب عددًا من محطات توليد الطاقة الكهربية. ودعت القوات الحكومية يوم الأحد المتمردين للاستسلام في حين قال الانفصاليون الذي أعلنوا جمهورية انفصالية في شرق البلاد الناطق بالروسية: إنهم لن يتوقفوا عن القتال حتى انسحاب القوات الحكومية. ولا تزال أجزاء كبيرة من شرق البلاد مثل مدينة لوجانسك الحدودية الكبيرة في قبضة المقاتلين الانفصاليين على الرغم من تأكيد الحكومة الأوكرانية إحكام عزلها للانفصاليين في دونيتسك مشيرة إلى حصول تغييرات في قيادتهم وحالات انشقاق في صفوفهم. وقالت وكالات الأممالمتحدة: إن أكثر من 1100 شخص قتلوا خلال أربعة أشهر من القتال بين الانفصاليين الذين يسعون إلى الاتحاد مع روسيا والقوات التابعة للحكومة المركزية ذات التوجه الغربي. وقالت مصادر عسكرية في كييف: إن مدينة كراسني لوش التي تقع بين مدينتي دونيتسك ولوجانسك لا تزال خارج السيطرة الحكومية على الرغم من قول ليسينكو: إن القوات الحكومية عزلت المتمردين في دونيتسك عن رفاقهم في لوجانسك. وقالت كييف: إن كراسني لوش هي ممر للسكك الحديدية وتشكل نقطة تقاطع كانت روسيا ترسل عبرها المعدات العسكرية إلى الانفصاليين. وتتهم أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون روسيا بإذكاء حركة الانفصاليين التي بدأت في أبريل الماضي بعد ضم روسيا لمنطقة القرم الأوكرانية. وقالت أوكرانيا: إن روسيا تمد الانفصاليين بالدبابات والأنظمة الصاروخية في حين تنفي موسكو تورطها في هذا النزاع. الوضع الإنساني وتواجه دونيتسك -التي كانت فيما مضى مدينة صاخبة- نقصًا متزايدًا في الغذاء والمياه والوقود، في حين تخلو الشوارع إلا من القليل من المارة، فيما يمكن رؤية مجموعات من المقاتلين تتجول فيها. كما أصيبت حركة السير في المدينة بالشلل تقريبًا مع نقص حاد في وقود السيارات. ويلازم السكان الذين لم يغادروا المدينة إلى المناطق الريفية منازلهم في حين أغلقت البنوك أبوابها، ولم تدفع المعاشات التقاعدية والمساعدات الاجتماعية لمستحقيها. وتعتقد كييف أن روسيا قد تستغل الوضع الإنساني في المدينة كذريعة لغزو البلاد على الرغم من أن جميع أطراف الصراع يدركون خطورة الوضع الإنساني في شرق أوكرانيا. كما أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية للمواطنين في شرق أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت الإثنين في برلين: إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أجرت لذلك مطلع الأسبوع الجاري مكالمتين هاتفيتين مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو. وناشد زايبرت روسيا التنسيق في إرسال قوافل الإغاثة إلى المنطقة. وذكر زايبرت أنه يتعين على روسيا أيضًا تحسين الرقابة على الحدود الأوكرانية لمنع وصول أسلحة ومقاتلين إلى هناك. كما طالب زايبرت الحكومة الألمانية بحماية المواطنين في منطقة دونيتسك، والحفاظ على مبدأ التناسب في العمليات التي تقوم بها في المنطقة. من جانبه اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأحد أن وقف إطلاق النار لنقل المساعدات الإنسانية إلى السكان ضحايا المعارك في شرق أوكرانيا «ليس ممكنًا فحسب، بل هو أيضًا أمر لا بد منه». وقال لافروف في تصريح صحافي أدلى به في سوتشي جنوبروسيا: «إن هذه المسألة عاجلة ولا تقبل التأخير»، مضيفًا إن الرئيس فلاديمير بوتين يتابعها شخصيًا، وأضاف لافروف «نجري حاليًا اتصالات مع الطرف الأوكراني، ومع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومع المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة للاتفاق على الحاجة الماسة لإرسال مساعدات إنسانية بشكل عاجل إلى منطقتي لوغانسك ودونيتسك».