كشف المدير التنفيذي لمركز الامير سلمان لأبحاث الاعاقة الدكتور سلطان السديري ل"اليوم" عن اخضاع 200 الف طفل حديثي الولادة لأبحاث الاعاقة والفحص المبكر، في خطوة تهدف للحد من الاعاقة، وذلك خلال العام الماضي 2013م، وارتفاع عدد المستشفيات التي تعمل بجدية عبر البرنامج الوطني للفحص المبكر على حديثي الولادة، للحد من الإعاقة الى 140 مستشفى حتى الآن، مبينا في الوقت نفسه أن المركز مستمر في اجراء بحوثه ودراساته الميدانية بمشاركة عدة جهات من داخل المملكة وخارجها، وشمولية ابحاث كافة الاعاقات المختلفة وذلك بهدف معرفة كيفية اسبابها ومواجهتها. وأكد أن البرنامج الوطني صمم لسهولة الوصول الشامل الذي يعني ببساطة تصميم منتجات ومبان ومساحات خارجية يمكن استخدامها من قبل جميع الأشخاص إلى أقصى حد ممكن، كما أن هذا الأمر يتضمن تصميم تقنية ومعلومات وبيئة تواصل بجانب تقديم البرامج والخدمات والأنشطة، وممارسة الحقوق المدنية والاجتماعية والدينية والثقافية في المجتمع مطلب أساسي لمشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في التنمية الاجتماعية، والحصول على الفرص التعليمية والوظيفية والسكنية والقدرة على المساهمة في المجتمع، ويشير الوصول إلى حرية الاختيار في الدخول والتوجه والتواصل، ويتمثل المبدأ الأساسي لسهولة الوصول الشامل في مفهوم التصميم الشامل، أي تكامل سمات سهولة الوصول داخل البيئة الإنشائية والنقل في مراحل التخطيط مع الاهتمام بجميع المستفيدين، بصرف النظر عن إعاقتهم. أوضح ذلك المدير العام التنفيذي لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة الدكتور سلطان بن تركي السديري، مؤكدا أن مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة يحرص على تنفيذ المشاريع البحثية التي تمس حاجة الأشخاص ذوي الإعاقة، وتسهم نتائجها في الحد من الإعاقة وتحسين حياتهم وبيئتهم المعيشية. واستطرد الدكتور السديري قائلاً: "من أهم البرامج البحثية التي ينفذها المركز: هو ما حققه المركز من أبحاث ودراسات لوسائط النقل البرية، ووسائط النقل البحرية والدليل الإرشادي للوصول الشامل للوجهات السياحية وقطاعات الإيواء. حيث تم تقديمها للجهات العليا لإقرارها والتوجيه بالعمل بها. وقد تجسد اهتمام حكومة المملكة بالمعاقين بصدور التوجيه السامي الكريم رقم (35362) وتاريخ (22-9-1434ه) بتبني برنامج الوصول الشامل على المستوى الوطني". وتكاتفت جهود العديد من الجهات في تنفيذ هذا البرنامج من خلال برنامج شراكة أقامه المركز مع كل من وزارة النقل، وزارة الشؤون البلدية والقروية، وزارة الداخلية وعدد من الجهات الأكاديمية المحلية والدولية. وحول برنامج صعوبة التعلم، كشف الدكتور سلطان السديري أن هذا البرنامج يهدف لتطوير وتقنين اختبارات تشخيصية لتقييم والتعرف على صعوبات التعلم لدى التلاميذ، وكذلك تطوير استخدام تقنيات الحاسب الآلي لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، لاستخدام استراتيجيات تعليمية للتغلب على صعوبات التعلم. وكذلك ضمن هذا البرنامج سيتم تطوير قاعدة معلومات للتعرف على أعداد الطلاب ذوي صعوبات التعلم، وتحديد هذه الصعوبات وتوزيعهم الجغرافي، وتكوين طرق تداخلية للتغلب على هذه الصعوبات، وهذا البرنامج يعد شراكة بين المركز وكل من وزارة التربية والتعليم وعدد من الجهات الأكاديمية السعودية والعالمية، كما أنشئ برنامج ابتعاث لذوي الاحتياجات الخاصة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وعلى إثر ذلك قام المركز بابتعاث أكثر من (100) طالب بالتعاون مع وزارة التعليم العالي. اما فيما يتعلق بالتوحد فقد قام المركز بعدة دراسات علمية للتعرف على الموروثات التي لها علاقة بمرض التوحد ودراسات مستفيضة في مجال المخ والأعصاب بالشراكة مع مراكز بحثية محلية وعالمية، كما قام المركز بتعريب وتقنين اختبارات تشخيصية لمرض التوحد، وتعتبر سابقة في العالم العربي. وحول برنامج سلطان بن عبدالعزيز للأبحاث المتقدمة في مجال الإعاقة، أوضح السديري أن البرنامج يتضمن عددا من المشاريع البحثية المتخصصة في مجالات الشفرة الوراثية والخلايا الجذعية، واستخدامات الروبوت، وعلى سبيل المثال وليس الحصر: تحديد الأساس الجيني للصمم الوراثي بالمملكة العربية السعودية، الصفات المرضية والجينية لمرض الحثل العضلي الطرفي في المملكة، العلاج الجيني باستخدام موروثة MERTK لمرضى حثل الشبكية، العلاج باستخدام الخلايا الجذعية في أبحاث الإعاقة - تفاعلات الخلايا الجذعية مع البيئة الالتهابية في مرض التصلب المتعدد وأمراض الانتكاس العصبي وأمراض أخرى في الجهاز العصبي المركزي، تطوير علاج الخلايا الجذعية الذاتية لمرضى الاعتلال الشرياني الطرفي الحاد للطرف السفلي. وفيما يتعلق بمشروع تطوير نظام التقييم لمراكز الرعاية النهارية، كشف السديري أن هذا المشروع يهدف إلى وضع أسس علمية عالمية مقننة لتقييم وتقويم مراكز الرعاية النهارية لتكون كوثيقة لدى وزارة الشؤون الاجتماعية تساعدها على صياغة نظام متكامل يمكنها من تحسين أداء هذه المراكز من خلال آلية مقننة وواضحة. وقد أجري هذا المشروع بدعم من وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية والأكاديمية. وكشف المدير التنفيذي لمركز الامير سلمان لأبحاث الاعاقة عن مشروع الصحة وضغوط الحياة الذي يهدف بشكل أساسي إلى تحديد المشاكل الصحية النفسية بالسعودية، كما يهدف إلى معرفة كيفية طرق المعالجة المتبعة والعقبات التي تحول دون الحصول على هذه الرعاية، وكذلك قياس حجم الإعاقات الناتجة عن تلك الأمراض وذلك من أجل تطوير استراتيجيات وطنية للعناية والمتابعة. وفيما يتعلق بكيفية حصر الإعاقة في المملكة، أكد أن المركز يقوم بتطوير قاعدة بيانات للإعاقة في المملكة تساند صناع القرار في بلورة استراتيجيات للتصدي للإعاقة وعلاج تداعياتها، كما أنشأ المركز موقعا الكترونياً للتوعية والتثقيف يحوي معلومات موثقة، وذلك بدعم من البنك الإسلامي للتنمية.