أعلن الجيش الأوكراني أمس، أن قواته تستعد للمرحلة الأخيرة من عملية «تحرير» مدينة دونيتسك من الانفصاليين الموالين لروسيا. وقال الناطق باسم الجيش أندري ليسينكو إن القوات الحكومية عزلت دونيتسك عن مدينة لوغانسك التي تبعد 150 كيلومتراً، وهي المدينة الرئيسة الأخرى للمتمردين وتحاذي روسيا. وأضاف: «قواتنا تستعد للمرحلة الأخيرة من تحرير دونيتسك، وعزلت دونيتسك بالكامل عن لوغانسك. نعمل على تحرير البلدتين، لكن من الأفضل تحرير دونيتسك أولاً، إنها أكثر أهمية». وأشار الى مقتل 568 جندياً أوكرانياً وجرح 2120، منذ بدء القتال ضد الانفصاليين، في أيار (مايو) الماضي، علماً أن الأممالمتحدة أعلنت مقتل أكثر من 1100 شخص منذ بدء النزاع في شرق أوكرانيا، بينهم جنود ومتمردون ومدنيون. وعلى رغم إعلان ليسينكو أن القوات الحكومية عزلت المتمردين في دونيتسك عن رفاقهم في لوغانسك، قالت مصادر عسكرية في كييف إن مدينة كراسني لوش التي تقع بين المدينتين، ما زالت خارج السيطرة الحكومية. وكراسني لوش هي ممر للسكك الحديد وتشكّل نقطة تقاطع كانت روسيا ترسل عبرها معدّات عسكرية للانفصاليين. وتعرّضت دونيتسك لقصف بأسلحة ثقيلة، فيما أعلن مجلس المدينة أن قذيفة مدفعية أصابت سجناً يخضع لتدابير أمن مشددة مخصصاً للمجرمين الخطرين غرب دونيتسك، أدت إلى مقتل سجين وجرح ثلاثة وهرب 106، علماً أن بعضهم عاد إلى السجن لاحقاً. في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان وقف اطلاق النار لنقل المساعدات الانسانية الى السكان في شرق اوكرانيا، «ليس ممكناً فقط بل هو أمر لا بدّ منه». وأضاف: «نعتبر ان هذه المسألة عاجلة ولا تقبل تأخيراً». وتابع: «نجري اتصالات مع الاوكرانيين واللجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمات انسانية تابعة للامم المتحدة، للاتفاق على الحاجة الماسة الى ارسال مساعدات انسانية في شكل عاجل الى لوغانسك ودونيتسك». ناغورنو قره باخ على صعيد آخر، اعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ارتياحه ل «الارادة الحسنة» التي أبدتها أرمينياوأذربيجان لتسوية النزاع على اقليم ناغورنو قره باخ حيث أوقعت معارك في الاسابيع الماضية 23 قتيلاً وهددت هدنة قائمة رسمياً منذ العام 1994. وقال بعد رعايته في سوتشي جنوبروسيا لقاءً بين رئيسَي أذربيجان إلهام علييف وأرمينيا سيرج سركيسيان، هو الأول لهما منذ آذار (مارس) الماضي: «أي مشكلة صعبة يمكن ان تجد طريقها الى الحلّ، اذا وُجدت الارادة الحسنة، وهذا موجود لدى شعبَي أذربيجانوأرمينيا». وأعرب علييف عن «أمل بالتوصل الى حلّ يتطابق مع المبادئ الدولية والعدالة في مستقبل قريب، عبر المفاوضات والسبل السلمية»، فيما أبدى سركيسيان «ثقة بأن النزاع يمكن ويجب أن يجد طريقه الى الحلّ عبر تسوية، وانطلاقاً من مبادئ منظمة الأمن والتعاون في اوروبا». أما الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، فأعلن أن روسيا سترسل مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا، فقط إذا وافق جميع الأطراف المعنيون على الأمر. وكانت كييف أعلنت أنها تخشى غزواً روسياً تحت غطاء عملية إنسانية، فيما نبّه قادة غربيون إلى أن أي محاولة أحادية من موسكو لإرسال بعثة إنسانية إلى أوكرانيا، ستُعتبر بمثابة غزو.