أكد الكاتب والباحث محمد القشعمي المواقف الوطنية والقومية للراحل عبدالكريم الجهيمان، مثل المناداة بالوحدة وموقفه ضدّ الاستعمار الغربي للدول العربية، وكتب حينها منتقداً فرنسا وبريطانيا وأميركا. وقال القشعمي، في ورقة قدمها في المنتدى الثقافي في جمعية الثقافة والفنون بالدمام أخيراً، وأدارها الكاتب أحمد الهلال، إن الجهيمان كان رائداً في صحافة المنطقة الشرقية، متطرقا إلى بعض العوامل التي أثرت تجربة الجهيمان الثقافية والأدبية، «فحين قامت الحرب العالمية الثانية وطالت الحرب، أراد الملك عبدالعزيز أن يجعل من مدينة الخرج سلة لغذاء المملكة، فتوجّه إلى هناك ودعا عبدالكريم الجهيمان للانتقال إليها لتعليم أبناء العائلة المالكة». وأضاف: «من هناك تعمّقت علاقته بالأمير يزيد بن عبدالله بن عبدالرحمن الفيصل، فرافقه في سفر علاج طويل إلى مصر ولبنان وإيطاليا وفرنسا وبلجيكا، وفي هذه الفترة كتب كتابه في أدب الرحلات « ذكريات باريس»، ثم استهوت الرحلات بعدها الجهيمان فأراد أن يتعرّف على دول الخليج». وأشار القشعمي إلى أنه في هذه الأثناء «انتقل إلى المنطقة الشرقية ليدير شركة «الخطّ للطباعة والنشر» ويصدر صحيفة «أخبار الظهران» ويترأس تحريرها، وكانت أول صحيفة تصدر في المنطقة الشرقية، وكان الجهيمان استهلّ عمله الصحافي بالكتابة في صحف الحجاز بين عامي 1354ه - 1358ه. وكانت «أخبار الظهران» عند صدورها عام 1374ه تصدر مرة كل أسبوعين، ثم تحول اسمها إلى «الظهران». ثم تعثر صدورها، واستأنفت نشاطها مرة أخرى إلى أن توقفت نهائيًا بصدور نظام المؤسسات الصحافية عام 1383 ه. وركّز القشعمي على أبرز المواضيع التي كانت تثار وتناقش في «أخبار الظهران»، فذكر أن الجهيمان كان «يستطلع توجهات أبناء المنطقة، من خلال ما يرسلونه للصحيفة، ويستبعد بعض الكتابات الجامحة في مطالباتها، إلا أنه نشر مقالاً أثار الضجة حينها بعنوان: «نصفنا الآخر» يطالب فيه بتعليم المرأة وأوقف بعده 21 يوماً». وذكر القشعمي بعض الصحف التي تبعت «أخبار الظهران» وصدرت بعدها في المنطقة، مثل «الفجر الجديد» التي توقفت بعد ثلاثة أعداد من صدورها، ثم أعاد الشاعر سعد البواردي إصدارها بأخذ الموافقة من الملك سعود لإصدارها تحت اسم «الإشعاع». كما سرد القشعمي سيرة الجهيمان وبداياته وإشرافه على تحرير صحيفة «القصيم»، وعن كتابه «دخان ولهب» الذي جمع مقالاته في صحيفة أخبار الظهران، وتناول فيه قضايا أمته وهموم مجتمعه وتطلعاته لمستقبل وطنه، إضافة إلى أعماله التوثيقية وأشعاره، ومواصلته للكتابة الصحافية المتقطعة حتى أعوامه الأخيرة.