سجل حارس الفريق الأول لكرة القدم بنادي الشباب وليد عبدالله صاحب ال29 عاماً حضوره اللافت في كأس السوبر السعودي الذي جمع فريقي الشباب والنصر، وتمكن عبر تألقه من انتزاع الذهب من منافسه ليستعيد بذلك نجوميته التي بزغت موسم 2008 م إبان تصعيده للفريق الأول ومشاركته بشكل أساسي، والتي كانت محل إعجاب المتابعين، واصفين بدايته بأنها بداية جديدة لحارس قرن جديد يذود عن مرماه ومرمى الكرة السعودية في المحافل القارية. خبرة السنين الألقاب فيه كثيرة، فقد اكتسبها رغم أنه حارس مرمى يقف بين القوائم الثلاثة، لكنه مبهر في التصدي لأصعب الكرات، ومعقداً لأجمل لحظات المنافس في إحراز الأهداف، مما جعل المتابعين يطلقون عليه أسد الحراسة السعودية، ومن تابع اللحظات الأولى والأخيرة من كأس السوبر السعودي عبر الأداء الرزين المدجج بخبرة السنين القصيرة في استبساله في حماية عرين الليث الشبابي، وتصديه لهجمات محمد السهلاوي وانفراد الشهري الخطير، يستبشر خيراً بعودة الحراسة السعودية إلى وضعها الطبيعي في قارة آسيا، بعد سلسلة من التذبذبات السابقة التي عصفت بحراستنا على وجه العموم. لكن هذا الإبداع أخمد وميض ناقوس الخطر الذي دق حراسة مرمى الكرة السعودية، وفتح معها فصلاً جديداً من فصول تألق حراس مرمى الكرة السعودية على مر التاريخ. طول فارع وبديهة سريعة أي حارس مرمى كرة قدم له مميزاته التي تميزه عن بقية زملائه في نفس المركز، فوليد عبدالله يمتلك طولاً مناسباً يقدر ب196 سم، بالإضافة إلى مرونته وسرعة ردة الفعل التي مكنته من أداء دوره كما ينبغي من خلال الانقضاض السليم وتوجيهه المستمر لزملائه؛ كون حارس المرمى هو القائد الفعلي داخل المستطيل الأخضر، وكذلك تصرفه الأمثل مع الكرات التي يكون ارتفاعها في المنتصف، وإجادته في التصرف الأمثل مع الكرات العرضية، فخروجه دائماً يكون مؤقتا مع نزول الكرة، ويجيد التصدي للتسديدات البعيدة بسبب سرعة البديهة التي يمتلكها حارس الشباب، ناهيك عن كونه لاعب حماسي داخل أرضية الملعب يبعث في نفوس زملائه الحماس والإصرار نحو تحقيق الهدف الذي يبحثون عنه. حارس مرمى مع مرتبة الشرف ليلة الجمعة كانت ليلة شبابية أضاءت سماء العاصمة بألوان طيف الشباب، وظهر معها حامي عرين الشباب بأجمل دروس التصدي لركلات الجزاء، فجعل منها درساً يستفاد لبعد حين، وكشف بأن الحظ لا مجال له في كرة القدم، بل من اجتهد وعمل كان له مراده من خلال تطبيق الدرس الجيد، فمن تابع وليد عبدالله في تصديه يدرك بأن عينه لم تراقب جسم اللاعب بل راقبت الكرة، وارتمى في زاويتها بكل قوة من أجل اللحاق بها، فما صنعه كان من صفات الحارس المتألق. 6 ألقاب لليث الشبابي وليد عبدالله من مواليد 19 أبريل 1986م، ولد في العاصمة الرياض وترعرع فيها، جذبته كرة القدم، مارسها في ملاعب الحواري القريبة من منزله برفقة زملائه، لكن الكشافين تمكنوا من اكتشافه فقادوه إلى التوقيع مع نادي الشباب في موسم 1996 الذي تدرج فيه من الفئات السنية انطلاقا من البراعم ثم الناشئين والشباب والأولمبي ثم الفريق الأول في موسم 2007 - 2008، وتميّز في ذلك الموسم بشكل لافت، حيث حقق مع ناديه كأس الملك للأبطال كأول ناد يحقق هذه البطولة، وساهم أيضاً في إحراز كأس الأمير فيصل بن فهد في موسم 2008 / 2009، وحقق أيضاً كأس الملك للأبطال في مواسم 2008 / 2009 / 2014. كما حقق لقب الدوري السعودي للممتاز في موسم 2012 م. الجدير بالذكر ان مدرب الحراس الجزائري خدير عزيز الذي أشرف على تدريب وليد عبدالله صقل موهبتة وقدّمه كحارس مرمى للمنتخب السعودي الأولمبي. ويطلق المشجعون على حامي العرين لقب أناكوندا ولقب العنكبوت ولقب اسد الحراسة السعودية. كأس الخليج شاهد على انطلاقته اختير وليد عبدالله كحارس المرمى الأساسي للمنتخب السعودي في المرحلة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2010 م التي أقيمت نهائياتها في جنوب إفريقيا. وشارك في 2009 في أول كأس خليج له، والتي أقيمت في مسقط (خليجي 19)، وهي البطولة التي برز فيها الكابتن وليد، وهي البطولة التي جعلت الجميع يؤمن بموهبة (عملاق المرمى)، حيث ظلت شباكه نظيفة طوال البطولة. ومنذ ذلك الاختيار بقي وليد عبدالله متمسكاً بالذود عن مرمى المنتخب الوطني. أسرار السوبر أكد حامي عرين الشباب وليد عبدالله أنه توقع فوز فريقه بالبطولة بعد تصديه لكرة يحيى الشهري الانفرادية في الدقيقة 90 من عمر المباراة، وقال: «بعد التصدي لكرة الشهري أيقنت أن البطولة ستكون من نصيبا». وأضاف قائلا: «البطولة المبكرة ستمنحنا أريحية قبل بداية منافسات الدوري وكأس ولي العهد اللتين سنسعى للتتويج بهما». وأهدى وليد البطولة لكافة الشبابيين وعلى رأسهم الرئيس الفخري خالد بن سلطان، مؤكدا أن البطولات لن تتوقف عن فريقه. استفاد من النقد اكد وليد الله علو كعبه على حراس المرمى في السعودية، واثبت بما لا يدع مجالا للشك ان حامي عرين الشباب استفاد كثيرا من درس الموسم السابق، حيث تعرض اللاعب لموجة من الانتقادات حول مستواه الذي ظهر به في موسم 2013 من دوري جميل للمحترفين لكرة القدم، حيث ظهر وليد في اكثر من مباراة بشكل باهت، جعل المراقبين والفنيين يقولون ان حارس الشباب سيفقد مكانه في تشكيلة الاخضر لأحد الحراس في الدوري السعودي، ولكن المدرب الاسباني لوبيز جدد الثقة فيه واستدعاه لآخر مباريات الاخضر الاعدادية. الحارس الدولي استعاد بعض بريقه في مباراة الفريق امام النصر، وهذا ما يجعله سدا منيعا لمهاجمي دوري (جميل)، سواء كانوا محليين او محترفين في الموسم الجديد. وإذا كان الوصول للقمة سهل، فإن المحافظة عليها صعب، فهل ينحج وليد عبدالله في المحافظة على مستواه المدهش الذي ظهر به امام النصر في نهائي السوبر، ويقود فريقه الي منصات التتويج من جديد في قادم استحقاقات الليث في موسم 2014 2015م؟ وليد عبدالله أثناء التتويج بالسوبر