وشهرنا الفضيل يشارف على الرحيل! من حق كل من يسّر على الصائمين الاستمتاع بروحانية هذا الشهر الكريم أن يقال لهم: شكراً ما قصرتوا! وكتب الله أجركم! وعلى رأس من يستحق هذا الشكر والتقدير -من وجهة نظري- أولئك الرجال الذين رحلوا بالقلوب طوال ليالي الشهر الفضيل بتلاواتهم الجميلة في ضياء كلام الخالق جل جلاله، ويسروا للمصلين قيام ليالي رمضان جميعها، من خلال الاستعداد الجيد لصلاة التراويح والقيام التي من صلاها مع إمامه حتى ينصرف بوجهه كتبها له المولى قيام ليلة كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم! لقد تميز أئمة مساجدنا ولله الحمد بميزات يستحقون معها التقدير، فقد تفانوا في تجهيز بيوت الله للقائمين والعاكفين، سواء من ناحية الحرص على النظافة أو توفير ما يحتاجه المتوجه لربه والتي شملت حتى مياه الشرب المعتدلة البرودة، أو بالالتزام بالإمامة في مساجدهم طوال ليالي الشهر الكريم، وإن غابوا لليلة أو ليلتين حرصوا على توفير البديل الكفء، ولذلك لم نلحظ ولله الحمد اهمالاً يستحق الذكر، مع أن هؤلاء الأئمة بشر لهم ظروفهم، وهم ليسوا مطالبين بالالتزام ليوم أو يومين بل لما لا يقل عن تسع وعشرين ليلة بلا فاصل، مع ضرورة الالتزام بالفروض الأربعة الأخرى! يضاف إلى ذلك الميزة الأهم في أئمتنا، اتقان القراءة وتجويدها وعدم وجود أخطاء واضحة تجلب الإثم وتزعج المصلين بتغيير كلام الرب جل جلاله، مع جمال الأصوات وبساطتها وبعدها عن التكلف، وتلمس جوامع الدعاء والتزام السنة في دعاء القنوت! هي كوكبة من الميزات التي نفخر بها، ولذلك شكراً لهؤلاء الرجال بقدر ما قدموا من أجل مجتمعهم رغبة فيما عند الله، وما عند الله خير وأبقى! والشكر موصول لفاعلي الخير الذين تسابقوا إلى بناء بيوت الله وأسهموا بتجهيزها، فنعم المال الصالح للعبد الصالح! والشكر أيضاً لرجال وزارة الأوقاف الذين كانوا عوناً لهؤلاء الأئمة في أداء مهمتهم، وحرصوا على انتقاء الأئمة المميزين، والأمل أن يكون النجاح الذي يحصل كل رمضان دافعاً لمزيد من النجاح والتفعيل لدور المسجد الذي لا يجب أن يغيب عن دوره التربوي طوال العام!