أفرد موقع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تقريراً شاملاً عن المدرب الوطني الكابتن خالد القروني، وأنه أعاد للمدرب السعودي الهيبة والثقة بعد المستويات الكبيرة والرائعة التي قدمها منتخبنا الشاب في نهائيات كأس العالم للشباب لكرة القدم المقامة حالياً بكولومبيا. وجاء التقرير كالآتي: أعاد مدرب المنتخب السعودي للشباب لكرة القدم خالد القروني الهيبة والثقة إلى المدربين السعوديين بعد فترة طويلة من الاعتماد على المدربين الأجانب، سواء في المنتخب الأول أو المنتخبات السنية الأخرى. وقاد القروني «الأخضر» الشاب إلى دور ال16 في كأس العالم للشباب 2011 التي تقام في كولومبيا، بعد فوزين على كرواتيا وغواتيمالا وخسارة من نيجيريا؛ ليخوض أبناء المملكة مواجهة نارية مع منتخب البرازيل يوم الأربعاء. وما حققه القروني أفضل إنجاز للمنتخب السعودي للشباب على مدار تاريخه، وتكرار لإنجاز المنتخب الأول في كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة، عندما أطاح ببلجيكا والمغرب وخسر أمام هولندا قبل أن يخرج من دور ال16 أمام السويد. وفاجأ القروني الإعلام السعودي بتصريح مثير؛ إذ أكد أنه يطمح إلى تحقيق كأس العالم، مشدداً على ثقته بلاعبيه الواعدين. ويرى القروني أن الاتحاد السعودي لكرة القدم أكثر ثقة بالمدرب السعودي من الأندية، ويرجع السبب في ذلك إلى رؤساء الأندية الذين يستجيبون لرغبة الجمهور والإعلام وليس لديهم استطاعة للتضحية، فضلاً عن قدرته على تفهم نفسية اللاعب وتوظيف الإمكانيات بشكل أفضل من نظيره الأجنبي؛ نظراً لاحتكاكه بعدد من اللاعبين بالأندية؛ ما يساعده على التقييم الموضوعي. وفي رده عمن يقول إن التأهل لدور ال16 كان مصادفة، وأن النتائج عادية مقارنة بضعف المنافسين، وأن الاختبار الحقيقي كان أمام نيجيريا، قال: أتمنى أن تستمر المصادفة، وسوف نظهر في لقاء البرازيل المقبل مستوانا الحقيقي بصرف النظر عن النتيجة. ويُعَدّ إنجاز القروني إنصافاً للمدربين الوطنيين السعوديين الذين حققوا معظم الإنجازات الكروية الدولية، وأبرزهم خليل الزياني الذي قاد المنتخب السعودي إلى أولمبياد لوس أنجلوس، وتحقيق كأس آسيا عام 1984 في سنغافورة، وسبق له أن حقق أول إنجاز خليجي على مستوى الأندية لمصلحة الاتفاق في بطولة مجلس التعاون الخليجي. أما محمد الخراشي فقد نجح في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1994، بعد الاستغناء عن المدرب البرازيلي كاندينيو، كما حقق الخراشي أول لقب خليجي للكرة السعودية (خليجي 12) في الإمارات. وكان ناصر الجوهر أيضاً شريكاً في إنجازات المدرب الوطني مع المنتخب السعودي الأول عندما استلم زمام الأمور في نهائيات كأس آسيا عام 2000 في لبنان خلفاً للتشيكي ميلان ماتشالا بعد الخسارة في مباراة الافتتاح أمام اليابان، واستطاع الجوهر الوصول بالأخضر إلى المباراة النهائية وحقق وصافة البطولة التي فاز اليابانيون بلقبها. ثم فاز الجوهر مرة أخرى بلقب خليجي 15 في الرياض على حساب المنتخب القطري، ثم قاد السعودية للتأهل لنهائيات كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. يُذكر أن القروني (51 عاماً) لعب في صفوف نادي الرياض لمدة 13 عاماً، وبعد أن اعتزل نال شهادات عدة في التدريب، وقاد الجهاز الفني للمنتخب الأولمبي السعودي الذي شارك في أولمبياد سيدني 2000 ثم المنتخب السعودي للناشئين الذي شارك في التصفيات الآسيوية في العام ذاته، ودرَّب خلال 16 عاماً نحو 10 أندية سعودية، أبرزها النصر والرياض والقادسية والاتحاد والوحدة والحزم والطائي والشعلة والرائد. أما أبرز إنجازاته فهي تحقيقه بطولة الدرجة الأولى والصعود بفريق الوحدة للممتاز، ثم بطولة خادم الحرمين مع الاتحاد، وبطولة السوبر السعودي المصري مع الاتحاد أيضاً، ثم دوري الأولى والصعود للممتاز مع الحزم. ويحسب للقروني أنه وجّه بوصلة الأندية المحلية لعدد من المواهب الشابة؛ إذ تتنافس الأندية الكبرى في الدوري السعودي على ضم ظهير أيسر القادسية ياسر الشهراني الذي بات هدفاً لبطل المسابقة الهلال، فيما اقتنص الاتحاد لاعب حطين يحيى دغريري. ويرى شيخ المدربين السعوديين خليل الزياني أن القروني نجح في إعادة اكتشاف المواهب؛ إذ لم يقتصر الإنجاز على التأهل لدور ال16 للمرة الأولى في تاريخ المنتخب السعودي الشاب بعد 6 مشاركات، وإنما جهَّز شريحة عريضة من اللاعبين الأساسيين والبدلاء؛ لتكون نواه للمنتخب السعودي الأول خلال السنوات المقبلة. وجذب الأداء الرشيق للاعبي المنتخب السعودي وسائل الإعلام، وخصوصاً لاعب خط الوسط معن الخضري الذي برز في أول لقاء أمام كرواتيا؛ ما دفعها لتشبيهه بفيرون نجم الأرجنتين الحليق الرأس وصاحب الأداء الجيد على أرض الملعب.