عندما قرر سائقون في محافظة الخفجي، البحث عن مصدر رزق لهم، يسدون به احتياجات أسرهم، بعيداً عن الركض وراء الجمعيات الخيرية أو سؤال الناس، اصطدموا بعمالة أجنبية كثيرة، تنافسهم في مهنتهم، ويتقاسمون معهم رزق أبنائهم عنوة، قرر السعوديون «خطأً» الشكوى إلى مسؤولين عن السعودة، فلم يجدوا عندهم شيئاً يرضيهم ويعيد لهم حقوقهم المسلوبة، فكروا في الاعتراض لمن يقف خلف العمالة الأجنبية، فحصدوا خيبة الأمل والحسرة، وأدركوا في نهاية المطاف أن الوضع سيبقى كما هو عليه حتى إشعار آخر، عقبات كثيرة تواجه السائقين االسعوديين بالخفجي (اليوم) ويؤكد سائقو السطحات أن قرار السعودة، في مهنة سائقي السطحات، اختفى من المدينة، مع اختفاء الرقابة، من قبل الجهات المختصة، وسط نسبة عمالة أجنبية، وصلت إلى 90 بالمائة موضحين أن عدم تفعيل مبدأ السعودة، أجبرهم على التوقف عن العمل، والركون إلى البطالة، وأجمع السائقون على أن هناك من لديه المصلحة بعدم تنفيذ قرار السعودة، بعد تجميده في درج مكتبه. ويقول المواطن ماجد الشمري: «لم أفكر يوما من الأيام في مد يدي لأحد، وقررت العمل في هذا المجال كوظيفة، واعتقدت بأنها مناسبة جدا لي، كوني لا أحمل أي شهادة دراسية، ولكنني فوجئت بمزاحمة العمالة الوافدة لي»، مضيفاً «غالبا ما ننتظر ساعات تحت أشعة الشمس الحارقة، وسط درجات رطوبة عالية، ونصطدم بسبب تدخل أصحاب المصالح، للوقوف إلى جانب العمالة الوافدة، على حسابنا، نحن السائقين السعوديين». نقل السيارة ويؤكد المواطن حميدي العنزي أن «أسعارنا مناسبة جداً، حيث ننقل السيارة المعطلة إلى الكويت بسعر لا يتعدى 350 ريالاً، بعكس بعض المؤسسات التي تطلب مبلغا، قد يتجاوز 500 ريال، علما بأن هذه المؤسسات أصحابها خارج المحافظة، ونشاطها لا يتضمن نقل السيارات عبر السطحات. ويقول المواطن محمد الشمري: «نحن من الأساس عاطلون عن العمل، وهذه المهنة هي مصدر الرزق الوحيد، ونترك أطفالنا ونساءنا غالبية اليوم، بحثاً عن لقمة العيش، وللأسف نصطدم بمضايقة العمالة الأجنبية لنا، دون أن يتحرك أي مسئول في الخفجي لتطبيق قرار السعودة»، موضحاً «ما يحدث في الخفجي، يحدث عكسه في حفر الباطن والنعيرية والقصيم وحائل، إذ يحرصون على السعودة». لم أفكر يوما من الأيام في مد يدي لأحد، وقررت العمل في هذه المهنة، واعتقدت أنها مناسبة جدا لي، كوني لا أحمل أي شهادة دراسية، ولكنني فوجئت بمزاحمة العمالة الوافدة ليإقامات كويتية ويقول المواطن شمروخ الزعبي «قمت بتقديم 7 شكاوى إلى مسؤولين في المنطقة الشرقية على مدى ثلاث سنوات، ولكن لا حياة لمن تنادي»، مضيفاً «يؤكد سائقو السطحات أن هناك من يعمل في الشركات النفطية المتواجدة في الخفجي، فتح مؤسسة للنقل، وقام بتوظيف العمالة الأجنبية، بل هناك سائقون أجانب لديهم، إقامات كويتية، يزاولون هذه المهنة في المحافظة، بالإضافة إلى مؤسسة أخرى من خارج الخفجي، قامت بتوكيل أحد الأشخاص للإشراف على المؤسسة دون أي رقابة من الجهات المعنية». وطالب السائقون، المسئولين بإيجاد حل جذري بعد انتشار هذه الظاهرة إلى جانب تحديد لجنة رقابية، يستطيعون اللجوء إليها، وقت تواجد العمالة الأجنبية في الموقع، أو تواجد المؤسسات المخالفة، بالإضافة إلى توحيد الأسعار حتى لا يقع المستهلك في عملية الابتزاز من قبل العمالة الأجنبية أو من يديرونهم.