أعلن رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك الخميس استقالته منددًا بحل الائتلاف الحكومي في البرلمان في أوج أزمة اقتصادية تمر بها البلاد ووسط نزاع مسلح مع الانفصاليين الموالين لروسيا. وطلب الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو من البرلمان عدم المصادقة على استقالة ياتسينيوك وحكومته خلال تصويت طلب بإجرائه الجمعة. وقال بوروشنكو: «إن حل الائتلاف الحكومي ليس سببًا لاستقالة الحكومة. آمل في أن تهدأ الخواطر، وأن يتغلب حس المسؤولية، وأن تواصل الحكومة عملها». كما طلب من النواب درس القوانين التي تسمح بزيادة الموازنة ولم يتم التصويت عليها الخميس، وهو أحد الأسباب التي تذرع بها ياتسينيوك للاستقالة. وبانتظار تصويت البرلمان عينت الحكومة نائب رئيس الوزراء المكلف المناطق فلوديمير غرويسمان رئيسًا للوزراء بالوكالة. وقال ياتسينيوك: «أعلن استقالتي بالنظر إلى حل الائتلاف البرلماني الأمر الذي يعرقل المبادرات الحكومية» منددًا ب«جريمة سياسية ومعنوية». وحذر ياتسينيوك من أن حل الائتلاف «ستكون له عواقب مأسوية على البلد». وقال أمام النواب: «إن حكومتنا ليس لديها أجوبة على الأسئلة، بماذا ندفع غدًا الرواتب؟ كيف نعبئ خزانات وقود المدرعات ونمول الجيش؟». وأشار إلى أنه لم يتم التصويت على قوانين مهمة على إثر حل الائتلاف. وتساءل «من سيصوت على قوانين لا تحظى بشعبية والانتخابات ماثلة في ذهنه؟». وأضاف ياتسينيوك «من غير المقبول مقايضة مصير البلد بمصالح سياسية ضيقة. إنها جريمة معنوية وسياسية». واستقالة ياتسينيوك التي نظر إليها الغربيون بتقدير تشير إلى انشقاق داخل الفريق الحاكم الموالي للغرب، وقد تؤدي إلى إغراق البلد في أزمة سياسية خطيرة إضافة إلى الصعوبات الاقتصادية والنزاع الدامي بين قوات كييف والانفصاليين الموالين لروسيا. وياتسينيوك عضو في حزب باتكيفشتشينا بزعامة يوليا تيموشنكو، والحزب أكبر قوة سياسية في الائتلاف تعارض الانتخابات التشريعية المبكرة. وطلب رئيس البرلمان اولكسندر تورتشينوف وهو أيضا حليف تيموشنكو من حزبي اودار بزعامة الملاكم السابق فيتالي كليتشكو وسفوبودا (قومي) اللذين غادرا الائتلاف «تقديم مرشح تكنوقراطي بصورة عاجلة» إلى منصب رئيس الوزراء ليتولى رئاسة الحكومة حتى الانتخابات التشريعية المرتقبة مبدئيًا في غضون ثلاثة أشهر. الجيش يتقدم وعلى الأرض تكثفت المواجهات بين القوات النظامية الأوكرانية والموالية لروسيا في أوكرانيا وسط اتهامات بضلوع مباشر لقوات موسكو. ويبدو أن المعارك ترمي على الأخص إلى السيطرة على الحدود الروسية الأوكرانية التي يسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على جزء منها، ما يجيز لهم بحسب كييف تلقي التعزيزات من روسيا ومن بينها دبابات ومدرعات. وتحدثت رئاسة أركان «عملية مكافحة الإرهاب» الأوكرانية الخميس عن إطلاق عدد من صواريخ غراد «من الجهة الروسية» على نقاط مراقبة في مطار لوغانسك وعدة بلدات في المنطقة هي ايلينكا وكوميشني وبيريزوفي، وكذلك على امفروسيفكا في منطقة دونيتسك. وسقطت قذائف هاون على افديفكا في منطقة دونيتسك على ما أعلنت رئاسة الأركان من دون الإعلان عن ضحايا، فيما استقدمت مدرعات لتعزز مواقع المتمردين حول دونيتسك في غورليفكا وايلوفايسك بحسب المصدر نفسه. وأعلنت الرئاسة الأوكرانية الجمعة أن قواتها استعادت من الانفصاليين مدينة ليسيتشانسك في شرق أوكرانيا. وقالت في بيان: «رفع العسكريون الأوكرانيون العلم الأوكراني على مقر بلدية ليسيتشانسك». وأفادت مصادر لدى المتمردين في معلومات تعذر تأكيدها من مصادر مستقلة أن وحدة مظليين من الكتيبة المجوقلة ال25 من الجيش الأوكراني محاصرة قرب الحدود الروسية، ما حدا بكييف إلى إرسال أربع طائرات مطاردة سوخوي أسقطت منها اثنتان.