تلك الجريدة التي بدأت منها خطواتي نحو الصحافة تحت توجيه وإرشاد الأستاذ الجهيمان الذي أفسح لي المجال لأكتب ما أريد ولم يكن يتردّد في نشر كتاباتي مهما كانت شديدة اللهجة متحمّلاً مسؤولية ما يُنشر في تلك الجريدة (أخبار الظهران) التي صدرت بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية عام 1374ه - 1954م وهي جريدة أسبوعية جامعة، ولكنها صدرت كل أسبوعين مرة لعدم توافر الإمكانات الطباعية، وقد تولّى رئاسة تحريرها في أول صدورها عبد الكريم الجهيمان، الذي كان يتولى آنذاك إدارة شركة الخط للطبع والنشر، ثم تحوّل اسمها إلى «الظهران» وتولى رئاسة تحريرها بعد ذلك عبدالعزيز العيسى. توقفت عن الصدور بعد العدد (44) من السنة الثانية، ثم عادت إلى الصدور ولكنها توقفت نهائياً قبل صدور نظام المؤسسات الصحفية عام 1383ه - 1964م.(1) والذي فات على الأستاذ حمد أن يذكره من ضمن أولئك الرواد بل هو أولهم وأولاهم بالفضل، الأستاذ سعد بن عبدالرحمن البواردي مؤسس ورئيس تحرير مجلة الإشعاع ذلك الشاب الرائع المثابر الذي قفز كل الحواجز والعقبات المادية والفنية والطباعية ليصدر مجلة شهرية (الإشعاع) مجلة شهرية كانت تصدر في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية، وقد صدر العدد الأول منها في المحرم من عام 1375ه في 32 صفحة من الحجم المتوسط، وتوقفت نهائياً في شهر ذي القعدة عام 1376ه أي بعد صدور (23) عدداً منها، وقد نوّه عنه الأستاذ عبدالرحمن العبيد في كتابه الأدب في الخليج العربي قال: في طليعة شباب الأدب الذين امتلأوا حيوية ونشاطاً، نبغ في سن مبكرة، وتعدّدت مواهبه، فهو شاعر، وكاتب، وقصصي، ولا أعدو الحق إذا قلت إنه صحفي نابه، اتنسب إلى (صاحبة الجلالة) فأوفاها حقها، وأرضى ضميره الحر. بالنسبة للتقدير المعنوي فأطمئِن الأخ حمد بأن ما سطره يراعه على وجه هذه الصفحة (صفحة الرأي) وما كتبه عني أساتذتي وزملائي سواءً في جريدة «اليوم» أو في جريدة الجزيرة (الثقافية) قبل سنوات ما هي إلا تيجان على رأسي وأوسمة على صدري كلما أحسست بوجودها تذكّرت أن في عنقي لهذا الوطن ومواطنيه دَيناً لا بد أن أوفّيه مهما كانت ظروفي الصحية والمادية والعملية. وُلد في مدينة (شقراء) إحدى مدن نجد عام 1349ه، وأتم دراسته الثانوية ثم بارحها واستقر به المقام في مدينة (الخبر) على ضفاف الخليج العربي يميل في كتابته إلى الأدب الشعبي المبسّط، وهو واقعي في جميع كتاباته، يمتهن الأعمال التجارية بالإضافة إلى العمل الصحفي الذي يقوم به.. أنشأ مجلة (الإشعاع) الشهرية وأخذ يرسل على صفحاتها توجيهاته وكتاباته الاجتماعية، وهي بحق مدرسة أدبية قائمة بذاتها، تعنى بتحقيق الحقيقة، والاستلهام من الواقع (2). ولقد لاحظت أن اسمي ورد في ذلك التنويه الذي كتبه الأستاذ حمد عدة مرات مما يعطيه صفة الإلحاح، والإصرار على تثبيت المعلومة أو الرسم الذي يبنيه ولا شك في أن ذلك منطلق من حسّ وطني مهذّب. أما بالنسبة للتقدير المعنوي فأطمئن الأخ حمد بأن ما سطره يراعه على وجه هذه الصفحة (صفحة الرأي) وما كتبه عني أساتذتي وزملائي سواءً في جريدة «اليوم» أو في جريدة الجزيرة (الثقافية) قبل سنوات ما هي إلا تيجان على رأسي وأوسمة على صدري كلما أحسست بوجودها تذكّرت أن في عنقي لهذا الوطن ومواطنيه ديناً لا بد أن أوفّيه مهما كانت ظروفي الصحية والمادية والعملية وأن ما كتبته الآن لا يوفّي ذرة من ذلك الدَّين فأرجو لهم جميعاً من الله الجزاء الأوفى، وأن يزيدهم نشاطاً ومثابرة لمواصلة مشوارهم التنويري الذي نحتاج إليه وطناً ومواطنين باستمرار؛ لأنه جزء من الضوء الذي يُنير أمامنا الطريق، وأن يعيننا الله على خدمة وطننا وإخواننا وأمتنا ودولتنا الرشيدة.