التقى وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، اليوم الأحد، بمقر الوزارة بالرياض؛ المرشحين لبرنامج الإمامة خارج المملكة لشهر رمضان المبارك. وقال الوزير في كلمته إلى المرشحين: إن المملكة العربية السعودية منَّ الله عليها بالالتزام بالإسلام عقيدة وشريعة، والحرص على القيام بواجب الدعوة إلى الله تعالى, لافتاً إلى أنها الدولة الوحيدة اليوم في العالم التي ينصُّ نظام الحكم فيها على أن الدعوة إلى الله واجب من واجبات الدولة بجميع مؤسساتها، ابتداءً من ولاة أمرها مروراً بجميع القطاعات الحكومية. وأردف: الجهات الشرعية عليها من أداء هذا الواجب ما ليس على غيرها؛ لأنها مناط بها هذا بالخصوص، وبالأصالة، ثم لأنهم حملة الدين، وحملة الكتاب، وحملة السنة، وهم ورثة الأنبياء؛ أي أهل العلم، ممن يجب عليهم أن يؤدوا هذا الواجب وأن يقوموا به.
وأبان الوزير أن برنامج الإمامة في رمضان، من البرامج المتعددة التي تقوم بها الوزارة في الشهر الفضيل، في داخل المملكة وخارجها، قائلاً: "إن وزارة الشؤون الإسلامية تقوم ببرامج كثيرة جداً في رمضان متنوعة في الداخل والخارج، وفي الخارج هناك ما يتعلق بالإمامة من السعوديين، وتمثلون أنتم هذا البرنامج، وهناك إمامة غير السعوديين وعددهم كثير يزيد عن "700" في هذا العام، كما ذكر الوكيل الدكتور عبدالعزيز العمار.
وأشار إلى أن هناك برامج أخرى في زيارات خاصة، وأيضاً القيام بدروس ومحاضرات أو إمامة بعض الليالي في شهر رمضان، أو خطب، أو دروس محلية لدعوات رسمية وحكومية، إضافة إلى برامج أخرى مشابهة في أكثر من مكان، وفي الداخل هناك برامج عديدة جداً؛ منها برنامج الإمامة الداخلي، موضحاً أنه يوجد أكثر من 300 أو 400 من الحفاظ يختارون للصلاة في مساجد المملكة بعمومها، ويعطون مكافآت خاصة في ذلك، وهناك أيضاً برنامج العمرة المكثف في مكةالمكرمة، والمدينة المنورة، والمواقيت، وبرامج أخرى كثيرة يضيق المقام عن بيانها، عل حد قوله.
وشدد الشيخ صالح آل الشيخ، على أن الإمامة في رمضان خارج المملكة هي مكان وزمان تأثير عظيم جداً على الناس؛ لأن الناس خارج المملكة يقبلون كثيراً على المساجد في رمضان، وتكون قلوبهم متشوّفة للتوبة، ومتشوفة للبيان، متشوفة للعلم، متشوفة لتسمع ما لم تسمعه في سنتها كلها، وهذا مما يتوجب الاستعداد والتحضير له، مبيناً أن لقاء الناس كل يوم لا يكتفى فيه بمراجعة القرآن لمن يقرأ غيباً، ونحو ذلك، بل يحتاج أيضاً إلى النظر فيما يصلح الناس، وما يناسبهم بحسب البلد الذي يذهب إليه.
وأكد على أن واجب الإمامة، وواجب الدعوة إلى الله تعالى، مهمة صعبة يجتمع فيها عدد من الأمور؛ في مقدمتها الأمر الديني والشرعي، وما يتطلبه من إخلاص وصدق مع الله تعالى، وعلم بما تقومون به، والحرص على موافقة الشريعة.
وأفاد بأن برنامج الإمامة في رمضان له سنون طويلة في الوزارة، قائلاً: "وفيه عزة ولله الحمد لكم، وفيه رفعة لكم؛ لأنكم تمثلون وتحملون القرآن، وتمثلون بلد التوحيد والسنة إلى العالم أجمع، فالناس ينظرون إليكم نظرة خاصة؛ أنكم أتيتم من المملكة العربية السعودية من الحرمين الشريفين، تأُمّون الناس، فهم ينظرون فيكم الطهر، والنقاء، والصدق، والإخلاص؛ ولذلك يجب محاسبة النفس، فالمسألة ليست سهلة؛ مسألة فيها دعوة ويجب أن تكون للدعوة فقط وللإمامة، والحرص على نفع الناس، وأن تكونوا مثالاً صالحاً لعلماء المملكة العربية السعودية، ولمن يمثل هذه الدعوة الصالحة في المملكة العربية السعودية".
وطالب الوزير المرشحين باللين والرفق في الدعوة قائلاً: "إن الناس يحتاجون إلى رفق ومداراة، وإلى معرفة لأحوالهم، فأنتم الآن شاء الله أن تذهبوا إلى جميع الأرض بما لن تغرب عليكم جميعاً فيه شمس، بمعنى أن تكونوا في كل مكان من الأرض من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها ستكونون هناك؛ فلذلك تختلف البلاد فيجب على كل واحد منكم أن يحرص على معرفة البلد وما يناسبها، فتعليم الناس السنة والخير يحتاج إلى لطف، وأَناة وحكمة؛ لذلك يجب أن لا يُفجع الناس بكلمات قوية فيما يخالف ما هم عليه من الأمور الفقهية، وأما الأمور العقدية فتعلمونهم مع الحرص على إقرار ما جاء في الكتاب والسنة بدون ذكر تفاصيل، بالمجملات فيما أمر الله، جل وعلا؛ التوحيد وصوره، وأنواعه وما نهى الله، جل وعلا، عنه من الشرك وأنواعه ونحو ذلك، والحرص على السنة واجتناب البدعة".
واسترسل قائلاً: إننا في زمنٍ الشرُّ فيه كثير ولكن أيضاً نريد أن يكون الخير كثيراً، والخير غالب، بإذن الله تعالى؛ لأن القوة في الحق، الحق في نفسه في ذاته فيه قوة تسري في الناس، لا تحتاج إلى رفع صوت، ولا تحتاج إلى مغالبة شديدة، وإنما الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وبيان الحق في ذاته بحجته يسري في الناس؛ لأنه فيه قوته؛ بقوة دليله وبرهانه من كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، وفعل وعمل وقول السلف الصالح، رضوان الله عليهم.
وأوضح الشيخ صالح آل الشيخ، أن الدعاء والقنوت في رمضان يحتاج إلى الحرص على أسباب إجابة الدعاء، قائلاً: "الحرص على إجابة الدعوة وعلى شروط وموانع إجابة الدعاء، ومعنى الاعتداء في الدعاء هذا من المهمات؛ لأن كثيراً من أدعية الناس فيها اعتداء في الدعاء، والله لا يحب الاعتداء في الدعاء: "ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين", والاعتداء في الدعاء بأنواع، يجب أن تحرصوا عليها، وليس المقام بسطها فقهياً، ولا عملياً أيضاً، بما سمعنا من أدعية مخالفة ليست من السنة، ولكن جماع ذلك أن تحرص على الأدعية الواردة في الكتاب والسنة، وما دعا به أئمة الصحابة، رضوان الله عليهم، فإن أدعيتهم موجودة، وما جاء في الكتاب والسنة الحمد لله مجموع في مؤلفات، وتجميع طالب العلم لذلك". وختم وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد كلمته للمرشحين لإمامة المصلين في الخارج؛ بالدعاء لهم بالتوفيق والسداد.