يسود انقسام مكتوم، الشارع المصري، عقب القرارات الاقتصادية الأخيرة، التي اتخذتها حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي، برفع أسعار الطاقة. وبينما تتصاعد لهجة الغضب، وسط المواطنين، جراء الارتفاع الحاد في الأسعار، بما ينهك محدودي الدخل، تتزايد بالمقابل الأصوات الداعية، للتعامل مع الأوضاع بفقه الضرورات، خاصة في ظل غياب واضح لآليات حكومية لضبط السوق، رغم دخول القوات المسلحة على خط الأزمة، بتأمينها حافلات لنقل المواطنين، وكذا أسواق متحركة بديلة، بأسعار مخفضة للسيطرة على الوضع، وكذا تأكيدات حكومية بضمانات تموينية أخرى عبر زيادة السلع المدعومة من الدولة إلى 20 سلعة بدلاً من 4 كما كان في السابق. انقسام وتضارب وفي الوقت الذي رأت فيه أحزاب، وكيانات سياسية، في القرارات، إجحافاً بحقوق الفقراء، وربما مع تحذيرات من "ثورة جياع" إذا استمر الوضع الاقتصادي، دعا نائب رئيس المجلس الأعلى لحقوق الإنسان، ورئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، عبدالغفار شكر، للبحث عن حلول "أفضل" من رفع الدعم، وقال: إنه رغم إدراكه لعمق الأزمة التي استوجبت القرار، كان الأهم الاستغناء عن مستشاري الحكومة والوزارات، أو تطبيق ضرائب تصاعدية. وشاركه الرأي المرشح الرئاسي الخاسر، حمدين صباحي، زعيم التيار الشعبي، الذي انتقد القرارات، معتبراً أنها "خاطئة" وطالب بفرض ضريبة تصاعدية يتحملها الأغنياء، قائلًا: "يجب أن يتكلف الأغنياء عبء التصحيح وليس الفقراء". لكن المتحدث الرسمي السابق، لحملة السيسي، الدكتور عبد الله المغازي، وصف القرارات الأخيرة، ب"الجريئة والجادة، لعلاج الاختلالات الهيكلية فى الاقتصاد"، معتبراً أن بلاده "فى حالة حرب حقيقية، ويجب تكاتفنا فيها مع الدولة"، لافتًا إلى أنه كان يجب على الحكومة تبسيط وتوضيح أسباب رفع الاسعار، وضرورة وجود آليات حقيقية لضبط الأسواق، حتى لا يُحمل التجار والسائقون كل الارتفاع فى الأسعار على المواطنين البسطاء. الدواء المر من جهته، وصف الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، القرارات الاقتصادية الأخيرة، التي اتخذتها بلاده، برفع أسعار المحروقات ب"الدواء المر". وأنه اضطر لاتخاذها لإنقاذ الاقتصاد، وخفض عجز الموازنة. وقال في كلمة استغرقت 17 دقيقة، وجهها، لمواطنيه، الليلة قبل الماضية، بمناسبة ذكرى حرب العاشر من رمضان، إنه يعلم تماماً، أن هذه القرارات قد لا تناسب التوقيت الحالي، وقد تضر بشعبيته، مشيرا إلى أنه اتخذها لإنقاذ الاقتصاد المصري. وأضاف: "الحكومات السابقة كانت خايفة تاخذ قرارات اقتصادية صعبة، بس أنا لو خفت أنا كمان يبقى أنا مش مصري ومش بخاف ربنا، وكمان أنتوا استدعتوني للمنصب ده علشان أبني الوطن وأنقذه من الانهيار"، مشيراً إلى أن بلاده بحاجة إلى اقتراض 250 مليار جنيه عقب اتخاذ القرارات الاقتصادية الأخيرة، موضحا أن عجز الموازنة في العام المالي المقبل تعدى 300 مليار جنيه. محاولة ودعوة وأشار الرئيس المصري، إلى أن الحكومة والرئاسة لا تستطيعان العمل وحدهما، و"بتعاون الشعب يمكن تحقيق المستحيل"، موضحا أنه يحاول تحسين أحوال غير القادرين.. محذراً من ترك أي فرصة "للانتهازية أو استغلال الفقراء". وكشف السيسي، أنه يجرى حاليا تجهيز قوافل التنمية والتعمير، اذ سيتم استصلاح مليون فدان عقب انتهاء شهر رمضان. وأضاف: "المشروعات دي بتتعمل علشان المواطن الغلبان، علشان اللي مش لاقي شغل.. أنا مش بخاطب المشاعر أنا صادق في كلامي، أنا بعمل كده علشان يبقى فيه أمل".. داعياً القادرين في بلاده للتبرع لحساب صندوق دعم مصر والمساهمة فى البنية التحتية للدولة، والمساعدة فى حل أزمة أطفال الشوارع، وإنهاء ظاهرة العشوائيات والبطالة. هجوم على الإخوان وهاجم الرئيس السيسي، جماعة الإخوان من دون أن يسميها، وقال: "هناك فصيل في مصر ميعرفش ربنا ومستعد يهدم الدولة، وبيعتقد أن ده حرب مقدسة"، موضحا أن "الدين يتم استخدامه حاليا لتدمير الدول العربية وتقسيمها"، مشيراً إلى أنه حذر قبل عام من انتشار ظاهرة الإرهاب. رسائل تحذيرية واختتم السيسى خطابه، بتوجيه عدد من الرسائل التحذيرية لأمريكا وروسيا والصين وكبرى دول المجتمع الدولى، وتمثلت فى التحذير من استمرار تمدد عملية الإرهاب فى دول المنطقة منذ أكثر من عام، والتحذير من أن أثر الإرهاب سيمتد ليطول دول خارج المنطقة العربية والشرق الأوسط، وعدم سماح قيادات الدول المصرية والعربية بتدمير المنطقة أو السماح بمحاولة إسقاط مصر". إحباط مخطط فوضى من جهة أخرى، أحبط الأمن المصري، محاولة إرهابية، على حدود مصر مع قطاع غزة. وأكدت معلومات أمنية، أن فرقة من قوات ال777، نجحت مساء الاثنين، في إحباط أكبر وأخطر عملية إرهابية, كان يشرف عليها التنظيم الدولي من قبل مجموعة يطلق عليها اسم "أحرار الإسلام" ، وهي مجموعة مكونة من الجماعات الجهادية والتكفيرية والخوارج على حدود مصر الشرقية باتجاه رفح. ووفق المعلومات، فقد كان يتم تجميع المسلحين من بداية يناير الماضي، وفق خطة متكاملة لنشر الفوضى في مدن مصر، بمجموعة من المظاهرات الصغيرة والمتفجرات، لإنهاك قوي الأمن ونشر الفوضى، يتم بالتوازي معها، اقتحام سجني برج العرب وطره وتهريب مجموعة من سجناء الإخوان على رأسهم محمد مرسي ومحمد بديع مرشد الإخوان يوم 14/8 في ذكرى فض بؤرتي رابعة والنهضة. وأشارت المعلومات، إلى مقتل خمسة من عناصر هذه المجموعات واعتقال 19 آخرين، وضبط مجموعة الخطط والخرائط والأسلحة والمتفجرات التي كانت بحوزتهم، وقد استشهد أحد المجندين في هذه العملية. بالسياق، أعلن المتحدث العسكري المصري، العميد محمد سمير, اكتشاف إحدى دوريات حرس الحدود بالمنطقة الغربية العسكرية مخزناً سرياً بالمنطقة الجبلية جنوب مدينة مطروح بحوالي 80 كم, عثر بداخله على أكثر من 356 ألف طلقة رصاص.