أوضح الكاتب والروائي سعيد الوهابي أن «الرواية السعودية ميتة»، مشيراً الى أنها تحتاج إلى ناشر محلي جيد وصحافة ثقافية نشطة وحركة نقدية جادة ومجتمع قارئ، وإلى ترجمة وأندية ثقافية نشيطة. بعض القراء يهتمون بقراءة روايات تحمل أسماء أماكن وقال الوهابي، في لقاء قصير مع (اليوم) : إن «فيكتور هوجو وماركيز وتولستوي وكازانتزاكيس ونجيب محفوظ وكريستي صنعت رواياتهم حب الناس وأصبحت روائع لأنها خرجت إلى النور كأفلام ومسلسلات ومسرحيات وحكايات مبسطة للأطفال وأعمال فنية ملهمة، أنا أتحدث عن بنية الرواية، الرواية ليست عملا أدبيا مقطوعا عن محيطه». وحول رأيه في طفرة كتابة الرواية بالمملكة، قال صاحب رواية «سور جدة» وكتاب «كنت مثقفا» : «لقد بلينا في المشهد الثقافي بالفكرة الوهمية حول الطفرة الروائية .. ما لم نصل نحن ال 27 مليون شخص (سكان المملكة) إلى إصدار عشرة آلاف رواية في العام الواحد فلن أشعر أننا فعلاً نمر بطفرة». أشباه النقاد عمليون جداً وأحبهم جداً، تجده يكتب ورقة نقدية واحدة حول رواية واحدة أو موضوع مشترك واحد في عدة روايات ليشارك بها في جميع المؤتمرات والندوات ووصف من يقول ب «الطفرة الروائية» في المملكة بأنه «سخيف» و»محبط»، وقال : «من يعتقد أننا نعيش طفرة فهو شخص سخيف ومحبط، بكسر الباء وفتحها، مع الاحتفاظ بحرية الآراء للجميع». وتابع الوهابي قوله : «لنأخذ حديث الطفرة في سياقاته التاريخية الصحيحة، الرواية منتج مديني متراكم، بمعنى أن الروائي كائن مستقر يتردد على مكان واحد لسنوات لينجز روايته». وعن علاقته بالنقاد، قال الوهابي : «حسناً ربما قلت لا يهمني نقد النقاد للرواية وأن القارئ العادي هو ناقدي الأول ... إلخ، ولكن أشباه النقاد عمليون جداً وأحبهم جداً، تجده يكتب ورقة نقدية واحدة حول رواية واحدة أو موضوع مشترك واحد في عدة روايات ليشارك بها في جميع المؤتمرات والندوات»، موضحاً أنهم «يشكلون عبئا على المشهد الثقافي وعلى الأعمال الإبداعية والأمن الفكري». وعن سبب اختياره مدينة جدة لتكون مسرحاً لأحداث روايته «سور جدة» قال الوهابي : «مع كل الاحترام لكل الاعتبارات القبائلية أنا ابن هذه المدينة .. هناك استحياء ضمني مشاع حول ربط اسم المكان بالنص على غرار روايات «بنات الرياض» أو «الحمام لا يطير في بريدة»، لا أدري لماذا؟ لكنني لا أتحرج في تعمد الروائي ربط اسم الرواية بمكان ما». وأوضح أن «هناك فئة من القراء تهمهم قراءة روايات تحمل اسم أمكنة في وطنهم، وحقهم في ذلك مشروع بالطبع. جدة المكان متشعبة وعريقة وحافلة بالأحداث والأساطير والفتن.. الإنسان في جدة كان أمراً لا مثيل له، فهو قريب من الهيبة الدينية ومن سطوة التاجر في الوقت نفسه .. حالة من الفرادة الاجتماعية». أما فيما يخص فكرة الرواية فأوضح أنها «فكرة الإنسان الحديث بكل تاريخه واحباطاته وأفراحه وتمرده وحزنه .. الفكرة التي أردت أن ابعثها من خلال الرواية هو أن حياتنا هي قراراتنا، خيار الحرب هو قرار، والموت والحب والتخلف كذلك».