المتابع للحراك الدرامي، عبر الشاشة الصغيرة؛ يتألم مما يطرح في قنوات تحسب أنها تقدم للعائلة وللمجتمع ولعروبتنا ما يفيدها، كلا وألف كلا، فمدى الاستخفاف الذي تقدمه، عبر ثلة من الممثلين، وصل حد لا يستهان به من الانحدار الخلقي والانحطاط الفكري. كل يوم من أيام الشهر الفضيل، يكتشف المتابع إفلاس هؤلاء الممثلين، الذين ينتهجون مبدأ التقليد الأعمى، الذي بات يشعر المشاهد بأنه المغلوب على أمره، فهل أصبحت عقولنا ملكا لهم يديرونها بمحض إرادتهم ويأخذونا في مهاترات وتصفية حسابات، حتى بتنا مشحونين سلباً تجاه هذا الممثل وتلك القناة، ظنا منهم أننا لا نعي ما يدور خلف الكواليس. رجاء.. احترموا فكرنا، وتذكروا حرمات هذا الشهر الفضيل، واحترمو الوقت الذي هو أفضل ما يملكه الإنسان للتقرب من ربه.. فما أحوجنا لبذل مزيد من الطاعات والتقرب من الله، وإن كان لا بد من طرح مثل تلك المشاهد، فيجدر بكم اختيار النصوص، ومخزوننا العربي الإسلامي يحوي الكثير من البطولات والمحطات التاريخية المميزة في شتى العصور منذ فجر التاريخ، وأطمح أن يجد مقص الرقيب طريقه لمثل تلك الأعمال الدرامية الهابطة الحالية. فالأمر جدا صعب، وتجمع أفراد العائلة وفي فترات ترويح عن النفس، لمشاهدة عمل هادف أو تمثيلية عن قصه حقيقية لها معان أخلاقية هادفة أو اجتماعية، تعالج مواضيع سلبية؛ باتت نادرة في عصر الصورة والتكنولوجيا وهذه القنوات التي يعج بها الفضاء تعد بالمئات، بالأمس كنا ننتقد قنواتنا المحلية الارضية، وما تقدمه، ولكننا تفاجأنا ان المستقبل يخبئ لنا ما هو أسوأ، فليتنا بتنا على تلك الحال، مع ما تقدمه قنواتنا الحكومية، وبعض القنوات الخليجية القريبة منا.. أيعقل ألا نرى في الوقت الراهن سوى برامج مزرية ومسلسلات تافهة، تزداد وتفتقر الى عناصر جذب للمشاهد. أقول لهم.. لا نريد وفي شهر الله الكريم أن تضيعوا أوقاتنا بما لا ينفع، فلدينا أمور نقدمها عليكم وعلى مشاهدة قنواتكم، لذا على الأقل احترموا أنفسكم، واعطوا المجال لما هو نافع وهادف وجاد؛ ليأخذ حقه.