أعاد مدرب المنتخب السعودي للشباب لكرة القدم خالد القروني الهيبة والثقة إلى المدربين الوطنيين السعوديين بعد فترة طويلة من التجاهل بعد الاعتماد على المدربين الأجانب سواء في المنتخب الأول أو المنتخبات السنية الأخرى، إذ أكد القروني بإنجازه التاريخي أن الأفضل للكرة السعودية من دون شك هو المدرب الوطني الذي ارتبطت به أفضل نتائج منتخبات المملكة. وقاد القروني (الأخضر) الشاب إلى دور ال16 بمونديال كولومبيا الذي تدور منافساته حاليا بعد فوزين على كرواتيا وجواتيمالا وخسارة من نيجيريا ليخوض أبناء المملكة مواجهة نارية مع منتخب البرازيل «راقصي السامبا». وما حققه القروني أفضل إنجاز للمنتخب السعودي للشباب على مدار تاريخه وتكرار لإنجاز المنتخب السعودي الأول في مونديال 1994 بأمريكا عندما أطاح ببلجيكا والمغرب وتعادل مع هولندا قبل أن يخسر في دور ال16 أمام السويد. وفاجأ القروني الإعلام السعودي بتصريح مثير إذ أكد أنه يطمح لتحقيق كأس العالم، مشددا على ثقته في لاعبيه الواعدين. ويرى القروني أن الاتحاد السعودي لكرة القدم أكثر ثقة في المدرب السعودي من الأندية ويرجع السبب في ذلك إلى رؤساء الأندية الذين يستجيبون لرغبة الجمهور والإعلام وليس لديهم استطاعة على التضحية. وتمنى القروني أن يكون رؤساء الأندية أكثر تقديرا للمدرب الوطني والوقوف إلى جانبه ودعمه ومنحه الثقة والمساندة خصوصا في ظل فشل مدربين أجانب كثر كلفوا خزانة النادي الكثير على عكس المدرب الوطني الذي يعرف مراكز اللاعبين وإمكاناتهم الفنية والتعامل معهم حسب البيئة التي تجمعهم. 1984 بداية نجاح المدرب الوطني مع المنتخبات السعودية ويؤكد القروني أن المدرب الوطني هو الأفضل للمنتخبات السعودية لتفهمه نفسية اللاعب، فضلا عن قدرته على توظيف الإمكانيات بشكل أفضل من نظيره الأجنبي نظرا لاحتكاكه بعدد من اللاعبين بالأندية ما يساعده على التقييم الموضوعي. وعبر القروني عن سعادته بمستوى فريقه وبالإنجاز الذي حققه لاعبوه بالتأهل لدور ال16، معتبراً ذلك امتدادا لإنجاز المنتخب الأول الذي شارك 4 مرات في كأس العالم. وأوضح القروني أن هذا الإنجاز جاء بفضل الله ثم بفضل اللاعبين والجهاز الإداري والفني والقيادة الرياضية متمثلة بالأمير نواف بن فيصل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم. كما اعتبر الذين يصفون المدربين الوطنيين بالمفلسين مجحفين، وقال: «معظم إنجازات المنتخبات السعودية تمت بمدربين وطنيين، معتبراً إنجازه أبلغ رد على هؤلاء». وفي رده عمن يقول إن التأهل لدور ال16 كان صدفة وأن النتائج عادية مقارنة بضعف المنافسين وأن الاختبار الحقيقي كان أمام نيجيريا وخسره قال: «أتمنى أن تستمر الصدفة، وسوف نظهر في لقاء البرازيل القادم مستوانا الحقيقي بصرف النظر عن النتيجة». ويعد إنجاز خالد القروني إنصافا للمدربين الوطنيين السعوديين الذين حققوا معظم الإنجازات الكروية الدولية وأبرزهم خليل الزياني الذي قاد المنتخب السعودي إلى اولمبياد لوس انجلوس في سنغافورة، وتحقيق كأس آسيا عام 1984في سنغافورة أيضاً، وسبق له أن حقق أول إنجاز خليجي على مستوى الأندية لمصلحة الاتفاق في بطولة مجلس التعاون الخليجي. أما محمد الخراشي فنجح في التصفيات المؤهلة لكأس العالم في أمريكا 1994، بعد الاستغناء عن المدرب البرازيلي كندينيو، كما حقق الخراشي أول لقب خليجي للكرة السعودية ( خليجي 12) في الإمارات. وكان ناصر الجوهر أيضاً شريكاً في إنجازات المدرب الوطني مع المنتخب السعودي الأول عندما استلم زمام الأمور في نهائيات كأس آسيا عام 1996 في لبنان خلفاً للمدرب التشيكي ماتشالا بعد الخسارة في مباراة الافتتاح أمام اليابان، واستطاع الجوهر الوصول ب(الأخضر) إلى المباراة النهائية وحقق وصافة البطولة التي فاز اليابانيون بلقبها. ثم فاز الجوهر مرة أخرى بلقب خليجي 15 في الرياض على حساب المنتخب القطري، ثم قاد الأخضر إلى التأهل لنهائيات مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. يذكر ان القروني من أبرز المدربين الوطنيين السعوديين خلال السنوات الأخيرة هو من مواليد 1960 ولعب في صفوف نادي الرياض لمدة 13 سنة وبعد ان اعتزل نال عدة شهادات في التدريب وقاد الجهاز الفني للمنتخب الاولمبي السعودي الذي شارك في اولمبياد سيدني 2000 ثم المنتخب السعودي للناشئين الذي شارك في التصفيات الاسيوية في العام