شهدت الساحة التشكيلية والفوتوغرافية خلال الأيام الماضية حضورًا مميزًا للفن النسائي من خلال المعارض الفردية والمشتركة، وهذا يؤكد على مدى الحضور القوي للفنانات ومزاحمة الفنانين. “الأربعاء” تجوّل في ثلاث معارض فنية. صور تجريدية لوفاء يريمي قدمت الفنانة وفاء يريمي أعمالها الفنية في معرض احتضنه مركز تسامي بجدة، وافتتحته الدكتورة ماجدة أبو راس، النائبة والمديرة التنفيذية لجمعية حماية البيئة السعودية، وشهد المعرض إقبالًا كبيرًا من قبل المتذوقين المهتمين بهذا الفن الراقي الذي يحاكي كافة شرائح المجتمع؛ حيث تضمّن المعرض ما يقارب الأربعين صوري نقلت فيها الفنانة أحاسيسها بطرق مختلفة ومتميزة. الفنانة وفاء قالت عن هذا المعرض: كان المعرض تجريديًا وخططت له منذ 6 شهور، وخططت بأن يكون له معنى مختلف، وبمعنى آخر غير الذي تعوّدنا عليه من الصور الواقعية، فالصورة التجريدية تجعلهم يأخذون فترة في تأملها ومعرفة مكنون أسرارها والمعاني الغامضة، وهذا ما لمسته من الحضور؛ حيث اختلفت الآراء وكان لكل شخص انطباعه ورأيه وخياله غير الآخر ومختلف عنه، وهذا هو المضمون من المعرض؛ حيث أستطعت أن أجعل المتلقّي يتخيّل ويبحر في خياله. “مسافات” يجمع سميرة ونجوى اُختتم بصالة المركز السعودي للفنون التشكيلية بجدة المعرض الثنائي “مسافات” للفنانتين نجوى يعقوب وسميرة الأهدل، والذي ضم حوالي أربعين لوحة، ما بين الواقعية والتجريدية، وشهد المعرض حضورًا مميزًا. وحول المعرض تحدثت الفنانة نجوى يعقوب بقولها: تميّز المعرض بقوة الأعمال، وتعدّدها كمًا وكيفًا تحت مسمى “مسافات” والذي عنينا به المسافة ما بين تكون الفكرة والتنفيذ والخاطرة واللون وما يعتري هذه المسافة، ويكتنفها من شتي الانفعالات والأحاسيس والرؤى والأفكار، وما يدور في ثنايا الذاكرة وأطياف اللون وتلاقح وتفاعل هذه المشاعر كلها وتداعيها وانسيابها على سطح اللوحة، ونتجت من كل ذلك مجموعة من الأعمال بالنسبة لي اشتملت على مجموعة بها شخوص في أجواء حالمة أسطورية تموج بمختلف المشاعر الإنسانية المتنقلة في أحوال شتى ولها ارتباط وثيق بالمكان والأجواء المحيطة، ومجموعة لخيول عربية تمثّل قمة الجمال والبهاء والقوة والشموخ والكبرياء اعتمدت في تنفيذها على أسلوب يجمع ما بين التأثيري والواقعي وقدر من التجريد، وكل ذلك مُنفّذ بضربات عريضة بالفرشاة واستخدمت السكين في أجزاء كثيرة منها، وغلبت على اللوحات أجواء اسطورية تنقّلت ما بين الألوان الحارة المتوهجة والبعض الآخر غلبت عليه مجموعة ألوان زرقاء بدرجاتها المتعددة. ومن جانبها قالت الفنانة سميرة الأهدل: جاءت فكرة المعرض قبل عام كامل، وبعد معرضي الشخصي الأول، وقد شجعتني أستاذتي نجوى كثيرًا ليرى معرضنا الثنائي النور، وبصراحة هي من أعطتني هذه الفرصة التي أجدها وسام ثقة كبير أعتز به، وخاصة أني تتلمذت على يدها، ثم أتاحت لي أن أخوض هذه التجربة معها، واليوم وبعد نجاح معرض “مسافات” الذي يحكي المراحل والمسافات التي تمر بها اللوحة منذ بداية الفكرة إلى أن تنضج وتتبلور في ألوانها على اللوحة، والذي يحكي عن المسافات في التعاملات الإنسانية والحقائق الكونية وبين الماضي والحاضر والخير والشر وغيرها من التناقضات الدنيوية، قررنا أنا والأستاذة المبدعة نجوى يعقوب أن تكون مسافاتنا سنوية من خلال معرض ثنائي سنوي نقدمه معًا؛ لما وجدناه من نجاح وتشجيع في معرضنا الأول. النمر تقدم “كيان” بالخبر احتضنت قاعة أكوستك في مدينة الخبر المعرض الشخصي الثاني “كيان” للفنانة فاطمة النمر، حيث قدمت الفنانة ثلاثين عملًا من لوحات ومجسّمات استخدمت فيها خامات مختلفة. والفنانة النمر شاركت في العديد من الانشطة على مستوى المملكة، منها مشاركة في معرض الفن المعاصر وحصلت على الجائزة الأولى، ومعرض الشباب التابع لوكالة الوزارة للشؤون الثقافية وحصلت على جائزة اقتناء، إضافة إلى العديد من المشاركات ومنها معرض السفير ومعرض سايتك العربي ومشاركة خارجية هذا العام في معرض لوحة وقصيد بدعوة من رابطة الفنون التشكيلية بالأردن وبينالي الخرافي بالكويت، بالإضافة إلى المشاركة في طهران مع مجموعة من كبار الفنانين من جميع أنحاء العالم وغيرها. وقد أشاد الناقد الدكتور فاخر محمد بأعمال التشكيلية النمر، وقال: في أعمال الفنانة فاطمة النمر رغبة جامحة للتخلص من الشكل الواقعي سواء كان جسدًا أم تكوينًا.. مكانًا وكأنها تحاول إشراك أشكالها وتكويناتها في شعرية التجريد المفتوح على تأويلات مطلقة، فالفنانة تعيش زمنًا يشتبك فيه كل شيء وتضيع فيه الروح الإنسانية وسط دوامة المكننة والأرقام؛ مما دفع بها إلى الاحتماء بالروح الداخلية من خلال حرية تتعايش معها بصمت مع خاماتها وأدواتها وأساليب تفاعلها مع السطح التصويري، فتارةً تضع أشكالها وسط فضاء غامق يتجانس فيه الجسد الأزرق مع الرمادي أو الأسود، وتارةً تترك حرية يدها وفرشاتها تعبث بغموض بمسطح اللوحة تاركةً خطوطها وعلامتها وسيولة اللون تتحدث عن نفسها، فهي مغرمة بالكثافات والتضاريس؛ لأنها توحي أكثر مما تصف، وهذا ديدن الفن والجمال فقيمته تكمن في السر الذي يدفعنا إلى التأويل ومعايشة الخيال.