ربما تكون محاولة القوى العالمية احياء محادثات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين عبثية وتقوّض ما تبقى لها من مصداقية في الوساطة. ويقول بعض المحللين السياسيين ان الوقت حان لتقليص طموحاتهم. ويمكن القول ان الجهود التي تبذلها المجموعة الرباعية لوسطاء السلام في الشرق الاوسط التي تتكوّن من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة فشلت قبل أن تبدأ. وقال شلومو افنيري استاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية بالقدس والمدير العام السابق لوزارة الخارجية الاسرائيلية ان المجموعة الرباعية أصبحت غير ذات صلة لأنها عالقة على طريق لا يؤدي الى اي مكان. وقال جورج جقمان استاذ العلوم السياسية الفلسطيني بجامعة بيرزيت في الضفة الغربية انه يجد الامر مضحكاً وسخيفاً مضيفاً إنه كانت هناك مفاوضات لمدة 20 عاماً ولم تحقق اي شيء. قال جورج جقمان استاذ العلوم السياسية الفلسطيني بجامعة بيرزيت في الضفة الغربية انه يجد الامر مضحكاً وسخيفاً مضيفاً إنه كانت هناك مفاوضات لمدة 20 عاماً ولم تحقق اي شيء. وتابع أنهم سيواصلون المحاولة ولابد أن يستمروا في التحرُّك ليظلوا في الصورة معبّراً عن شكه في أنهم هم أنفسهم يصدقون أنهم سينجحون. والعقبة الاساسية هي المواجهة القائمة بشأن التوسّع في النشاط الاستيطاني الاسرائيلي على اراض محتلة يريد الفلسطينيون اقامة دولتهم المستقلة عليها. وتعتبر القوى العالمية أن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي. ويشير الخلاف الى مشكلة اكثر عمقاً وهي ما يراها البعض الآن فجوة لا يمكن تضييقها بين مسعى الفلسطينيين للاستقلال وانهاء الاحتلال وتشبث اسرائيل بالارض التي ترى أن لها أهمية استراتيجية وروحية. وحتى في ذروة عملية السلام عام 2000 لم يستطع الاسرائيليون والفلسطينيون الاتفاق على بنود حل دائم لصراعهم من خلال اقامة دولة فلسطينية الى جوار اسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وهي أراضٍ احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967. واليوم يواجه الوسطاء مجموعة من التعقيدات الاضافية. والقائمة طويلة وتشمل ظهور إدارتين متنافستين في الضفة الغربية التي تهيمن عليها حركة فتح وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس منذ عام 2007. وفي اسرائيل بات هناك ميل نحو اليمين السياسي ساهمت فيه الانتفاضة الفلسطينية الاخيرة. علاوة على ذلك فإن نصف مليون اسرائيلي استوطنوا أراضي يفترض أن تقام عليها دولة فلسطينية مستقبلية مما يجعل حُلم التوصُّل الى اتفاق بعيد المنال. وقال موتي كريستال المفاوض الذي عمل مع اربعة رؤساء وزراء اسرائيليين بين عامي 1994 و2001 : لا أظن انه يمكن حل الصراع في المستقبل المنظور. هذا شيء لا يمكن أن يقوم به الاسرائيليون والفلسطينيون في الوقت الحالي.. أقصى ما يمكن فعله في المرحلة الراهنة هو ادارته. وبالنسبة للفلسطينيين جسد عدم قدرة المجموعة الرباعية على الوصول الى تجميد الانشطة الاستيطانية عجزها. وقال نبيل شعث المسؤول الفلسطيني المخضرم انه اذا كانت المجموعة الرباعية ستلعب اي دور له مصداقية فعليها أن تتمكّن من الالتزام بهذه المرجعيات خاصة تلك التي أدت الى نص متفق عليه مثل خارطة الطريق. وأعطى هذا الاحباط دفعة لمسعى الفلسطينيين للحصول على عضوية كاملة بالامم المتحدة وهي مبادرة يتعشمون أن تؤدي الى ضمِّ المزيد من الدول لعملية البحث عن اتفاق للسلام. وتعارض الولاياتالمتحدة واسرائيل بشدة هذا المسعى. ويقول افنيري ان الوسطاء في الوقت الحالي يجب عليهم ان يغيّروا وجهة تركيزهم. وأضاف: اللجنة الرباعية تفكر بطريقة خاطئة لأنها تتجنب الاعتراف بأن محاولة جمع الجانبين معاً للتفاوض على اتفاق للوضع النهائي خطأ.. لم ينجح هذا لفترة طويلة.