ذاته، ودرب خلال 16 قضاها مدربا نحو 10 اندية سعودية أبرزها النصر والرياض والقادسية والاتحاد والوحدة والحزم والطائي والشعلة والرائد. اما ابرز انجازته فقد حقق بطولة الدرجة الأولى وصعد بفريق الوحدة للممتاز ثم بطولة خادم الحرمين مع الاتحاد وبطولة السوبر السعودي المصري مع الاتحاد ايضا ثم دوري الأولى والصعود للممتاز مع الحزم. ويحسب للقروني أنه وجه بوصلة الأندية المحلية لعدد من المواهب الشابة إذ تتنافس الأندية الكبرى في الدوري السعودي على ضم ظهير أيسر القادسية ياسر الشهراني الذي بات هدفا لبطل المسابقة الهلال، فيما اقتنص الاتحاد لاعب حطين يحي دغريري. وبات اللاعبون الشباب نجوما لامعة بعد أدائهم الباهر بالمونديال فصارت الجماهير السعودية تحفظ أسماءهم عن ظهر قلب، وتظهر قائمة المنتخب السعودي الشاب رؤية القروني الثاقبة الذي ضم من أندية كبيرة وصغيرة إذ ركز على المواهب من دون ان يلتفت لاسم النادي ونفوذه الجماهيري فضمت القائمة 30 لاعباً من مواليد 1991 هم: عبدالله المحمد وياسر الفهمي ومعتز هوساوي ومحمد ال فتيل ومحمد برناوي ومهند الفارسي ومصطفى بصاص (الأهلي) فواز القرني ويحيى دغريري ومعن خضري وفواز الخيبري وهتان باهبري وعبدالرحمن الرشيدي (الاتحاد) عبدالله الحافظ وعلي الزبيدي وابراهيم ال براهيم وعلي الزقعان (الاتفاق) عبدالله السديري وفهد الجهني ومبارك البيشي( الهلال) عبدالإله النصار وعبدالعزيز العازمي (النصر) عبدالله عطيف وصالح القميزي (الشباب) ماهر عثمان وعلي مدخلي (الوحدة) ياسر الشهراني (القادسية ) متعب سالم (نجران) احمد الكسار (الرائد) علي ال سالم (الخليج). «المدرب الوطني هو الأفضل للمنتخبات السعودية لتفهمه نفسية اللاعب، فضلا عن قدرته على توظيف الإمكانيات بشكل أفضل من نظيره الأجنبي نظرا لاحتكاكه بعدد من اللاعبين بالأندية ما يساعده على التقييم الموضوعي»ويرى شيخ المدربين السعوديين خليل الزياني أن القروني نجح في إعادة اكتشاف المواهب إذ لم يقتصر الانجاز على التأهل لدور ال16 للمرة الاولى في تاريخ المنتخب السعودي الشاب بعد 6 مشاركات وإنما جهز شريحة عريضة من اللاعبين الاساسيين والبدلاء لتكون نواة للمنتخب السعودي الاول خلال السنوات المقبلة. وجذب الأداء الرشيق للاعبي المنتخب السعودي موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» خصوصا لاعب خط الوسط معن الخضري الذي برز في أول لقاء أمام كرواتيا ما دفع الموقع لتشبيهه بفيرون نجم الارجنتين. وقال الموقع إنه عندما دخل لاعبو المنتخب السعودي أرضية ملعب سينتيناريو في أرمينيا لمواجهة كرواتيا في افتتاح مباريات الفريقين في المجموعة الرابعة لكأس العالم للشباب كان معن خضري مميزاً عن بقية اللاعبين على أرضية الملعب بسبب مظهره الشخصي حيث كان حليق الرأس ما سهل على جميع الحاضرين متابعته خلال فترات المباراة. وقال الموقع إنه بالإضافة إلى مظهره الشخصي، كان خضري مميزاً بأدائه على أرض الملعب حيث سبب عقدة كبيرة للاعبي المنتخب الكرواتي بعدما قطع العديد من الكرات بينما كانت تمريراته متقنة ليلعب بذلك دوراً مهماً في الفوز الذي حققه منتخب بلاده 2- صفر. ولا عجب بأن حب خضري للنجم الأرجنتيني الدولي السابق خوان سيباستيان فيرون كان الدافع وراء حلق شعره وهو الأمر الذي فاجأ زملاءه أيضاً صبيحة يوم المباراة حيث لم يكن يتوقع أحد بأنه سيقوم بتغيير مظهره كما فعل. «ما حققه القروني أفضل إنجاز للمنتخب السعودي للشباب على مدار تاريخه وتكرار لإنجاز المنتخب السعودي الأول في مونديال 1994 بأمريكا عندما أطاح ببلجيكا والمغرب وتعادل مع هولندا»وكشف خضري لموقع الفيفا بأن ما قام به هو أمر عادي يفعله عندما يخوض البطولات الكبرى حيث قال: «لقد تعودت دائماً قبل أي بطولة بأن أقوم بحلق شعري كله ويعود هذا الأمر إلى أيام مشاركاتي مع منتخب الناشئين بالإضافة إلى أن والدي يتفاءل بي كلما حلقت شعري على هذا الشكل». ولعلّ تألق خضري مع ناديه الاتحاد والمنتخب السعودي، يعود إلى الخبرة التي حصل عليها من زميله في النادي واللاعب السعودي الدولي سعود كريري والذي يعتبر من بين أحد أفضل لاعبي الوسط المدافعين بآسيا في السنوات الأخيرة. وقال خضري: «سعود كريري أحد اللاعبين المميزين في السعودية وفي آسيا أيضاً ولقد تعلمت الكثير من الأمور منه في نادي الإتحاد وأتمنى أن أواصل التعلم منه في المستقبل».