يتوقع محللون ان تستمر أسعار النفط الخام في التذبذب على المدى القصير مع ميلها للانخفاض في ظل استمرار ارتفاع الدولار مقابل العملات الرئيسية وإقبال المستثمرين على عملات الملاذ الآمن ووسط التطورات التي تشهدها أزمة الديون السيادية في المنطقة الأوروبية. وفي هذا الإطار رجح مصرف (كوميرتس بنك) ان تهبط اسعار مزيج النفط الخام برنت دون 100 دولار للبرميل بنهاية العام، مبينا أن ارتفاع أسعار النفط لا تبرره العوامل الاساسية في الظروف الاقتصادية الحالية. وجاء في مذكرة البنك «شهدت أسواق السلع الأولية رواجا على غير المتوقع في بيئة الاسواق الحالية.» معيدة إلى الأذهان ذكريات عام 2008 حينما سجل سعر النفط مستويات قياسية في الصيف على الرغم من زيادة واضحة في المخاوف الاقتصادية ليسجل انهيارا شديدا في النصف الثاني للعام». كما خفض بنك ( بي.ان.بي باريبا) توقعاته لسعر النفط الخام في عامي 2011 و2012 وقال ان الطلب العالمي ربما يقل عن التوقعات جراء تدهور أكبر للتوقعات المستقبلية. كما خفض البنك السعر المتوقع لخام غرب تكساس الوسيط بواقع دولارين الى 95 دولارا في عام 2011 وبواقع ستة دولارات الى 101 دولار في عام 2012. كما خفض التوقعات لمزيج برنت الخام بواقع دولارين الى 112 دولارا للبرميل في العام الحالي وثمانية دولارات في العام المقبل الى 116 دولارا. وقال المحلل هاري تشيلينجويريان في مذكرة للعملاء «ورغم ذلك فان جانب الامداد والمواءمات النقدية والمخاطر الجغرافية والسياسية تدعو للحذر من انهيار أسعار النفط». وكانت أسعار النفط استجابت الأسبوع الماضي للأحداث التي شهدتها الأسواق العالمية بشكل ايجابي، وذلك مع بروز مؤشرات بداية الانفراج في ازمة الديون الاوروبية وموافقة المانيا وفرنسا على مساعدة اليونان إضافة إلى صدور بيانات اقتصادية ايجابية للإنتاج الصناعي في الولاياتالمتحدةالأمريكية. لكن بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية -التي بينت ارتفاعا في مخزونات البنزين والمشتقات المقطرة- أسهمت في تراجع عقود النفط للخام الأمريكي رغم تراجع مخزونات الخام إلى أدنى مستوياتها خلال العام الحالي، حيث يرى البعض أن ارتفاع مخزونات البنزين يمثل دلالة سلبية على احتمالية تراجع الطلب الأمريكي نتيجة مخاوف ضعف نمو الاقتصاد، حيث تعد الولاياتالمتحدة المستهلك الأكبر عالميا للطاقة. وبذلك تراجعت عقود أكتوبر المتداولة في نيويورك إلى أدنى مستوياتها في الثلاثة أيام الاخيرة من تداولات الاسبوع الماضي عند 88 دولارا قبل أن تقلص خسائرها بالصعود نحو مستوى 88.37 دولار. من ناحيتها أنهت وكالة الطاقة الدولية رسميا السحب من مخزونات نفط الطوارئ الذي سمحت به لمواجهة غياب إمدادات النفط حيث جاء بيان مجلس المحافظين ليؤكد أنه تم التعامل بنجاح مع توقف الامدادات الليبية من خلال الجمع بين العمل المشترك لوكالة الطاقة وزيادة الانتاج من الدول المنتجة وذلك بناء على خلفية انحسار توقعات نمو الطلب العالمي على النفط حاليا. اقتصادات أغلب الدول المتقدمة ما زالت ضعيفة مما يؤثر على الطلب على النفط، ودليل ذلك الارتفاع في طلبات إعانات البطالة في الولاياتالمتحدة بشكل مفاجئ وتراجع نشاط المصانع، فيما ينعكس الضعف الاقتصادي على الطلب الأمريكي على النفط.وساهم الضغط الذي تعرض له الدولار أمام اليورو بعد إعلان البنك المركزي الأوروبي عن قيامه بتوفير السيولة بالدولار من خلال ثلاثة مزادات لأجل ثلاثة شهور في الربع الأخير من العام الحالي وبفائدة ثابتة في رفع عقود النفط، حيث ارتفعت عقود الخام الأمريكي تسليم أكتوبر المتداولة في بورصة نيويورك 0.75 بالمائة إلى مستوى 89.58 دولار للبرميل بعد ان بلغت مستوى 90.15 دولار في وقت سابق. ويشار إلى ان اليورو ارتفع أمام الدولار إلى أعلى مستوياته في أسبوع عند 1.3935 عقب الإعلان عن قرار المركزي الأوروبي. وفي تداولات الجمعة الماضية ارتفع سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي مدعوما بارتفاع اسعار الاسهم وتأخر تحميل الخام من بحر الشمال، كما ارتفع سعر مزيج برنت في عقود نوفمبر في احدى المراحل من تداول الجمعة 78 سنتا الى 113.07 دولار للبرميل، وانخفض سعر الخام الامريكي الخفيف 18 سنتا الى 89.22 دولار للبرميل، وارتفع برنت والخام الامريكي في عقود نوفمبر بنحو اثنين بالمائة حتى تلك اللحظة. وتؤكد التقارير ان اقتصادات أغلب الدول المتقدمة ما زالت ضعيفة مما يؤثر على الطلب على النفط، ودليل ذلك الارتفاع في مطالبات اعانات البطالة في الولاياتالمتحدة بشكل مفاجئ خلال الاسبوع الماضي وتراجع نشاط المصانع في وقت سابق من الشهر الجاري. وينعكس الضعف الاقتصادي الآن على الطلب الامريكي على النفط. وعملت المصافي الأمريكية خلال الأسبوع الماضي بحوالي 87 بالمائة من طاقتها التكريرية، مستهلكة 15 مليون برميل من النفط الخام يوميا، وبأقل بحوالي 426 ألف برميل يوميا عن متوسط الأسبوع السابق. كما تم استيراد 8.5 مليون برميل من النفط الخام يوميا، بانخفاض قدره 23 ألف برميل يوميا بالمقارنة مع الأسبوع السابق، في حين أنه خلال الأسابيع الأربعة الماضية بلغ معدل الاستيراد اليومي للخام 8.9 مليون برميل، بانخفاض قدره 494 ألف برميل بالمقارنة مع نفس الفترة من العام السابق. من جانبها تعلل مؤسسة البترول الكويتية تراجع أسعار النفط الخام الى تخوف المستثمرين من تصاعد أزمة الديون الأوروبية إلى جانب صعوبة تعافي الاقتصاد الأمريكي، ما قد يقلل من الطلب العالمي على النفط الخام. الا انه ومع كل هذه العوامل والمخاوف تأرجح الاقتصاد الياباني بسبب ارتفاع الين بشكل كبير، حيث أعلن البنك المركزي الياباني عن اتخاذ الإجراءات المناسبة عند الحاجة، إلى جانب تعهد الصين بمكافحة التضخم والاستمرار في تحقيق معدلات نمو مرتفعة. وتكمن أهمية البلدين في أنهما يأتيان بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية من حيث استهلاك الطاقة.