اشتبك مثيرو الشغب الذين كانوا يلقون قنابل البنزين مع الشرطة في شمال لندن الليلة قبل الماضية فأشعلوا النار في سيارات للدورية ومبان وحافلة من طابقين في أحد اسوأ الاضطرابات التي شهدتها العاصمة البريطانية في السنوات الاخيرة. وقالت الشرطة البريطانية «سكوتلاند يارد» إن واحدا على الأقل من رجال الشرطة المصابين يعاني من جرح في الرأس ، وذلك بعد الاشتباكات التي وقعت قرب توتنهام شمال لندن. وبدورها هاجمت الشرطة الراكبة وضباط مكافحة الشغب الراجلون مثيري الشغب لإبعادهم عن المكان. ونقل ثمانية ضباط الى المستشفى احدهم مصاب بجروح في الرأس بينما هاجم مثيرو الشغب مباني بينها بنوك ومحال ومتجر وسوق مركزي واحرقوا ثلاث سيارات للشرطة في الطريق الرئيسي قرب قاعدة الشرطة المحلية. وفي حين جرت السيطرة على اغلب الاضطرابات في وقت مبكر من صباح الاحد لا تزال هناك بعض اعمال الشغب تندلع بالقرب من المكان. واشارت تقارير أيضا لوقوع أعمال نهب . ورشق رجال شرطة على ظهور الخيول بالقذائف. وقالت إحدى المحتجات وتدعى فينيسا روبنسون إنها انضمت إلى احتجاج سلمي خارج محطة شرطة لكن الوضع انقلب إلى « فوضى مطلقة.» وذكر أحد سكان المنطقة ويدعى ديفيد أكينسانيا إن نوافذ بعض المحلات التجارية هشمت. وفتحت لجنة الشكاوى المستقلة في إدارة الشرطة تحقيقا لمعرفة سبب إطلاق النار على دوجان. بدورها هاجمت الشرطة الراكبة وضباط مكافحة الشغب الراجلون مثيري الشغب لابعادهم عن المكان. وذكر مسئولو الإطفاء في وقت سابق الاحد أن الحرائق أخمدت ، ولكن فرق الإطفاء ما زالت تراقب بعض المواقع. وقال متحدث باسم فريق الإطفاء في لندن «ما زلنا نتواجد ببعض المواقع لإخماد الحرائق والتأكد من انتهائها». وذكرت الشرطة أنه ما زالت هناك بؤر للأنشطة الإجرامية وأضاف المسئولون أنهم فوجئوا بحجم أعمال العنف التي أعقبت الاحتجاج الذي بدأ سلميا. ووصف القائد في شرطة العاصمة ستيفن واتسون أعمال العنف بأنها «مزعجة» وقال :»لم يكن هناك ما ينذر بأننا سنواجه مثل هذا النوع من الاضطرابات الذي شهدناه هذه الليلة .. ليس هناك ما يبرر تصرف هؤلاء الذين تورطوا في هذا العنف». واندلعت الاضطرابات ليل السبت في اعقاب مظاهرة سلمية احتجاجا على مقتل مارك دوجان البالغ من العمر 29 عاما وهو أب لأربعة أطفال والذي لقي حتفه بعد تبادل لاطلاق النار مع الشرطة يوم الخميس. وكان دوجان يستقل سيارة اجرة عندما اوقفه ضباط مسلحون في اطار عملية مخططة سلفا. وفر شرطي دون ان يلحق به اذى بعد ان اصابت رصاصة جهاز اللاسلكي الخاص به. وتتولى هيئة شرطية مستقلة التحقيق في مقتل دوجان.