اتهم الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف الخميس الهند بالسعي الى جعل افغانستان بلدا "معاديا لباكستان"، وذلك تعليقا على توقيع كابول ونيودلهي اتفاق شراكة استراتيجية بينهما. وقال مشرف: إن افغانستان ترسل عملاء في أجهزة الاستخبارات ودبلوماسيين وجنودا إلى الهند، حيث "يتم تلقينهم مبادئ معادية لباكستان". واضاف الرئيس السابق خلال اجتماع في واشنطن: إنه "في افغانستان هناك نوع من نزاع بالواسطة بين باكستان والهند".وأوضح، أن "الهند تحاول خلق افغانستان معادية لباكستان"، مشددا على أن هدف نيودلهي هو "اضعاف باكستان" كيلا تقف "ضد هيمنة الهند على المنطقة". واعتبر مشرف ان الهند لا تطمح إلى السيطرة عسكريا على باكستان بل الى توسيع نطاق نفوذها الاقتصادي والدبلوماسي. وأضاف :"بهذه الطريقة تخنقون بلدا وتسيطرون عليه وتهيمنون عليه"، مشيرا إلى أنه "يتعين على الهند أن توقف" مساعيها هذه وعلى الولاياتالمتحدة أن "تفهم موقف باكستان".ومن المحتمل أن يؤدي "الميثاق الاستراتيجي" الذي وقِّع هذا الاسبوع بين الهند وافغانستان إلى تصعيد التوترات الإقليمة ،حيث تخشى باكستان من أن تجد نفسها معزولة بين جارين، في الوقت الذي تعاني فيه علاقاتها مع الولاياتالمتحدة من تدهور غير مسبوق منذ مدة طويلة. ومشرف الذي يعيش في المنفى ولا سيما في لندن منذ 2008، مطلوب بموجب مذكرة توقيف دولية أصدرتها بحقه محكمة باكستانية في فبراير 2011م في إطار التحقيق في اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو في 2007م. تحذير اوباما لباكستان سيضر بأفغانستان لكن المطلب الامريكي المعلن سيجعل إسلام آباد أكثر ترددا في اتخاذ خطوات لأن تنفيذه بعد ضغط واشنطن المستمر عليها قد يكون انتحارا سياسيا في بلد تتنامى فيه المشاعر المناهضة للولايات المتحدة ولا تحظى حكومته بالشعبية. وفي إسلام آباد قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الباكستاني امس الجمعة: ان تحذير الرئيس الامريكي باراك أوباما لإسلام آباد بشأن صِلات مزعومة مع متشددين سيضر بجهود تحقيق الاستقرار في افغانستان ويذكي المشاعر المناهضة للولايات المتحدة. ولباكستان دور محوري في إقرار السلام في جارتها أفغانستان لكن الولاياتالمتحدة فشلت في إقناعها بملاحقة جماعات متشددة، تقول واشنطن: إنها تعبر حدود باكستان لمهاجمة القوات الغربية في أفغانستان. وقال سالم سيف الله لرويترز: هذا لن يفيد الولاياتالمتحدة أو باكستان او أفغانستان. ستتعرض الحكومة الباكستانية/ لضغوط لتخرج من هذه الحرب مشيرا الى الحرب على الإرهاب التي تشنها واشنطن. وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما في مؤتمر صحفي الخميس: إن الولاياتالمتحدة لن تشعر بالارتياح تجاه علاقة استراتيجية بعيدة المدى مع باكستان إذا رأت أن إسلام آباد لا تأخذ في الاعتبار المصالح الامريكية. وقال أوباما :أعتقد أنهم يتحوطون في رهاناتهم فيما يتعلق بما سيكون عليه شكل أفغانستان، وأن جانبا من هذا التحوط يتمثل في التواصل مع بعض الشخصيات البغيضة التي يعتقدون أنها قد تستعيد السلطة في أفغانستان في النهاية بعد مغادرة قوات التحالف. وعكست كلمات أوباما تشددا في الخطاب من جانب الإدارة الامريكية ،حيث يعبر المسؤولون عن إحباطهم من باكستان بشكل أكثر علانية بعد الهجوم على السفارة الامريكية في العاصمة الافغانية كابول في العاشر من سبتمبر الماضي . وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الباكستاني: إن انتقاد واشنطن العلني لباكستان غير إيجابي ولا يؤدي إلا إلى خلق التوترات بين الدولتين المتحالفتين ،وهذا سيعود بفائدة على الجماعات المتشددة.وقال سيف الله: الحرب في أفغانستان تمر بمرحلة حرجة مرحلة تطور، وفي هذه المرحلة تعكير المياه غير مناسب.هذا تحديداً ما يريده المتشددون...وهذا سيزيد من قوتهم. وتدعو الولاياتالمتحدة إلى شن عملية عسكرية على شبكة حقاني التي تقول: إنها تتمركز في وزيرستان الشمالية وهي معقل عالمي للمتشددين على الحدود الإفغانية الباكستانية.ويقول محللون: إن باكستان ترى في شبكة حقاني قوة توازن النفوذ المتنامي للهند في أفغانستان.وتنفي باكستان وجود صلات تربطها بالشبكة التي تقول: إنها لم تعد تنشط في معاقل بمنطقة وزيرستان الشمالية ،وإنها أصبحت تشعر بأمان أكثر في العمل في أفغانستان بعدما حققت انتصارات على الارض. وأوضح أوباما ،أن مستقبل العلاقات الامريكيةالباكستانية سيعتمد كثيرا على امتثال إسلام آباد إلى مطالب واشنطن بقطع الاتصالات مع المتشددين. لكن المطلب الامريكي المعلن سيجعل إسلام آباد أكثر ترددا في اتخاذ خطوات لأن تنفيذه بعد ضغط واشنطن المستمر عليها قد يكون انتحارا سياسيا في بلد تتنامى فيه المشاعر المناهضة للولايات المتحدة ولا تحظى حكومته بالشعبية. وقال المحلل السياسي حسن عسكري رضوي: سيخلق هذا الامر توترا ومن غير المرجح أن يحدث ما يريده الامريكيون في المستقبل القريب. ويريد أوباما تحقيق الاستقرار في أفغانستان مع خفض عدد القوات الامريكية هناك بهدف إنهاء عملياتها القتالية بحلول عام 2014.