يواصل الشاعر بدر المليحي، حصد النجاح في عالم الأغنية المغناة، معتمداً على سيرة ذاتية تقول: إنه من هواة التألق، ومن محبي الابداع، ولا يرضى في عالم الفن، إلا بالمركز الأول والمكانة العالية، التي تتناسب ونضج قصائده، التي تغنّى بها أشهر الفنانين. ولا يفوت على المليحي أن يضع لنفسه مبادئ لا يحيد عنها، أهمها عدم المجاملة على حساب الفن، والاعتزاز بالنفس، والثقة في القدرات، وهو الأمر الذي سما بمكانته كشاعر فذ ومميز، يكفي اسمه على أي قصيدة، لتحقيق النجاح المنتظر للأغنية والمطرب معاً، ورغم ذلك، يتمسك الرجل بتواضع جم، وأخلاق نموذجية، يجعل منه شاعراً مختلفاً من الألف للياء.. ليكن أول سؤال في حوارنا عن سر اختفائك، رغم حاجة الفنانين والساحة بأكملها لنوعية القصائد التي تؤلفها؟ ليس هناك اختفاء عن الساحة الفنية، فأنا موجود، وأتواصل مع عدد من الفنانين، ولي أعمال فنية جارٍ الإعداد لها حالياً مع بعض الفنانين المعروفين في ألبوماتهم القادمة، مما يؤكد أن بدر المليحي لم يغب عن الساحة، وإنما موجود، ويعمل بجد، دون عجلة أو تسرع. ولكن ربما أنت مقل في أعمالك التي تقتصر على عدد من الفنانين أمثال رابح صقر وأصيل أبو بكر؟ قد أتفق معك فيما ذهبت إليه، ولكن هذا الاقتصار ليس بقصد، وإنما بدون قصد، فأنا أرحب بأي فنان قادر على غناء قصائدي، وإيصال ما بها من مشاعر وأحاسيس للناس، وهذا ما يهمني، وربما للصداقة والأخوة والعلاقة الوطيدة القديمة بيني وبين رابح صقر وأصيل أبو بكر، فأنا أمنحهما قصائد كثيرة، وأستطيع القول: إن هذين الفنانين، ترجما قصائدي بصوتهما على أجمل صورة. هل نفهم من هذا أنك لا تمانع من العمل مع أي فنان يطلب قصائدك؟ أنا لا أعرض قصائدي على الفنانين، ولا أطرق بابهم من أجل غناء قصائدي، وفي الوقت نفسه، بابي مفتوح للجميع، وفي أي وقت، وقصائدي أمنحها كما ذكرت للفنانين القادرين على استيعاب ما بها من معانٍ سامية، ولا أجامل أحداً على حساب الفن، وأؤكد أن تعاملي الفني لا يقتصر على فنانين بأعينهم، وأتشرف بالتعامل مع أي فنان يطرق باب بيتي. هل علاقتك القوية بالفنان رابح صقر تجعلك حريصاً على منحه أفضل القصائد التي كتبتها؟ علاقتي برابح صقر عمرها أكثر من 20 سنة، وهي علاقة تتسم بالأخوة والصداقة الفنية القوية، وعندما أكتب قصيدة جديدة، قد أشعر أن هذه القصيدة تناسب فناناً معيناً ولا تناسب فنانا آخر، ولا أنكر أن علاقتي بالفنان رابح صقر، ومعرفتي بما يريد، قد تجعلني حريصاً على تأليف قصائد خاصة به، تتناسب وأسلوبه الفني، ورابح فنان معروف على الساحة، وله طريقته الخاصة في الغناء، وهذا ما أضعه في اعتباري عندما أكتب له. تردد أنك تجهز حالياً عملين جديدين لرابح صقر.. فما هي ملامحهما وهل تذكر لنا بعض أبياتهما؟ بالفعل هناك تعاون جديد مع رابح صقر، في عمل واحد وليس عملين كما تردد، واعذرني إن لم أستطع الكشف عن تفاصيله أو بعض أبياته، إلا بعد الرجوع إلى رابح شخصياً، ولكنه عمل طربي سريع، وأعتقد أنه سيكون أحد الأعمال المهمة التي كتبتها في مسيرتي الفنية، وآمل أن يعجب محبي الطرب ومحبي صوت رابح. وهل توجد أعمال جديدة مع الفنان أصيل أبو بكر؟ الاتصالات بيني وبين الفنان أصيل أبو بكر مستمرة، من أجل الاتفاق على عدد من الأعمال التي ينوي غناءها في ألبومه المقبل، وحتى هذه اللحظة، لم نتفق بشكل نهائي على ماهية هذه الأعمال، أو الصورة النهائية لها. ألا يوجد تعاونات مقبلة مع فنانين آخرين؟ كما تعلم أن هذه الفترة، من شهر رمضان والعيد، تقل فيها وتيرة الأعمال الفنية، وعقب هذه الفترة، سيكثر التعاون، ولا أخفيك أن هناك اتفاقات شفهية بيني وبين فنانين وفنانات من داخل السعودية وخارجها، للاتفاق على أعمال فنية جديدة، ستظهر معالمها في قادم الأيام. علاقتي برابح صقر عمرها أكثر من 20 سنة، وهي علاقة تتسم بالأخوة والصداقة الفنية القوية، وعندما أكتب قصيدة جديدة، قد أشعر أن هذه القصيدة تناسب فناناً معيناً ولا تناسب فنانا آخر ألا يوجد تعاونات فنية بينك وبين عدد من الملحنين؟ علاقتي بالملحنين قوية، وتواصلي معهم مستمر، ويشرفني التعاون معهم جميعاً، وأرحب بذلك، ومن بينهم الملحن صالح الشهري، الذي أعتز بصداقتي معه، وتواصلي الفني به، وآمل أن يسفر هذا التواصل عن آمال جديدة في القريب. دعنا نسألك عن صداقتك القوية بالفنان راشد الماجد، وسبب عدم تعاونك معه في السنوات الأخيرة؟ راشد الماجد فنان رائع، وهو ابن الشرقية، كما أنه صديق وأخ، وتربطني به علاقات قوية، ولكن في السنوات الأخيرة، يبدو أنه انشغل بأعماله ومشاريعه، كما أنني انشغلت بأعمال مشاريعي، ولم يكن هناك تواصل فني بيننا، ولكن أنا حريص على التعامل معه، وإعادة النجاحات التي حققناها سوياً، وأتذكر أن آخر تعاون فني جمع بيني وبين راشد، أغنية بعنوان «يا خوي وينك»، قبل 5 سنوات. ولكن تردد أن هناك خلافا بينك وبين راشد الماجد؟ أكرر ما ذكرته لك بأن راشد الماجد فنان رائع، وأخ وصديق، وتربطني به علاقة قوية، وعشرة عمر، ولا يمكن أن يكون بيني وبينه خلاف من أي نوع، وما تردد هو شائعات، تخرج بها بعض الصحف الصفراء. بدر المليحي شاعر مبدع، ورجل أعمال من الطراز الأول، لا ترضى إلا بالنجاح والتألق.. مما كان يستوجب أن تكون قريباً من الإعلام أكثر وأكثر، ولكن لم يحدث.. لماذا؟ دعني أُُجبك كشاعر، وليس كرجل أعمال، فأنا لا أميل أن أتحدث عن موهبتي في الشعر، وأمتدح نفسي، فهذا خطأ كبير، وإنما أترك قصائدي وأعمالي الفنية تتحدث عني، وتعودت ألا أطرق باب الإعلام، وتعودت أيضاً ألا أرفضه إذا طرق هو بابي، فأرحب بأي إعلامي يريد أن يجري معي حوارا أو لقاءً، وهذا مبدأ لا أحيد عنه.